تدفع الأزمة المتصاعدة في الهند بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، العائلات الثرية إلى الفرار من الدولة على متن طائرات خاصة، متوجهة نحو أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهندي.
ومع انتشار التقارير عن نقص أسرّة المستشفيات والأدوية، تتزايد وتيرة حجز الطائرات الخاصة من قبل رجال الأعمال الهنود وغيرهم من القادرين، بتكلفة تصل إلى ملايين الروبيات. الدولار يساوي 74.657 روبية هندية.
وقال راجان ميهرا، المدير التنفيذي في شركة "كلوب وان إير" للطائرات الخاصة، ومقرها نيودلهي: "لا يرتبط الأمر بفاحشي الثراء فقط. فكل من يستطيع أن يأخذ طائرة خاصة يسافر بطائرة خاصة".
وسجلت الهند أكثر من 320 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الساعات الأولى من أمس الثلاثاء، بعد أن بلغت أعداد المصابين نحو 353 ألف إصابة في اليوم السابق عليه، وهي أعلى حصيلة يومية في جميع أنحاء العالم منذ بدء الوباء.
ويتعالى صرير البنية التحتية الصحية للبلاد، تحت الضغط، وشوهد نجوم بوليوود يهربون إلى وجهات مثل جزر المالديف، بينما ترك ثلاثة لاعبين كريكيت أستراليين على الأقل الدوري الهندي الممتاز، وهو بطولة الأندية الرائدة في الرياضة.
ويأتي بعض الحافز لهروب الأثرياء من الهند، من اتخاذ الدول الخارجية تدابير لتقييد السفر من الدولة الواقعة في جنوب آسيا مع انتشار الموجة الجديدة من حالات كوفيد- 19.
وبريطانيا وكندا وهونغ كونغ وقطر والإمارات من بين أكثر من 12 دولة فرضت قيوداً، بينما تستعد دول أخرى لإعلان تدابير، وستمنع جزر المالديف الهنود من زيارة جميع الجزر، باستثناء عدد قليل من الجزر، ما أدى إلى التدافع على المغادرة في اللحظة الأخيرة.
وقال ميهرا، الذي كان يعمل سابقاً رئيس العمليات الهندية في الخطوط الجوية القطرية: "كانت هناك زيادة كبيرة في السفر إلى لندن ودبي قبل فرض القيود، وكذلك جزر المالديف قبل إعلان الحظر".
وأضاف ميهرا، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس، أن تكلفة الرحلة في اتجاه واحد من نيودلهي إلى دبي تصل إلى 1.5 مليون روبية (20 ألف دولار)، بما في ذلك المناولة الأرضية ورسوم أخرى، كذلك يتقاضى مشغلو الطائرات الخاصة رسوماً أيضاً مقابل رحلة العودة إذا كانت الطائرة فارغة.
وِشهد العام الماضي هروباً جماعياً مشابهاً كذلك عندما حظرت الهند رحلات الإجلاء الطبي وسط مخاوف من أن الأثرياء قد يزعمون زوراً أنهم بحاجة إلى العلاج من أجل السفر جواً في جميع أنحاء الدولة خلال الإغلاق بعد أن حظرت الحكومة الخدمات التجارية.
ورغم أن أسعار الرحلات الخاصة كانت مرتفعة بالفعل، ولم تجرِ زيادتها بشكل عام، فقد قفزت تكلفة تذاكر الطيران.
وقال نيشانت بيتي، الشريك المؤسس لـ"إيزي تريب بلانرز انديا"، إن توافر الرحلات لوجهات مثل لندن أصبح محدوداً بعد زيادة حجوزات "السفر الفوري".
وأصبحت رحلات الاتجاه الواحد على الدرجة الاقتصادية إلى بعض الوجهات تكلف أكثر من 10 أضعاف السعر العادي، حسبما قال ميهرا، مضيفاً:"هذا يبين كيف يستميت الناس للخروج".