تعصف الأزمة التي تجتاح قطاع العقارات في الصين بشركة "كانتري غاردن هولدنغز"، أكبر مطور عقاري في البلاد، حيث تلقت أسهم وسندات الشركة ضربات وسط مخاوف من تعثرها في جمع الأموال اللازمة للوفاء بالتزاماتها.
وتعد "كانتري غاردن" إحدى الشركات المطورة القلائل في القطاع الخاص التي لا تزال تتمتع بجودة أفضل، ولم تتأثر إلى حد كبير بأزمة السيولة التي ضربت الكثير من المطورين العقاريين في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
ومنذ أن حلت "كانتري غاردن" في المركز الأول على حساب شركة "إيفرغراند" في عام 2017 ، احتفظت بمكانتها كأكبر مطور في الصين بفضل المبيعات التعاقدية، فيما يعمل في الشركة أكثر من 200 ألف موظف.
ركزت الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة فوشان الجنوبية بمقاطعة غوانجدونغ، على بناء مشاريع سكنية في مدن منخفضة المستوى خلال السنوات الأخيرة، مثل "إيفرغراند" التي واجهت أزمة ديون كبيرة في الأشهر الأخيرة.
الاعتماد على التمويل الخارجي
واعتمدت "كانتري غاردن" بشكل كبير على الاستفادة من التمويل في سوق الائتمان الخارجي، مثل العديد من نظيراتها التي تنخرط في الديون من أجل دعم النمو.
وتظهر بيانات أوردتها وكالة بلومبيرغ الأميركية، اليوم الأحد، أن "كانتري غاردن" لديها أكبر مجموعة من السندات الدولارية القائمة بين أكبر شركات العقارات في الصين، تبلغ قيمتها حوالي 11.7 مليار دولار.
وتراجعت بعض السندات الدولارية للشركة، إلى أدنى مستوياتها في أعقاب تقرير نهاية الأسبوع الماضي، الذي يفيد بأن الشركة فشلت في الحصول على دعم كافٍ من المستثمرين لصفقة سندات محتملة.
ورغم أنه من غير المتوقع أن تواجه "كانتري غاردن" ضغوط سداد وشيكة، حيث يستحق على سنداتها الدولارية 1.1 مليار دولار هذا العام، ولديها 186 مليار يوان (29.3 مليار دولار) من النقد المتاح اعتباراً من يونيو/ حزيران 2021، إلا أنه ربما تطفو المخاطر على السطح، خاصة إذا تبيّن أن الشركة تعاني أزمة الحصول على التمويل.
تقلبات أقل من الشركات الأخرى
لكن الشركة قالت رداً على استفسارات لوكالة بلومبيرغ، إن استراتيجيتها تتمثل في إدارة أصولها الحالية بشكل فعال، بالإضافة إلى توسيع أعمالها، مضيفة أنها تشهد تقلبات أقل من السوق بشكل عام.
وأشارت إلى أن الشركة باعت سندات وأوراقا مالية مدعومة بالأصول في السوق المحلية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما يعكس الدعم من كل من المستثمرين والجهات التنظيمية.
في المقابل، قالت كريستي هونغ، محللة وحدة "بلومبيرغ إنتليجنس"، إن الشركة ربما تواجه صعوبة في إنعاش المبيعات في عام 2022، في ظل ضعف المعنويات بالسوق في المدن ذات المستوى الأدنى، والتي يقع 77% من الأراضي الخاصة بها هناك.
وأشارت هونغ، إلى أن المساحة الكبيرة من الأراضي التي حصلت عليها الشركة حديثاً لا تزال موجودة في مثل هذه المناطق، مما يزيد من القلق بشأن التحصيل النقدي.
ويعمل المستثمرون حالياً على تدقيق قدرة "كانتري غاردن" على جمع التمويل من مجموعة متنوعة من القنوات، لا سيما أن سوق الائتمان الخارجي لا يزال مغلقاً فعلياً أمام معظم المطورين.
وتحتاج الشركة إلى سداد أو إعادة تمويل سندات بحوالي 1.3 مليار دولار هذا العام، معظمها بالدولار. ويتمثل الالتزام القادم في سندات بقيمة 425 مليون دولار تُستحق في 27 يناير/كانون الثاني الجاري.