لطالما تشكل الرحلات البرية مقصداً للعديد من السياح، خاصة أولئك الذين يحبون خوض تجارب اكتشاف الطبيعة، حيث بدأ هذا الصنف من السياحة في الازدهار أخيراً، بحيث يقضي السائح عطلته في جو طبيعي خلاب، بعيداً عن التأثيرات السلبية للتلوث.
وشكلت رحلات السفاري، خصوصاً إلى القارة الأفريقية وتحديداً تنزانيا وكينيا، وجهة مهمة لمحبي الطبيعة، لكن دولا أخرى بدأت في حجز موقع لها على القائمة التفضيلية لهواة السياحة البرية، من خلال برامج بيئية وترفيهية، منها سلطنة عُمان التي استطاعت أن يبرز اسمها على خارطة هذا النوع من السياحة.
فإن كنتم من محبي الطبيعة، سواء البرية أو البحرية، إليكم دليلا مبسطا لأجمل المناطق السياحية التي تراعي أذواقكم.
الغطس والحياة المائية
يعدّ البحر الأحمر واحداً من أجمل الأماكن في العالم التي يمكن للسائح ممارسة رياضة الغطس فيها، خاصة وأن الشُعب المرجانية الموجودة في قاع البحر ساحرة لدرجة قد تجعلكم تودون الغطس بشكل شبه يومي.
في مصر، والتي احتلت مراكز متقدمة كأفضل وجهة للغوص حول العالم، بحسب مجلة Dive magazine، يمكنكم الاختيار بين عدة مواقع للغطس، ولعل أبرزها محمية رأس محمد (شمال شرق) وحطام Thistlegorm، وهي عبارة عن باخرة شحن بريطانية تم بناؤها في شمال شرق إنكلترا في عام 1940 وأغرقتها طائرة قاذفة ألمانية في البحر الأحمر (شرق مصر) عام 1941، وباتت منذ ذلك التاريخ واحدة من أجمل الأماكن السياحية تحت الماء.
إضافة إلى ذلك، فإن منطقتي شرم الشيخ ودهب تتمتعان أيضاً بعوامل جذب مثيرة، إذ تستقطبان سنوياً الآلاف من الزوار من حول العالم، وينصح دائماً بزيارة منطقة البلو هول في دهب، يصل عمقها إلى حوالي 130 متراً، وتشتهر بوجود الشعب المرجانية والأسماك النادرة، كما أنها ملاذ للغواصين المحترفين.
(Getty)
محميات طبيعية
تعد سلطنة عمان مكاناً هاماً على خارطة السياحة الطبيعية، نظراً لما تحتويه من مناطق جبلية خضراء، ومحميات طبيعية تساعد السائح في القيام برحلات تخييم استثنائية.
تعد محمية الجبل ذات الهضاب الواسعة، من أكثر المناطق التي يقصدها هواة الطبيعة، والمغامرات. يتميز مناخ الجبل الأخضر بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ولذا فهي مناسبة جداً لزيارتها خلال فصل الصيف، كما أن تميز الطقس فيها، جعلها غنية بالفواكه المتنوعة.
وتنتشر في ربوع الجبل العديد من القرى العمانية، والتي حوّل ساكنوها بعض مناطق الجبل إلى مدرجات لزراعة محاصيلهم. إضافة إلى ذلك، أدرجت كل من محمية الكائنات الحية والفطرية، ومحمية السلاحف ضمن المناطق ذات الطبيعة الإيكولوجية.
تقع محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى بين الصحراء الوسطى والجبال، حيث يغطيها الضباب الموسمي طيلة أيام السنة، وهو ما سمح بنمو بعض النباتات النادرة، كما تعد المحمية موطناً للكثير من أنواع الحياة البرية، بما فيها المها العربي.
(الأناضول)
بورنيو الاستثنائية
تعد جزيرة بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم، وهي تشكل جزءا من شبه جزيرة الملايو، مقسمة ما بين ماليزيا وإندونيسيا وبروناي الصغيرة. تعد هذه الجزيرة موطن الأفيال الآسيوية ووحيد القرن السومطري، كما تعد واحدة من آخر البيوت الطبيعية لإنسان الغاب المهددة بالانقراض.
تتصدر الجزيرة المركز الأول كأفضل مكان للطيور المهاجرة، وتضم الجزيرة أكثر من 4000 نوع مختلف من الطيور. كما أنها واحدة من أكثر الأماكن تنوعاً بيولوجياً على هذا الكوكب، فهي موطن لما يقدر بـ 15000 نوع من النباتات المختلفة، وتضم أيضاً زهرة رافليسيا Arnoldii أكبر زهرة في العالم.
يمكن للزوار زيارة ولاية صباح الماليزية في الطرف الشمالي للقيام بالعديد من النشاطات الترفيهية المسلية، ومن أبرزها تسلق جبل كينابالو أو الغوص في البحار المحيطة أو مشاهدة السلاحف البحرية وهي تضع بيضها في جزيرة سيلان جان القريبة.
(مهد راسفان، فرانس برس)
حديقة جيم كوربيت الهندية
إن كنتم من محبي رؤية الحيوانات المفترسة، كالنمور والأسود، فإن الوجهة المثالية ستكون بالتأكيد حديقة جيم كوربيت الوطنية في الهند، ببساطة، تتميز هذه الحديقة بموقعها المميز، عند سفوح جبال الهيمالايا، وطبيعتها المميزة. يمكن للزوار البقاء طيلة اليوم وحتى المبيت في الحديقة، ومع وجود دليل يساعدهم على اكتشافها.
تضم الحديقة مئات القطعان من الفيلة والتماسيح والدببة الآسيوية، وأكثر من 600 نوع من الطيور، ما يعني أنكم ستعيشون تجربة لا يمكن تخيلها أو تصورها على الإطلاق.
يمكن للزوار الانخراط في العديد من الطقوس التي يقوم بها سكان الهند، إذ تمتد بجانب هذه الحديقة مئات القرى التقليدية، والتي لا تزال محافظة على ثقافتها القديمة، سواء لناحية التأملات والصلاوات، أو لناحية إعداد الأطعمة، أو ممارسة الرياضات والفنون القتالية.
(Getty)