أوروبا تفرض رسوماً جمركية نسبتها 37.6% على السيارات الكهربائية الصينية
استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل والتحقيقات**: بكين تعلن عن محادثات فنية مع الاتحاد الأوروبي وتؤكد اتخاذ "كل الإجراءات الضرورية" لحماية مصالحها، مما قد يشمل رسوم انتقامية. يستمر التحقيق لمدة أربعة أشهر إضافية.
- **تأثير الرسوم على السوق**: حصة العلامات التجارية الصينية في سوق الاتحاد الأوروبي ارتفعت إلى 8% ومن المتوقع أن تصل إلى 15% في 2025. فولكسفاغن تنتقد الرسوم المؤقتة، معتبرة أنها تضر بالسوق الأوروبية.
في خطوة من شأنها تأجيج التوتر مع بكين، أعلن مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، أن الاتحاد سيفرض رسوماً جمركية تصل إلى 37.6% اعتباراً من يوم غد الجمعة، على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين. لكن هذه الرسوم تتخذ صفة مؤقتة فقط لمدة أربعة أشهر، تستمر خلالها المحادثات المكثفة بين الجانبين بهذا الخصوص.
وتم تصميم الرسوم المؤقتة التي أعلنتها المفوضية الأوروبية والتي تتراوح بين 17.4% و37.6% بدون تاريخ (مفعول) رجعي لمنع ما قالت رئيستها أورسولا فون دير لاين إنه تهديد بطوفان من السيارات الكهربائية الرخيصة المصنوعة في الصين بدعم من الدولة، وفقاً لما نقلت عنها وكالة رويترز.
والمعدلات هي نفسها تقريباً التي أعلنت المفوضية عنها في 12 يونيو/حزيران المنصرم. وقد أجرى المسؤول التنفيذي تعديلات طفيفة بعد أن حددت الشركات أخطاء حسابية طفيفة في الإفصاح الأولي. وقالت بكين حينها إنها ستتخذ "كل الإجراءات الضرورية" لحماية مصالح الصين. ويمكن أن تشمل هذه الرسوم الجمركية الانتقامية على الصادرات إلى الصين من منتجات مثل الكونياك أو لحم الخنزير.
وأمام التحقيق في مكافحة الدعم المالي في الاتحاد الأوروبي ما يقرب من أربعة أشهر أخرى. وفي نهاية الأمر، تستطيع المفوضية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أن تقترح "رسوماً محددة"، يتم تطبيقها عادة لمدة خمس سنوات، والتي يصوت عليها أعضاء الاتحاد الأوروبي.
ومن بكين، قالت وزارة التجارة الصينية اليوم الخميس، إن الجانبين عقدا حتى الآن عدة جولات من المحادثات الفنية بشأن الرسوم الجمركية بشأن هذه القضية. وقال المتحدث باسم الوزارة خه يادونغ: "لا تزال هناك فترة أربعة أشهر قبل التحكيم، ونأمل أن يتحرك الجانبان الأوروبي والصيني في نفس الاتجاه، ويظهران الإخلاص، ويمضيان قدما في عملية التشاور في أقرب وقت ممكن".
وأوضح الاتحاد الأوروبي اليوم، أن شركة "بي واي دي" (BYD) ستواجه رسوماً جمركية بنسبة 17.4% وجيلي 19.9% و"إس إيه أي سي" (SAIC) 37.6 %. وتضاف هذه الرسوم إلى الرسوم الجمركية القياسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة 10% على واردات السيارات.
وستخضع الشركات التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي أنها تعاونت مع التحقيق في مكافحة الدعم، بما في ذلك شركات صناعة السيارات الغربية؛ تسلا الأميركية وبي إم دبليو الألمانية، لرسوم جمركية بنسبة 20.8%، وتلك التي لم تتعاون بنسبة 37.6%. وقدّرت المفوضية أن حصة العلامات التجارية الصينية في سوق الاتحاد الأوروبي ارتفعت إلى 8% من أقل من 1% في عام 2019، ويمكن أن تصل إلى 15% في عام 2025. وتقول إن الأسعار عادة ما تكون أقل بنسبة 20% من أسعار النماذج المصنوعة في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لما نقلت وكالة فرانس برس.
ويحرص صناع السياسات الأوروبيون على تجنب تكرار ما حدث مع الألواح الشمسية قبل عقد من الزمن، عندما اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات محدودة للحد من الواردات الصينية وانهارت العديد من الشركات المصنعة الأوروبية. أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقاته لمكافحة الدعم في المركبات الكهربائية الصينية في أكتوبر الماضي.
وقالت جمعية سيارات الركاب الصينية إن الرسوم الجمركية لن يكون لها سوى تأثير متواضع على غالبية الشركات الصينية. وهذه المعدلات أقل بكثير من التعريفة الجمركية البالغة 100% التي تخطط واشنطن لتطبيقها على واردات السيارات الكهربائية الصينية اعتباراً من أغسطس/آب.
وفي المواقف، انتقدت شركة السيارات الألمانية العملاقة فولكسفاغن، اليوم الخميس، فرض رسوم إضافية مؤقتة تصل إلى 38% على واردات السيارات الكهربائية الصينية بسبب مخاوف بشأن الدعم. وقالت في بيان إن "توقيت قرار المفوضية الأوروبية يضر" بسوق السيارات الكهربائية الأوروبية، مشيرة إلى أن "الرسوم التعويضية ليست مناسبة بشكل عام لتعزيز القدرة التنافسية لصناعة السيارات الأوروبية على المدى الطويل - نحن نرفضها".
ومن بكين، أعربت مجموعة تجارية تمثل الشركات الصينية، اليوم الخميس، عن "خيبة أملها العميقة" إزاء قرار الاتحاد الأوروبي فرض ضرائب استيراد إضافية تصل إلى 38% على السيارات الكهربائية الصينية. وقالت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي (CCCEU) إنها "تعارض بشدة هذا الإجراء التجاري الحمائي ذو الدوافع السياسية"، بينما أعربت عن أملها في إمكانية حل النزاع من خلال الحوار بين بروكسل وبكين.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
