بات سوق العقارات الأوروبية متخماً بالعروض وسط تراجع عمليات الشراء في ظل ارتفاع الفائدة وغلاء الأسعار الذي يخنق المشترين في وقت تعاني فيه الشركات من الديون وتبحث عن السيولة.
ووفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الأربعاء، فإن كبرى الشركات المالكة للعقارات في أوروبا تتجه لبيع جزء من حيازاتها العقارية لخفض ديونها ولكنها لم تتمكن من الحصول على مشترين بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف من مستقبل السوق.
ويشير التقرير إلى أن مجموعة من الشركات الكبرى في أوروبا، ومن بينها " فونفيا" الألمانية و"لاند سكيورتي غروب بي أل سي" البريطانية وشركة "يونيبيل رودامكو" الفرنسية القابضة للعقارات و"ويست فيلد" البريطانية، عرضت خططاً لبيع مجموعة من أصولها بهدف تحسين موازناتها المالية، ولكن ارتفاع التضخم والفائدة عرقلا صفقات البيع.
وكانت شركة "لاند سيك" البريطانية قد أعلنت عن خطة مبيعات عقارية بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني تم الكشف عنها في عام 2020، أما شركة "يو آر دبليو" فكشفت عن خطة للتخلص من عقارات بقيمة 4 مليارات يورو ولكنها لم تحصل حتى الآن سوى على صفقات بحوالي 3.2 مليارات يورو فقط.
وكشفت شركة "فونوفيا" الألمانية النقاب عن خطط لبيع ما لا يقل عن 13 مليار يورو من الأصول العقارية التي تملكها في أغسطس/آب الماضي في محاولة لخفض مستويات الديون التي كانت تقلق المستثمرين ولكنها لم تنجح حتى الآن في الحصول على مشترين، وفقاً للبيانات التي أعلنتها للربع الثالث من العام.
ووفقاً لبيانات "بلومبيرغ"، تم الإعلان عما لا يقل عن 23 مليار يورو (24 مليار دولار)، من الأصول المملوكة لأكبر ملاك العقارات في القارة الأوروبية للبيع، ولكن المبلغ الحقيقي للأصول المعروضة للبيع قد يكون أعلى بكثير من هذه القيمة المذكورة، حيث لا يشمل الرقم الشركات التي لم تحدد بعد أصولًا معينة للبيع.
ويشعر المشترون في الوقت الراهن بالقلق من الدخول في التزامات مالية جديدة، وفق تحليل لـ"بلومبيرغ"، خاصة عندما تكون القيم العقارية على أعتاب تراجع كبير ربما يصل إلى رقمين وسط تقلبات الفائدة التي تجعل من الديون باهظة الثمن، ما يجعل من الصعب العثور على تمويلات للصفقات في وقت تسعى فيه المؤسسات المالية لبناء سيولتها النقدية.
في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "آدلر غروب أس أيه" تييري بوديمولين، يوم أمس الثلاثاء، إن شركته أخفقت في إكمال سلسلة من المبيعات العقارية كان مخططا لها وبالتالي أعلنت عن صفقة لإعادة هيكلة الديون، وأضاف "يشهد سوق الاستثمار العقاري تجميداً كاملاً للصفقات ... المشترون يخشون من تكبد الخسائر".
ويواجه ملاك العقارات في أوروبا أزمات كبيرة تتمثل في ارتفاع تكاليف الاقتراض التي بدأت تضرب قيم الأصول العقارية وترفع خدمة الديون وبالتالي تتضاعف أزماتهم المالية.
وتعرضت شركة "آدلر" في برلين لضغوط شديدة خلال العام الجاري أدت إلى انهيار أسهم الشركة وحدّت من خياراتها لإعادة التمويل، لدرجة أنها واجهت صعوبة في العثور على مدقق حسابات لها بعد استقالة شركة KPMG في مايو/أيار عن تدقيق حساباتها.