تبُت منظمة "أوبك" وحلفاؤها، اليوم الخميس، في ما إذا كانوا سيطرحون المزيد من النفط في الأسواق أم سيقيّدون المعروض في ضوء تقلبات كبيرة في أسعار النفط الخام وطرح جزء من الاحتياطيات النفطية الأميركية في السوق، ومخاوف من تداعيات متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون".
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ "أوبك+" ستناقش على الأرجح وقف زيادة إنتاج النفط في يناير/كانون الثاني من بين خيارات أخرى، مما قد يقدم إشارات واسعة النطاق بأنّ تحرّك الدول الكبرى المستوردة للنفط التي أعلنت لجوءها إلى مخزونها النفطي لخفض الأسعار، قد جنى ثماره.
وتراجعت أسعار مزيج برنت إلى حوالي 70 دولاراً للبرميل، انخفاضاً من مستوياتها المرتفعة في أكتوبر/تشرين الأول عندما تجاوزت 86 دولاراً لتسجل أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
وفي الشهر الماضي، سجلت الأسعار أكبر انخفاض شهري منذ بداية جائحة كوفيد-19 بعدما أثار المتحور "أوميكرون" المخاوف من حدوث تخمة في المعروض النفطي. وهبط سعر مزيج برنت القياسي عن 70 دولاراً للبرميل، اليوم الخميس.
ويعترض تكتل "أوبك+"، الذي يضم المنتجين الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها، على المطالب الأميركية بزيادة إنتاج النفط لدعم الاقتصاد العالمي. وقال المنتجون إنهم لا يريدون عرقلة التعافي الهش الذي شهدته صناعة الطاقة بالتسبب في تخمة جديدة في المعروض.
وأكدت روسيا والسعودية أكبر المنتجين في تكتل "أوبك+"، قبل اجتماعات الأسبوع الحالي، أنه ما من ضرورة لرد فعل عشوائي لتعديل السياسة. وقال العراق إنّ من المتوقع أن يمدد منتجو "أوبك+" العمل بسياسة الإنتاج الحالية في الأجل القريب.
ومنذ أغسطس/آب، عمد التكتل إلى زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل في اليوم شهرياً، في إطار الرجوع تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج القياسية التي اتفق عليها المنتجون في 2020 عندما هوى الطلب على النفط بفعل الجائحة.
ويوم الأربعاء، قال خبراء "أوبك+" في تقرير اطلعت عليه "رويترز"، إنّ تداعيات المتحور "أوميكرون" ما زالت غير واضحة، وذلك رغم أنّ العديد من الدول بدأت تطبّق قيوداً لمحاصرته.
وحتى قبل ظهور المخاوف من "أوميكرون"، كان تكتل "أوبك+" يدرس تداعيات الإعلان الذي صدر الأسبوع الماضي عن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى المستهلكة للنفط، بشأن سحب كميات من احتياطيات النفط الخام لتهدئة الأسعار.
وقد توقعت "أوبك" حدوث فائض في المعروض قدره ثلاثة ملايين برميل في اليوم في الربع الأول من العام 2022 بعد السحب من الاحتياطيات، وذلك ارتفاعاً من 2.3 مليون برميل يومياً في تقديراتها السابقة.
ومع ذلك، قال التقرير إنّ تداعيات السحب من الاحتياطيات ستكون محدودة؛ لأنّ بعض الدول جعلتها طوعية، ولأنّ مداها الزمني غير واضح.
وقال ديفيد تيرك نائب وزير الطاقة الأميركي، لـ"رويترز"، يوم الأربعاء، إنّ إدارة الرئيس جو بايدن قد تعدل توقيت السحب من الاحتياطيات إذا انخفضت الأسعار بشدة.
ويعمل تكتل "أوبك+" على التراجع تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج القياسية التي قررها العام الماضي وبلغت عشرة ملايين برميل يومياً تعادل 10% تقريباً من المعروض النفطي العالمي. ولا تزال 3.8 ملايين برميل يومياً من هذه التخفيضات سارية.
ومع ذلك، جاء إنتاج منظمة "أوبك" النفطي، في نوفمبر/تشرين الثاني، أقل من المستهدف من جديد، إذ يواجه بعض أعضاء المنظمة صعوبات في زيادة القدرة الإنتاجية.
(رويترز، العربي الجديد)