أدى تباطؤ الطلب على المنتجات المصنعة في آسيا إلى قيام شركات النقل البحري بتخفيض أسعار الشحن من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وإلغاء بعض الرحلات البحرية، على الرغم من تزايد المخاوف بشأن جولة جديدة من تضخم سلاسل التوريد، على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوترات البحر الأحمر.
وبعد هجمات الحوثيين على السفن المتعاونة مع إسرائيل في البحر الأحمر، رفع أغلب الشركات رسوم شحن الحاويات مؤخرًا إلى ما يصل إلى 10 آلاف دولار.
وواصلت شركات الشحن العملاقة، بما فيها شركة ميرسك، التي اضطرت إلى وقف الشحنات عبر البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، التحذير من التهديدات المستمرة للاقتصاد العالمي. وبينما تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها هجمات ضد الحوثيين، تزايدت المخاوف بشأن ارتفاع أسعار السلع ومستلزمات الإنتاج العالمية، إلا أن أحدث بيانات عقود الشحن أظهرت أن ذلك لم يحدث بعد على بعض الطرق الرئيسية.
وكان من المتوقع أن ترتفع أسعار عقود الشحن البحري الجديدة المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الاثنين 15 يناير للعديد من شركات النقل إلى ما يزيد عن 5000 دولار، لكن الأسعار الجديدة المقدمة للعملاء من شركة Honor Lane Shipping أظهرت أن أسعار الحاويات الواردة من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة كانت أقل من هذا المستوى. ولا تزال أسعار الطرق الموصلة إلى الساحل الشرقي تتراوح بين 6500 دولار و7000 دولار.
ويوم الجمعة، أظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين تراجع حجم التجارة مع الولايات المتحدة لأول مرة منذ أربع سنوات، على خلفية التوترات الجيوسياسية، ليصل إلى ما قيمته 664 مليار دولار العام الماضي، بانخفاض بنسبة 11.6% عن 2022.
كما أظهرت البيانات أن الصادرات الصينية تراجعت بنسبة 4.6% على مدى العام، وهو أول تراجع منذ 2016، بينما تراجعت الواردات بنسبة 5.5%.
وخففت البيانات الصينية من التأثيرات السلبية للتوترات في البحر الأحمر على أسعار الشحن، بعد قفزة كبيرة شهدتها الأسعار الأسبوع الماضي.
وقال آلان باير، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات اللوجستية OL USA، إنه يبدو أن هناك تباينًا متزايدًا بين أسعار الشحن إلى السواحل الأميركية، مشيراً إلى أن الأسعار المطبقة على الساحل الغربي تتراجع وتتناقص.
وكما كانت التوقعات، عمد المزيد من شركات الشحن إلى تجنب الساحل الشرقي وتفضيل موانئ الساحل الغربي، بسبب التوترات في البحر الأحمر، وعدم القدرة على الوصول إلى قناة السويس في بعض الأحيان.
ويضيف تجنب قناة السويس، وإعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح، ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع لرحلة الذهاب والإياب، وفقًا لشركة Honor Lane Shipping. وتحتاج شركات النقل البحري إلى المزيد من السفن المتجهة إلى طريق الساحل الشرقي من آسيا، للتمكن من إصدار جداول زمنية يمكن العمل بها.
ويقول باير إنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الرحلات البحرية الملغاة في فبراير للمساعدة في تحقيق التوازن بين العرض والطلب الفعلي.
ولا تزال الأسعار في حالة تغير مستمر، حيث تعد سوق الشحن حساسة للغاية. وستظل ضغوط الأسعار قائمة، وفقًا لجويتز ألبراند، رئيس الشحن البحري للأميركتين في DHL Global Forwarding.
وقال ألبراند لشبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية: "يتم إجراء تعديلات على أسعار الشحن البحري بنفس الطريقة كل أسبوع في الوقت الحاضر، ويمكن أن ينظر إلى ذلك على أنه تعديل للعرض والطلب. نتوقع أن يظل هذا الوضع سلسًا، ولكننا نرى بشكل عام فرصًا أكبر لبقاء الأسعار مرتفعة".
وأضاف: "إن الجفاف المستمر في قناة بنما، والذي دفع شركة ميرسك هذا الأسبوع إلى إعادة توجيه بعض البضائع عن طريق "جسر بري"، يزيد من تعقيدات الشحن العالمي.