تبدو أزمة الطاقة الأوروبية أكثر تعقيدا يوما بعد آخر، حيث ارتفعت أسعار غاز القارة العجوز إلى أعلى مستوياتها في 6 أشهر اليوم الثلاثاء، فيما قالت شركة "غازبروم" الروسية إن الأسعار قد تقفز 60% إلى أكثر من 4 آلاف دولار للألف متر مكعب في الشتاء مع استمرار تراجع إنتاج وصادرات الشركة بسبب العقوبات الغربية.
وتسير تدفقات الغاز من روسيا، أكبر مورد لأوروبا، عند مستويات منخفضة هذا العام جراء تداعيات العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا، بحسب إعلام أوروبي.
"غازبروم" قالت إن "أسعار الغاز الأوروبية للبيع الفوري وصلت إلى 2500 دولار للألف متر مكعب، وفقا لتقديرات متحفظة، وإذا استمر هذا الاتجاه فإن الأسعار ستتجاوز 4000 دولار للألف متر مكعب هذا الشتاء"، حسبما أوردت "الأناضول".
هذا وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية، الثلاثاء، إلى أعلى مستوى لها في 6 أشهر، ما أدى إلى تفاقم مخاوف الركود، حيث تواجه المنطقة احتمال التقنين في أعقاب تخفيضات الإمدادات الروسية وسط الحرب في أوكرانيا.
في التفاصيل، ارتفع السعر المرجعي للغاز الطبيعي TTF الهولندي بنحو 10% عند نقطة واحدة إلى أكثر من 250 يورو لكل ميغاواط/ساعة - وهو أعلى مستوى منذ بداية مارس/آذار، أو بعد فترة قصيرة من الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا لـ"فرانس برس".
ونقلت الوكالة عن محلل السوق في "سيتي إندكس وفوركس.كوم" فؤاد رزاق زادة قوله إن "أسعار الطاقة ترتفع في أوروبا"، مضيفا أن "انخفاض شحنات الطاقة الروسية بحوالي 20% من السعة عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 زاد من مخاطر التقنين في الأشهر المقبلة".
ومن المرجح أن تدفع أسعار الغاز المرتفعة الدول الأوروبية إلى الركود، ما يضرب الطلب على السلع الأخرى مثل النفط.
وأشارت كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في "هارغريفز لانسداون" سوزانا ستريتر إلى أن "القلق يتزايد بشأن الآفاق القاتمة للنمو العالمي مع تباطؤ الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط مع توقع انخفاض الطلب".
وزادت الدلائل على أن إيران تتجه نحو اتفاق نووي من الضغط الهبوطي على الأسعار، مع اتفاق يُنظر إليه على أنه يسمح للبلاد باستئناف مبيعات النفط في السوق العالمية.
وقال محللون إن طهران يمكن أن توفر 2.5 مليون برميل يوميا، ما يعطي دفعة تشتد الحاجة إليها في الإمدادات العالمية التي أعاقتها العقوبات المفروضة على روسيا ردا على غزوها أوكرانيا.
كما عززت ليبيا الإنتاج، وهو ما ساعد الأسعار على الانخفاض إلى أدنى مستوياتها في 6 أشهر والقضاء على المكاسب التي تحققت بعد اندلاع حرب أوكرانيا.