يُحتمل أن يشهد الشتاء المقبل عودة أزمة الغاز إلى أوروبا، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف، في ظل انتعاش الطلب، وفق محللين في قطاع الطاقة وبنوك استثمار عالمية.
وأنقذ الطقس المعتدل والطلب الضعيف من الصين على الغاز الطبيعي المسال، أوروبا في الشتاء الماضي، لكن لا يتضح ما إذا كانت هذه الأوضاع ستستمر، إذ تشير عقود الغاز في أشهر الشتاء المقبل إلى زيادة في الأسعار.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن سامنثا دارت، المحللة لدى بنك الاستثمار العالمي، غولدمان ساكس، قولها على هامش مؤتمر للغاز في أمستردام بهولندا: "برد الشتاء المبكر أكثر الأمور رعباً، وتجاوز الأسعار قيمة 100 يورو ما زال واقعياً، رغم أن الطلب الضعيف قد يؤجل الصعود التدريجي في الأسعار الذي تَوقعه البنك سابقاً في أغسطس/ آب الماضي".
ولم يتّضح إذا ما سيكون دائماً تراجع الطلب الناجم عن ارتفاع الأسعار في العام الماضي، ومدى تأثُّره بتغير الأسعار، ومدى إمكانية عودة الطلب.
وأدت درجات الحرارة المعتدلة وجهود خفض الاستهلاك إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المرجعية إلى أدنى من 40 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، خلال الأشهر الماضية، وذلك مقارنة بالمستويات القياسية التي بلغتها في أغسطس/ آب الماضي، إثر وقف روسيا تدفقات الغاز عبر الأنابيب.
لكن السوق ستظل في أزمة حتى بدء توريد إمدادات الغاز الطبيعي المسال بعد 2026، وفقاً لشركة "فيتول غروب" عملاقة التجارة. وقال ستيوارت ساندرز، مدير تجارة الغاز الطبيعي المسال قصيرة الأجل لدى "فيتول"، في مؤتمر الغاز في أمستردام، إن السوق ستكون أكثر عرضة للمخاطر.
وفي مواجهة أزمة الطاقة التي نجمت عن الحرب في أوكرانيا، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي في يوليو/ تموز الماضي على خفض طلبها على الغاز خلال الفترة الممتدة بين أغسطس/ آب 2022 ومارس/ آذار 2023 بنسبة 15%، مقارنةً بمتوسط الطلب الذي سجل في الفترة نفسها خلال السنوات الخمس الماضية.
ووسط التحول الأوروبي للاعتماد على واردات الغاز الطبيعي المسال، ولا سيما من الولايات المتحدة، فإن السيطرة على الأسعار تبدو محتملة في الأجل القريب.
وحسب تقرير لنشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة أخيراً، فإن "المشكلة التي لا يريد السياسيون الأوروبيون التحدث عنها هي أنه ما دام الاتحاد الأوروبي يعتمد على الغاز الطبيعي المسال، فإن أسعار الطاقة لن تنخفض كثيراً لسبب بسيط للغاية، وهو أن الغاز المسال لا يمكن أن يكون رخيصاً مثل غاز خطوط الأنابيب".