كشفت مصادر إعلامية تركية، أن السلطات الألبانية ستسلم أنقرة اليوم الخميس، فاروق فاتح أوزر، مؤسس بورصة العملات المشفرة Thodex، المتهم بعملية احتيال تقدر بملياري دولار، فيما تصفه وسائل إعلام بـ"أكبر محتال في تاريخ تركيا".
وكانت النيابة العامة في تركيا قد فتحت تحقيقاً في 22 إبريل/نيسان 2021، بعد بلاغ بعدم تمكن عملاء "ثوديكس" لتداول العملات المشفرة، من الوصول إلى حساباتهم على المنصة، وسط أنباء حول فرار مؤسس الشركة إلى خارج البلاد.
وتؤكد التحقيقات أن أوزر غادر البلاد في 20 إبريل/نيسان 2021، لتصدر وكالة الإنتربول الدولية يوم 23 من الشهر نفسه قراراً بملاحقته بالنشرة الحمراء، في حين قضت محكمة تركية، في شهر مارس/آذار الماضي، حكماً بسجن مؤسس منصة العملات الرقمية "ثوديكس"، لمدة تصل إلى 40 ألفاً و562 عاماً بتهمة الاحتيال.
وشغل فاروق فاتح أوزر العام الماضي وسائل الإعلام التركية، بعد فراره تاركاً خلفه حوالي 391 ألف شخص استثمروا في البورصة، بعدما قام، على التوالي بإلغاء حساباته على "إنستغرام" و"تويتر"، لتكاثر الشكايات، بعد توقف التداول فجأة والأحاديث عن صفقة شراكة غير معلومة أو احتيال وهروب مؤسس المنصة، ما دفع الشرطة وقتذاك، لمداهمة المقر الرئيسي لشركة Thodex، وبدأت تحقيقاً رسمياً مع الشركة بشأن تشكيل منظمة إجرامية والاحتيال المنظم.
وردت الشركة، والتي تعمل منذ عام 2017، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أنها قررت السماح للاستثمار الخارجي لخدمة العملاء بشكل أفضل، ستظل الخدمات مغلقة لمدة خمسة أيام عمل تقريباً أثناء اكتمال نقل الأسهم، لكن لا داعي للقلق بشأن استثماراتهم، مضيفة حينها أن "البنوك وشركات التمويل ذات الشهرة العالمية والتي سنكشف عن أسمائها عند اكتمال الشراكة تقدم لنا الاستثمار والشراكة لبعض الوقت"، نافية كل ما تردد بشأن الاحتيال وهروب أوزر.
ولكن بعد التأكد من هروب مؤسس المنصة، أطلق مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً بهذا الشأن، ودعا موظفي الشركة للإدلاء بشهاداتهم، بينما قدم المحامي عبد الله أسامه جيران، شكوى جنائية ضد فاتح فاروق أوزر، مؤسس المنصة ومديرها التنفيذي، بدعوى "الاحتيال المنظم".
وأكد المحامي جيران أن المنصة تضم 400 ألف عضو، بينهم 390 ألفًا ينشطون في التداول، مشيرا إلى أن المنصة قريبة من عمليات السحب حاليًا. وتمت المطالبة بالاستيلاء على جميع أصول المنصة، بما في ذلك السيارات والحسابات المصرفية والممتلكات والأسهم.
وضمت لائحة الاتهام المكونة من 268 صفحة والتي أعدها مكتب المدعي العام في الأناضول، توقيع 21 شخصاً، من ضمنهم الأخ الأكبر جوفين أوزر والأخت الكبرى سيرا أوزر، على أنهم مشتبه بهم، و2027 شخصاً كمدعين.
واعتقلت الشرطة 62 شخصاً في عمليات دهم، لاحتمال ارتباطهم بشركة "ثوديكس" وفق وكالة دوغان الخاصة، وأن النيابة تحقق بشأن فاتح أوزر بتهمتي الاحتيال الخطير وتأسيس منظمة إجرامية.
وتم التأكد من سفره من مطار إسطنبول الدولي بعدما نشر مسؤولو أمن أتراك صورة له أثناء مروره عبر قسم الجوازات بالمطار وهو في طريقه إلى وجهة لم يتم تحديدها. وأكدت مصادر أمنية لاحقاً أن أوزر، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، وصل إلى ألبانيا.
فيما علّقت منصة التداول بعدما نشرت رسالة غامضة، تفيد بأنها تحتاج إلى خمسة أيام للتعامل مع استثمار خارجي لم تحدده. وذكرت تقارير إعلامية أن المنصة أغلقت بينما كان لا يزال بحوزتها مليارا دولار من 391 ألف مستثمر.