- وزارة الطاقة الأمريكية قررت عدم شراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل نفط للمخزون الاستراتيجي، مؤكدة على أولوية مصلحة دافعي الضرائب والاستجابة لظروف السوق.
- القرار يأتي رغم تراجع مخزون الاحتياطي الاستراتيجي لأدنى مستوياته في 40 عامًا، فيما تستمر أسعار النفط في الارتفاع مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية والقلق من اضطرابات الإمدادات.
ألغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خططها الأخيرة لشراء النفط اللازم لتعبئة مخزون احتياطي البترول الاستراتيجي بسبب ارتفاع الأسعار في السوق العالمية، على خلفية القلق بشأن إمدادات الخام والوقود في أعقاب هجمات أوكرانية على مصافي تكرير روسية واحتمال اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة لتشمل إيران بشكل مباشر.
وأعلنت وزارة الطاقة، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الأربعاء، أنها "تضع مصلحة دافعي الضرائب في الصدارة" باتخاذها قراراً بعدم شراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط لموقع احتياطي البترول الاستراتيجي في ولاية لويزيانا، جنوب الولايات المتحدة.
وكان من المقرر تسليم هذه البراميل في أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول المقبلين، وفقاً للخطة المعلنة في منتصف مارس/ آذار الماضي. وقالت الوزارة: "لن نقدم العطاءات الحالية لموقع بايو تشوكتاو ( في لوس أنجليس)، وسنستخدم القدرة المتاحة حسبما تسمح ظروف السوق، كما سنواصل مراقبة ديناميكيات السوق".
ويأتي إلغاء خطط إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي رغم وصوله إلى أدنى مستوى له منذ 40 عاماً عقب السحب غير المسبوق الذي أجرته إدارة بايدن لما يقرب من 180 مليون برميل بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022.
وتمتلك الولايات المتحدة حالياً حوالي 363 مليون برميل في احتياطيها الاستراتيجي، مقارنة بنحو 600 مليون برميل في بداية 2022، وفقاً لبيانات وزارة الطاقة.
وواصلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو/ حزيران ارتفاعها أمس، لتكسر حاجز 89 دولاراً للبرميل، كما صعدت ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مايو/ أيار فوق 85.2 دولارا للبرميل. وكان الخامان قد ارتفعا بنسبة 1.7%، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أعلى مستوياتهما منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
وارتفعت الأسعار بعدما هدد هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على مصفاة روسية أخرى بتعطيل المزيد من قدرات التكرير في البلاد، وهو ما أدى إلى الحد من إنتاج البنزين ووقود الديزل. وتعد روسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين للنفط في العالم وواحدة من أكبر مصدري المنتجات النفطية.
ويشعر المستثمرون بالقلق أيضا من أن الانتقام الإيراني من إسرائيل بسبب الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي، وأدى إلى مقتل عسكريين كبار قد يؤدي إلى انقطاع الإمدادات في منطقة الإنتاج الرئيسية في الشرق الأوسط بعد توعد طهران بالانتقام. وإيران هي ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وقال يب جون رونغ، خبير استراتيجية السوق في مؤسسة "آي.جي" للتداول، لوكالة رويترز: "لا تزال التوترات الجيوسياسية تلقي بظلال من الغموض على الاضطرابات المحتملة في الإمدادات"، مضيفاً أن أسعار النفط واصلت ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر، مع احتفاظ الاتجاه بالمنحى التصاعدي.