استمع إلى الملخص
- أعلنت فرنسا عن خطط لخفض الإنفاق وزيادة الضرائب بنحو 60 مليار يورو، مع التركيز على الأثرياء والشركات الكبرى، حيث يدعم الرئيس ماكرون هذه الزيادات المؤقتة والموجهة.
- في بريطانيا، يثير احتمال زيادة الضرائب على الأرباح الرأسمالية قلق الأثرياء، حيث يدرس حزب العمال رفع معدل الضريبة إلى 45%، مما يدفع البعض للنظر في بدائل لبورصة لندن.
تتجه أوروبا لزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات لتغطية العجز الكبير في ميزانيات الإنفاق وسط خشية من العودة للتقشف والنقص المريع في الدخول الحكومية. وفي جميع أنحاء أوروبا، هناك حاجة إلى أموال إضافية لسد الفجوة الناجمة عن أزمات متعددة مثل تكلفة دعم كوفيد، ومساعدة الأسر في سداد فواتير الطاقة خلال ارتفاع التضخم، وتمويل مقاومة أوكرانيا للغزو الروسي، وفق تقرير حديث لوكالة بلومبيرغ الأميركية.
ووفق التقرير، فإن التدابير التي تستهدف الشركات الغنية بالسيولة النقدية والأثرياء تساعد الحكومات على تجنب التقشف على النطاق الذي شهدته الشعوب الأوروبية، خلال أزمة الديون في منطقة اليورو. كما أنها تسمح للساسة بإخبار الناخبين المحبطين أن عبء إصلاح الموارد المالية الحكومية لا يقع على عاتقهم بالكامل.
وفي هذا الصدد، أعلنت الحكومة الفرنسية عن خطط لخفض الإنفاق وزيادة الضرائب بنحو 60 مليار يورو (66 مليار دولار) العام المقبل في محاولة لتعويض العجز المتزايد في الميزانية وتعزيز ثقة المستثمرين في البلاد، وفق وكالة بلومبيرغ يوم الخميس. ومن المقرر أن يتم توليد ما يقل قليلاً عن 20 مليار يورو من خلال تعزيز الإيرادات الحكومية، بما في ذلك زيادة الضرائب على الأفراد الأثرياء والشركات الكبرى. وقد أيد الرئيس إيمانويل ماكرون هذا النهج، ما دامت الزيادات مؤقتة وموجهة.
وقال سان مارتن الزير المكلف بوضع الميزانية الفرنسية على الطريق الصحيح لقناة فرانس 2 التلفزيونية يوم الخميس "نحن نتحدث عن 0.3% من أسر أغنى الأغنياء، وهي الأسر التي ليس لديها أطفال ويبلغ دخلها نحو 500 ألف يورو سنوياً". وتابع "لن تكون هناك زيادة عامة في ضريبة الدخل".
ورداً على سؤال عما إذا كان سيتم استهداف الشركات التي تزيد أرباحها السنوية عن مليار يورو، قال سان مارتن: "طالما كان ذلك لمدة عام واحد، وطالما أنها استثنائية ويتم تقديمها على هذا النحو، نعم، أعتقد أننا نتحدث عن هذا".
وفي بريطانيا، ينتاب القلق الأثرياء من احتمال دفع ضريبة أعلى على أرباحهم في بورصة لندن باعتبارها مكاسب رأسمالية. وتخضع هذه الأرباح للضريبة بنسبة 28% في ظل النظام الحالي. وتعهد حزب العمال البريطاني حتى قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة باتخاذ نهج أكثر صرامة، مما قد يعني معاملة دخل الأرباح الرأسمالية بمعدل ضريبة تصل إلى 45%.
ووفق "بلومبيرغ" في تقرير سابق، قال كبار المسؤولين التنفيذيين في حي المال بلندن، الذين لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور الداخلية، إن هناك الكثير من الحوارات مع مديري الأسهم الخاصة، وكذلك العملاء الأثرياء حول البدائل المحتملة لبورصة لندن، ويبدو أن ميلانو هي الأفضل حتى الآن.