فيما انخفض الدولار الأميركي اليوم الجمعة، بعد أكبر ارتفاع يومي له منذ مارس/آذار حققه أمس الخميس، تماسك الذهب اليوم وهو يتجه نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي في 7 أشهر بسبب التوتر في الشرق الأوسط، وبدعم من توقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ربما بلغت ذروتها، بينما تقيّم الأسواق أحدث بيانات عن التضخم.
في التفاصيل، زاد سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1878.7 دولاراً بحلول الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش. وبالمثل، ارتفعت العقود الآجلة الأميركية 0.5% إلى 1892.8 دولاراً، بحسب بيانات "رويترز".
وعكست عوائد سندات الخزانة الأميركية والدولار مسارهما في التعاملات الآسيوية اليوم الجمعة، عقب ارتفاعهما في الجلسة الماضية بعدما أظهرت البيانات زيادة أسعار المستهلكين الأميركيين في سبتمبر/أيلول.
وارتفع الذهب قبل بيانات التضخم إلى أعلى مستوياته في أسبوعين أمس الخميس، مدعوما بموقف كبار صانعي السياسة في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الذي بدا أنه يميل إلى التيسير النقدي وإشارتهم إلى أن الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة الأميركية قد يجعل الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة أقل ضرورة.
وهذا، إلى جانب الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل العدوان الإسرائيلي، وضع الذهب الذي لا يدر عائداً على مسار تحقيق زيادة تزيد عن 2% هذا الأسبوع، وهي أكبر نسبة منذ منتصف مارس/آذار.
وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 22.17 دولاراً، والبلاتين 0.1% إلى 869.52 دولاراً، بينما انخفض البلاديوم 0.1% إلى 1143.6 دولاراً. لكن المعدنين في سبيلهما لتسجيل خسارة أسبوعية.
في سوق العملات، انخفض الدولار الأميركي اليوم، إذ أحيت بيانات أسعار المستهلكين الأميركيين احتمالات بأن يضطر مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة لإعادة التضخم نحو المستوى المستهدف عند 2%.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.4% في سبتمبر، ليبلغ معدله السنوي 3.7%، كما كان الحال في أغسطس/آب. وكان اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.3% على أساس شهري و3.6% على أساس سنوي.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، نحو 0.1% إلى 106.36. وارتفع أمس الخميس 0.8% إلى 106.6، وهي أكبر قفزة في يوم واحد منذ 15 مارس الفائت.
وأدى الدعم الذي تلقاه الدولار الخميس، إلى تراجع الين نحو مستوى 150 يناً للدولار المهم الذي لامسه لفترة وجيزة الأسبوع الماضي قبل أن يرتفع بشكل حاد، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن السلطات اليابانية كانت تتدخل في سوق الصرف. واستقرت العملة اليابانية في أحدث تعاملات عند 149.69 للدولار، بينما ارتفع اليورو 0.2% إلى 1.0547 دولار، في حين ارتفع الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.2213 دولار.
مؤشرات الأسهم تتراجع في آخر تداولات الأسبوع
وفي بورصات الأسهم، تراجعت المؤشرات الأوروبية اليوم الجمعة بعد أن غذت بيانات التضخم الأميركية مخاوف بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، بينما فاقمت بيانات التضخم الضعيفة من الصين المخاوف حيال الاقتصاد العالمي.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% بحلول الساعة 07:04 بتوقيت غرينتش. وكانت أسهم شركات التعدين وشركات النفط والغاز من بين عدد قليل سجل مكاسب مع ارتفاع أسعار سلع أولية من بينها النفط والنحاس.
وأغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض أمس الخميس، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع أسعار المستهلكين أكثر من المتوقع في سبتمبر، مما عزز فرص رفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام.
وانخفضت الأسهم الآسيوية أيضا متأثرة ببيانات واردة من الصين أشارت إلى استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فيما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم من عدد من اقتصادات منطقة اليورو ونتائج أعمال بنوك أميركية في وقت لاحق اليوم.
وفي طوكيو، تراجعت الأسهم اليابانية اليوم، مقتفية أثر انخفاضات "وول ستريت" خلال الليل بعد بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أعلى من المتوقع، غير أن خسائر المؤشر نيكاي كانت محدودة بسبب قفزة بلغت 5.75% لسهم "فاست ريتايلينغ" ذي الثقل على المؤشر، وهي الشركة المالكة للعلامة التجارية "يونيكلو"، بعد تقرير أرباح قوي.
وأغلق المؤشر نيكاي اليوم منخفضاً 0.55% عند 32315.99، منهياً سلسلة مكاسب دامت 3 أيام. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.44%.