أعربت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو عن ثقتها بقدرة بلادها على استيعاب إنتاج حاجة "سيليكون فالي" من إمدادات الرقائق الإلكترونية المتطورة بالكامل، بما في ذلك تلك التي تُعَدّ أساسية للذكاء الاصطناعي.
وتأتي تعليقاتها في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى تأكيد ريادتها في هذا المجال، وبخاصة تلك اللازمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي وأيضاً المنافسة مع الصين.
وفي كلمة لها أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الاثنين، قالت ريموندو إن الاستثمارات الأميركية "ستضع هذا البلد على المسار الصحيح لإنتاج ما يقرب من 20% من الرقائق المتطورة في العالم بحلول نهاية العقد".
واعتبرت ريموندو، وفقاً لوكالة "فرانس برس" أن هذه الخطوة حاسمة، لأن نسبة إنتاج هذا النوع المتطور في الولايات المتحدة اليوم هي صفر.
وأضافت: "نعتقد أيضاً أننا سننجح في إنتاج الذاكرة المتطورة التي تُعَدّ أيضاً مدخلاً بالغ الأهمية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، هنا في الولايات المتحدة ".
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي "غيّر قواعد اللعبة" في زيادة الطلب على رقائق أشباه الموصلات المتطورة.
وأشارت ريموندو إلى أنه على الرغم من تقدّم الولايات المتحدة في مجال تصميم الرقائق وتطوير نماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي، إلا أنها لا تصنِّع الرقائق المتطورة اللازمة.
وقالت إن "الحقيقة القاسية هي أن الولايات المتحدة لا تستطيع قيادة العالم كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار على مثل هذا الأساس الهش"، مضيفة: "نحن بحاجة إلى صنعها في أميركا".
وأكدت ريموندو أن واشنطن "ستعطي الأولوية للمشاريع التي سيبدأ تشغيلها بحلول عام 2030" عندما تستثمر الأموال في هذا القطاع.
وطلبت شركات إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة أكثر من ضعف التمويل الفدرالي الحالي المخصص لمثل هذه المشاريع.
وقالت ريموندو إن واشنطن "ليست غافلة" أيضاً عن الحاجة إلى الجيل الحالي من الرقائق القديمة التي تدخل في صناعة السيارات والأجهزة الطبية وأنظمة الدفاع.
وأعلنت وزارة التجارة هذا الشهر وضع خطط لمنح شركة "غلوبال فاوندريز" لصناعة الرقائق 1.5 مليار دولار من التمويل المباشر لتعزيز الإنتاج محلياً بموجب "قانون الرقائق" الصادر عام 2022.
كذلك سيحصل المركز الوطني لتكنولوجيا أشباه الموصلات على تمويل من خلال القانون ذاته، بهدف إعادة تنشيط قطاع شرائح الكمبيوتر داخل الولايات المتحدة، من خلال الدعم الحكومي المستهدف.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضية، القيام باستثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، تهدف إلى دعم البحث والتطوير في رقائق الكمبيوتر المتقدمة.
وتخوض الولايات المتحدة حرباً ضروساً مع الصين في مجال الرقائق الإلكترونية، بعد تعبير العديد من قادة الشركات والمسؤولين الحكوميين عن قلقهم بشأن الاعتماد على الرقائق الصينية، وما قد يسببه من تهديدات للأمن القومي الأميركي.
وبالإضافة إلى تخصيص عشرات المليارات من الدولارات لدعم الصناعة في الاقتصاد الأكبر في العالم، فرضت الحكومة الأميركية قيوداً على بيع معدات تصنيع الرقائق المتطورة إلى الصين، بهدف إبطاء تقدمها في هذا السباق المحموم.
وتوقعت دراسة حديثة نموّ سوق أشباه الموصلات العالمي بنسبة 13.1% في عام 2024، ليصل إلى مستوى قياسي قدره 588.36 مليار دولار، بعد تراجعه في عام 2023، وذلك بفضل الطلب المتزايد على الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
(فرانس برس، العربي الجديد)