قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين، إن ممر تصدير الحبوب الأوكرانية هو القضية الأبرز في محادثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإن الرسالة التي ستصدر بعد الاجتماع ستكون مهمة للغاية.
وذكر أردوغان في مستهل اللقاء مع بوتين أن "أهم خطوة يتطلع إليها الجميع في علاقات تركيا وروسيا اليوم هي ممر الحبوب". وتابع أن الرسالة التي ستخرج في نهاية الاجتماع "ستكون خطوة مهمة للغاية، وخاصة للدول الأقل نموا في أفريقيا".
وأوضح أردوغان أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا يبلغ حاليا 62 مليار دولار، وأنه من دواعي السرور التقدم نحو الهدف المتمثل في رفع هذا الرقم إلى 100 مليار دولار".
وأضاف: "اللقاء المرتقب لرئيسي البنك المركزي التركي والروسي يستحوذ أهمية بالغة فيما يخص المضي نحو استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية".
وأتاحت الاتفاقية التي تم التوصل إليها في صيف العام 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرات آمنة في البحر الأسود.
وأنهت روسيا في يوليو/تموز الماضي العمل بهذا الاتفاق، في خطوة تلاها تصاعد التوتر في منطقة البحر الأسود، وأثارت قلقا متزايدا بشأن أسعار المواد الغذائية.
وأبلغ بوتين نظيره التركي استعداده للبحث في إعادة تفعيل الاتفاقية.
وقال بوتين في مطلع اللقاء "أعلم أن لديكم نية إثارة مسألة الاتفاقية بشأن الحبوب. نحن منفتحون على المباحثات".
من جانبه، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الاثنين، إن الشق الأول من محادثات الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان كان بناء للغاية.
وبشكل منفصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن بيسكوف القول إنه من غير المتوقع التوقيع على أي وثائق في ختام المحادثات.
كان الرئيس الروسي اعتبر سابقاً أنه لم يتم الالتزام ببنود الاتفاقية لناحية السماح لروسيا بتصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية، معتبرا أن دول الغرب التي تفرض عقوبات على روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، سعت لاستغلال الاتفاقية لأغراض "الابتزاز السياسي".
وتظهر البيانات الصادرة عن مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الذي نظم الشحنات الأوكرانية، أن 57% من الحبوب القادمة من أوكرانيا ذهبت إلى الدول النامية، وكانت الوجهة الأولى هي الصين، التي تلقت ما يقرب من ربع الغذاء.
ومنذ انتهاء العمل بالاتفاقية، صعّد طرفا النزاع من هجماتهما في البحر الأسود. وحذّرت موسكو من أنها ستعتبر أي سفينة تبحر من أوكرانيا أو إليها هدفاً عسكرياً محتملاً.
وباتت كييف تعتمد إجمالاً على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيراً من كميات الحبوب المصدرة، لكنها لجأت أيضاً إلى ممر جديد عبر البحر الأسود رغم التهديد الروسي.
وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن أربع سفن شحن إضافية أبحرت عبر الممر الذي يتفادى بمعظمه المياه الدولية ويبقى ضمن نطاق سيطرة دول منضوية في حلف الأطلسي، ما يجعل السفن التي تستخدمه أقل عرضة لاستهداف روسي محتمل.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)