قال وزراء مالية أفارقة اليوم السبت إن أفريقيا تواجه صدمة ثلاثية تتمثل في تزايد أعباء الديون وأزمة الغذاء المستمرة وتداعيات تغير المناخ وإنها في سبيل مجابهة ذلك بحاجة إلى المزيد من المساعدات من المؤسسات الدولية والدول الغنية.
لم تكد الاقتصادات الأفريقية النامية تبدأ في التعافي من جائحة كوفيد-19 حتى أثار الغزو الروسي لأوكرانيا حالة من الاضطراب في الأسواق المالية وتسارع التضخم الذي نجم عنه ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وفي غضون ذلك، كانت القارة تعاني بالفعل من ظواهر الطقس المتطرفة، ومنها الجفاف والسيول والعواصف، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ.
وقال وزير المالية في جزر القمر مزي عبده محمد شافع في مؤتمر صحافي، بينما كان يقف إلى جانب اثنين من نظرائه الأفارقة تزامناً مع اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، "الدول الأفريقية ضحايا حقاً. إنها في واقع الأمر ليست مسؤولة عن هذه الآثار المدمرة (لتغير المناخ)". وكان الثلاثة يتحدثون نيابة عن وزراء المالية في القارة.
وأضاف شافع "حتى إن كان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسساتنا الإقليمية قد خصصت أموالاً لحالات الطوارئ، فإن هذه الأموال لا تبدو كافية حقاً لمواجهتها".
وأنشأ صندوق النقد الدولي العام الماضي الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة للمساعدة في توجيه احتياطيات حقوق السحب الخاصة الفائضة لصندوق النقد الدولي من البلدان الأكثر ثراء إلى الدول الفقيرة وذات الدخل المتوسط.
يهدف الصندوق الاستئماني إلى توفير تمويل ميسر طويل الأجل لاحتياجات مثل التكيف مع تغير المناخ والانتقال إلى مصادر طاقة أنظف.
وحث وزراء المالية الأفارقة الثلاثة الدول الغنية على المضي قدماً للوفاء بتعهداتها لتمويل الصندوق الاستئماني.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أمس الجمعة إن صندوق النقد الدولي كان قد تلقى بالفعل تعهدات بقيمة 40 مليار دولار من أجل الصندوق الاستئماني، مضيفة أنه حصل أمس على تعهدات بتقديم المزيد.
وفي غضون ذلك، دعا وزراء المالية الأفارقة إلى إطار مدعوم من دول مجموعة العشرين يهدف إلى المساعدة على إعادة هيكلة الديون الباهظة حتى تنجح تلك الدول في المضي قدما.
وبينما تحتاج أفريقيا إلى مزيد من الدعم للتعامل مع نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الظواهر الجوية والحرب في أوكرانيا، قال الوزراء إن الحكومات الأفريقية عليها دور أيضا.
وقال وزير المالية في سيراليون شيكو إيه.إف. بانجورا، متحدثاً خلال نفس المؤتمر الصحافي اليوم، إن على أفريقيا الاستفادة من قطاعها الزراعي لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل تعرضها لاضطرابات الاستيراد.
وأضاف "الأزمة التي نمر بها هي أزمة دائمة... نحن بحاجة إلى نهج أقوى وأكثر تماسكاً".
(رويترز)