بدأت شركة آبل الأميركية عمليات توظيف في متاجر للبيع بالتجزئة في الهند، بجانب خطط لشغل وظائف أخرى، في ظل استعداد شركة التكنولوجيا العملاقة في التوسع في الدولة الآسيوية التي تبرز بقوة كمركز لتصنيع أجهزة آبل مستقبلاً في إطار خطة لتنويع سلاسل التوريد التي ترتكز حالياً بشدة على الصين، والتي تأثرت بالتحديات الجيوسياسية والصحية في الفترة الأخيرة.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، الأحد، أن صفحة الوظائف الخاصة بالشركة توفر فرصاً مختلفة للعاملين في الهند، بما فيها في المجالات التجارية والفنية في مواقع مختلفة داخل البلاد، مثل مومباي ونيودلهي.
ولطالما خططت عملاقة التكنولوجيا، التي تتخذ من كوبرتينو بولاية كاليفورنيا مقراً لها، لإنشاء مواقع فعلية للبيع بالتجزئة في الهند، التي تعد أحد أسواق الهواتف الذكية الأسرع نمواً في العالم، لكن بالرغم من أن الشركة بدأت البيع المباشر عبر الإنترنت في عام 2020، لم تتحقق بعد خططها للوجود فعلياً في البلاد.
وتبرز الهند بالإضافة إلى فيتنام كمراكز التصنيع التالية لأجهزة آبل، مستفيدةً من سياسات الحوافز المحلية، فضلاً عن خلق مرونة في سلاسل التوريد في ظل الصعوبات التي واجهاتها الشركة في الصين، وفقاً لتقرير صادر أخيراً عن شركة الاستشارات "كاونتر بوينت ريسيرش". ورغم محاول الشركة الأميركية خلق بدائل للتوريد إلا أن شركة الاستشارات رأت أن من المستبعد إيجاد بديل مباشر للصين على الفور.
واعتمدت "آبل" لسنوات عدة على شبكة تصنيع واسعة في الصين لإنتاج أجهزة آيفون وآيباد وغيرها من سلع الشركة. إلا أن اعتمادها الكبير على الصين كان موضع تقييم، بخاصة بعد إجراءات الإغلاق الصارمة التي اتخذتها الحكومة الصينية لمواجهة تفشي كورونا قبل رفع الكثير من القيود بنهاية العام الماضي.
وقدر بنك يو بي إس السويسري تراجع إنتاج أجهزة "آيفون 14" من شركة آبل بمقدار 16 مليون جهاز في 2022، إذ عرقلت سياسة "صفر كوفيد" المفروضة في الصين العمل في مصنع الشركة الرئيسي في تشنغتشو وسط البلاد.
وخفض محللو "يو بي اس" توقعاتهم لإجمالي إنتاج "آيفون 14" من 92 مليون جهاز إلى 76 مليوناً في النصف الثاني من العام الماضي، بانخفاض تبلغ نسبته 20% عن 2021، وفق مذكرة للبنك صادرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي .
وقد تؤدي التحديات التي تواجه إنتاج "آيفون 14" في الصين إلى زيادة الضغط على أعمال "آبل"، إذ استحوذ مصنعها في الصين على حصة تتراوح بين 70% إلى 75% من إنتاج آيفون العام الماضي، بينما توقع البنك السويسري أن تتراجع هذه الحصة إلى ما بين 65% و70% خلال العام الجاري 2023.
في المقابل شهدت الهواتف الذكية المصنعة في الهند نمواً بنسبة 16% خلال الربع الثاني من العام الماضي، لتتجاوز بذلك 44 مليون جهاز، وفقاً لشركة كاونتر بوينت.