لم تعد العديد من شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى في مرمى الاستهداف الأميركي فحسب بسبب كبح التمدد الصيني، بل أضحت في مواجهة مع بكين أيضا، التي تسعى إلى الحد من تعملق الشركات الخاصة واحتكارها لخدمات باتت حيوية في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
وتتزايد احتمالات أن تفقد شركة "آنت غروب" التابعة لعملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" نحو ثلث قيمتها السوقية، بموجب إجراءات جديدة اقترحتها الصين للحد من تركز سوق المدفوعات عبر الإنترنت، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.
ومن المحتمل أن تبلغ قيمة عملاق التكنولوجيا المالية (آنت غروب)، التي يملكها الملياردير الصيني جاك ما، أقل من 700 مليار يوان (108 مليارات دولار)، في حين كانت قد قدرت قيمتها السوقية لدى إلغاء طرح حصة من أسهمها في سوق المال، قبل نحو خمسة أشهر، بحوالي 300 مليار دولار.
ووفق بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) يوم الأربعاء الماضي، فإن أي شركة مدفوعات غير مصرفية لديها نصف حصة السوق للمعاملات عبر الإنترنت، أو أي كيانين لهما حصة مجتمعة تبلغ الثلثين، قد يخضعان لتحقيقات مكافحة الاحتكار.
وفي حال تم تأكيد الاحتكار، يمكن للبنك المركزي أن يقترح على مجلس الوزراء فرض تدابير تقييدية، بما في ذلك تفكيك الكيان بحسب نوع عمله. كما صرح البنك المركزي أن الشركات التي لديها بالفعل تراخيص للدفع ستكون لديها فترة سماح، مدتها عام واحد، للامتثال للقواعد الجديدة.
وتتحكم خدمة "علي باي"، التي تملك قاعدة مستخدمين تبلغ حوالي مليار مستخدم، في 55% من سوق المدفوعات عبر الهاتف المحمول. وأظهرت موجة الإجراءات ضد شركتي جاك ما "علي بابا" و"آنت" أن بكين فقدت صبرها مع القوة الهائلة لأقطاب التكنولوجيا، والتي يُنظر إليها الآن على أنها تهديد للاستقرار السياسي والمالي الذي يحظى به الرئيس شي جين بينغ، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أوقفت الهيئات التنظيمية الصينية طرح شركة "آنت" لأول مرة في سوق الأسهم، والذي كان مخططاً أن تجمع الشركة من خلاله نحو 35 مليار دولار.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نصحت حكومة بكين مؤسس علي بابا بالبقاء في البلاد، حسب ما قال شخص مطلع على الأمر، ونشأ الجدل حول مكان وجوده لأن بكين احتجزت في الماضي بهدوء المليارديرات المخالفين للقانون، من دون محاكمة فورية.
لكن جاك ما ظهر الأربعاء الماضي في مقطع فيديو تبلغ مدته 50 ثانية، هنأ فيه المعلمين المدعومين من مؤسسته الخيرية، ولم يشر إلى غيابه عن الرأي العام والتدقيق في أعمال "علي بابا" و"آنت" من قبل الهيئات التنظيمية.
(العربي الجديد)