أزمة خطيرة في فولكسفاغن: إضرابات ضخمة وسط خطط مالية قاسية

03 ديسمبر 2024
تحرك عمال فولكسفاغن في ألمانيا، 2 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه فولكسفاغن تحديات كبيرة مع إضراب 66 ألف موظف في 9 مصانع ألمانية، مما أدى إلى توقف الإنتاج، بسبب رفض نقابة "آي جي ميتال" لخطط خفض الأجور وإغلاق المصانع بعد تراجع أرباح الشركة بنسبة 63% في الربع الثالث من 2024.

- تتعقد المفاوضات بين الشركة والنقابة، حيث يواجه رئيس فولكسفاغن انتقادات لسوء تقديراته، مع تركيز الإدارة على التخفيضات بدلاً من الفرص الجديدة. من المتوقع اجتماع الطرفين في 9 ديسمبر لمفاوضات جديدة.

- اقترح الخبير دودنهوفر بيع ولاية سكسونيا السفلى لأسهمها لتمويل فرص عمل جديدة، وأكدت المتخصصة بوك على ضرورة اتخاذ قرارات تعيد فولكسفاغن إلى المنافسة والابتكار.

تعيش شركة فولكسفاغن عملاق صناعة السيارات الألمانية، مرحلة صعبة في تاريخها مع تنفيذ أكثر من 66 ألف موظف من أصل 120 ألفاً، أمس الاثنين، أول إضراب تحذيري كبير منذ العام 2018 في 9 من أصل 10 مصانع ألمانية، ما أدى إلى توقف خطوط الإنتاج عن العمل.

وعلى ما يبدو، أن نزاع المفاوضة الجماعية سيزيد الأعباء على الشركة وسط توقعات برفع مستوى الإضرابات مع رفض نقابة "آي جي ميتال" خطط التوفير التي وضعتها الشركة والمقدرة بنحو ملياري يورو، والتي ستعمد بموجبها إلى خفض الأجور بنسبة 10% وإغلاق مصانع وخفض الوظائف، مع إعلانها أخيراً تراجع أرباح المجموعة بنسبة 63% خلال الربع الثالث من العام 2024 مع تعثر الأعمال المربحة في الشرق الأقصى.  

وفي خضم ذلك، بينت تحليلات اقتصادية أن التسوية صعبة لدرجة أن إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل عيد الميلاد ضيقة جداً، لأن الأمر أكثر تعقيداً هذه المرة، وليس فقط بسبب حجم وتعقيد المشكلات التي تواجهها الشركة، إنما لأن المسؤولين في الشركة يتخبطون، وعليهم الآن تصحيح الأخطاء تحت الضغوط.

وفي هذا الصدد، هناك شبه إجماع لدى الخبراء على أن رئيس فولكسفاغن، توماس شيفر، أساء التقدير بخصوص تحسين الأرباح، ولا توجد في الأفق وسيلة للتوفيق بين الادخار الكبير والسريع والأمن الوظيفي للجميع. وأكد تورستن غروغر، مدير منطقة "آي جي ميتال" في ولاية سكسونيا السفلى، أن فولكسفاغن تخوض أحد أصعب الصراعات التي شهدتها الشركة على الإطلاق، مبيناً في تصريحات صحافية أن النقابة ستحارب خطة الشركة ما دام أن مجلس الإدارة يركز فقط على التخفيضات وتسريح العمال بدلاً من الفرص والآفاق.

بدوره، ناشد شتيفان فايل، رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى، حيث المقر الرئيسي للشركة، أطراف المفاوضة الجماعية بعدم تصعيد الصراع الذي يغلي منذ أسابيع. وأبرز فايل، المنتمي إلى الاشتراكي وعضو مجلس الإشراف في فولكسفاغن، أن من حق الموظفين لفت الانتباه إلى مطالبهم وقد حان الوقت الآن للتوصل إلى اتفاق، وهذا ممكن وضروري. وسيجتمع الجانبان يوم 9 ديسمبر الجاري لإجراء جولة جديدة من المفاوضات.  

بيع الأسهم في فولكسفاغن 

وبغية عدم حصول تأثيرات بعيدة المدى بفعل هذا النزاع، دعا الخبير في عالم السيارات، فرديناند دودنهوفر، في مقابلة مع "فوكوس"، مساء الاثنين، إلى اتخاذ خطوات جذرية في شركة فولكسفاغن، ضمن خطوات ممكنة لحل المشكلات وخلق آفاق جديدة لأحد أبرز ماركات صناعات السيارات الألمانية، وبينها أن يُصار إلى اعتماد النموذج الذي تم اتباعه بعد إغلاق مصنع شركة السيارات "أوبل" في مدينة بوخوم عام 2014، حيث تم إنشاء العديد من الشركات الجديدة والمستدامة في الموقع.

عدا ذلك، اقترح دودنهوفر أن تقوم ولاية سكسونيا السفلى ببيع أسهمها في الشركة، وأنه من شأن بيع 20% من الأسهم التي تمتلكها في الشركة (لذلك هناك أعضاء سياسيون من الولاية في مجلس الإشراف) أن يجلب أكثر من 5 مليارات يورو. وفي حالة إغلاق المصانع، يمكن استخدام هذه الأموال لخلق فرص عمل جديدة في هذه المدن ومن ثم خلق حالة جديدة من الازدهار.  

وقالت المتخصصة في الإدارة المالية والضريبية ألينا بوك، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الخشية من تسريح جماعي يصعّب العثور على وظيفة على الفور في ظل الحديث عن التوجه إلى إغلاق ثلاثة مصانع على الأقل، وهذا مكلف على الدولة، مشيرة أيضاً إلى أن قطاعات أخرى سيطاولها الضرر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بينها الموردون وقطاع الخدمات، فضلاً عن مناطق اقتصادية بأكملها في المدن والبلديات.

ولفتت إلى أن مسار التقشف الصارم سيحدث تحولاً، وآثار الدومينو ستنسحب على الخسائر الضريبية التجارية، مردفة في الوقت نفسه بأن القرارات في فولكسفاغن يجب أن تتخذ فقط على أسس تجعل المجموعة قادرة على العودة إلى المنافسة والابتكار مرة أخرى، إذ تبيع فولكسفاغن في أوروبا بمقدار 500 ألف سيارة أقل عما كانت عليه قبل وباء كورونا.  

وكانت الشركة بررت تقليص مدفوعات المالية بسبب التكاليف المرتفعة وضعف الطلب على السيارات الجديدة. مع العلم أنه وفي الأشهر التسعة الأولى من العام 2024، تراجعت أرباح المجموعة، لكن الشركة أبعد ما تكون عن المنطقة الحمراء، ولا سيما أنها حققت خلال الفترة المذكورة فائضاً قدره 1.58 مليار يورو بعد الضرائب.  

المساهمون