ينتظر العالم، اليوم الجمعة، أول ترجمة عملية لاتفاق إسطنبول الخاص بتصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، بما يُساهم في تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
فقد تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرفأ في أوكرانيا، اليوم، للاطلاع على تحميل أول شحنة من الحبوب على متن سفينة تركية بغرض تصديرها، على ما أعلنت الرئاسة في أعقاب اتفاق مع روسيا برعاية أممية وتركية.
ونقل بيان للرئاسة عن زيلينسكي قوله: "أول باخرة، أول سفينة يجري تحميلها منذ اندلاع الحرب. إنها سفينة تركية"، بعد ظهوره في تسجيلات مصورة من مرفأ تشونومورسك ونشرتها الرئاسة، أمام سفينة اسمها بولارنيت. ونقل البيان عن زيلينسكي الذي كان يرافقه سفير من مجموعة الدول السبع، قوله: "من المهم بالنسبة لنا أن تبقى أوكرانيا الضامن لأمن الغذاء العالمي".
وجاء في البيان أن التصدير يمكن أن يبدأ في "الأيام المقبلة" بموجب الخطة الهادفة إلى إيصال ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحصار البحري الروسي إلى العالم، وقال: "جانبنا مستعد بالكامل. أرسلنا جميع الإشارات إلى شركائنا، الأمم المتحدة وتركيا، وجيشنا يضمن الوضع الأمني".
وأضاف أن "وزير البنى التحتية على تواصل مباشر مع الجانب التركي والأمم المتحدة. نحن بانتظار إشارة منهم كي نبدأ". وقالت الرئاسة إن الصادرات ستبدأ بعدد من السفن التي كانت في الأساس محملة بالحبوب عند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط، لكن لم تتمكن من الإبحار بسبب الحرب.
ويهدف الاتفاق القاضي برفع الحصار الروسي عن السفن، إلى تخفيف أزمة غذاء عالمية تسببت في ارتفاع أسعار السلع في عدد من أفقر دول العالم. وتقول أوكرانيا التي كانت من أكبر مصدري الحبوب في العالم قبل الحرب، إنها تسعى لتصدير 20 مليون طن من إنتاجها من الحبوب والبالغة قيمتها حوالى 10 مليارات دولار، بموجب الخطة.
وقالت السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا بريدجيت برينك للصحافيين في أوديسا إنها تأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق من اليوم الجمعة لفتح الطريق أمام الشحنة الأولى، وقالت إنها تأمل "أن يتم التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق من اليوم" بشأن أول شحنة من الحبوب، فيما قال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف: "نحن واثقون من أن أسعار الحبوب ستنخفض إذا أبرمت اتفاقية بوساطة الأمم المتحدة".
الوزير قال إن أوكرانيا مستعدة لبدء شحن الحبوب من ميناءين على البحر الأسود بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لكن لم يتم تحديد موعد لأول شحنة، وقال للصحافيين في ميناء أوديسا الجنوبي إن 17 سفينة حوصرت بسبب الحصار الروسي المستمر منذ 5 أشهر لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود كانت محملة بالفعل بالحبوب، ويجري الآن تحميل سفينة أخرى. وأعرب عن أمله في أن تبدأ السفن الأولى في مغادرة الميناء بنهاية هذا الأسبوع، بحسب رويترز.
وتعد روسيا وأوكرانيا موردي القمح العالميين الرئيسيين، وتهدف الاتفاقية التي وقعاها في إسطنبول، الأسبوع الماضي، إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لجارتها في 24 فبراير/شباط.
وقال كوبراكوف، الذي وقع الاتفاقية لأوكرانيا: "بعد توقيع مبادرة الحبوب في إسطنبول، اتخذ الجانب الأوكراني كل الاستعدادات اللازمة.. للملاحة في البحر الأسود، لبدء تصدير منتجاتنا من الحبوب من موانئنا"، مضيفا أن تشورنومورسك وأوديسا مستعدان لبدء شحن الحبوب وإنه يأمل أن يكون ميناء بيفديني جاهزا بحلول نهاية هذا الأسبوع أيضا.
وأوضح كوبراكوف أنه "في المجموع، تم تحميل 17 سفينة قبل الحرب. بدأنا اليوم تحميل سفينة أخرى في تشورنومورسك. لقد حللنا، من حيث المبدأ، جميع الأسئلة الفنية تقريبا. نأمل أن نتلقى اليوم تأكيدًا من الأمم المتحدة بشأن الممر المقترح الذي ستبحر فيه السفن عبر البحر الأسود باتجاه مضيق البوسفور، وبعد ذلك (سنكون) مستعدين للبدء. آمل أن تغادر السفن الأولى موانئنا قبل نهاية هذا الأسبوع".
ولم يذكر كوبراكوف حجم الحبوب التي سيتم شحنها ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الشحنات المخطط لها، وقال إن "هذه المبادرة، إذا نجحت كما نأمل ونتوقعها، وإذا تمكن شركاؤنا الأتراك والأمم المتحدة من ضمان تنفيذها، فنحن مقتنعون بأن أسعار (الحبوب) العالمية ستنخفض".
وقال منسق الأمم المتحدة للمساعدات مارتن غريفيث، يوم الخميس، إن التفاصيل "الحاسمة" للممر الآمن للسفن ما زالت قيد الإعداد، لكنه يأمل في أن تتم الشحنة الأولى من الحبوب في وقت مبكر من يوم الجمعة.
سفينة راسية في لبنان حبوبها لم تُسرق من أوكرانيا
على صعيد آخر، نفى مسؤول في شركة لتجارة حبوب مقرها تركيا، اليوم الجمعة، أن تكون شحنات الشعير والدقيق على متن سفينة ترسو في ميناء لبناني قد سُرقت من أوكرانيا قائلا إن مصدر الدقيق هو روسيا.
وقال المسؤول في شركة "لويال أغرو"، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز، إن الشركة سعت لاستيراد 5 آلاف طن من الدقيق إلى لبنان لبيعها لمشترين من القطاع الخاص وليس للحكومة اللبنانية، فيما لم يتسن لرويترز الاتصال بمسؤولين في الحكومة اللبنانية للتعليق.
وقالت السفارة الأوكرانية في لبنان، يوم الخميس، لرويترز، إن سفينة سورية تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات رست في ميناء طرابلس بشمال لبنان "وعلى متنها 5 آلاف طن من الشعير و5 آلاف طن من الدقيق نشتبه في أنها أُخذت من مخازن أوكرانية".
وقالت السفارة الروسية في بيروت إنه "ليست لديها معلومات عن السفينة السورية أو شحنة جلبتها شركة خاصة إلى لبنان"، فيما نفت روسيا في السابق مزاعم أوكرانية بأنها سرقت حبوبا أوكرانية.
وقال مسؤول الشركة إنه لم يتم تفريغ الشحنة وإن الجمارك اللبنانية لم تمنح بعد رخصة استيراد لأنها تحقق في ما تؤكده أوكرانيا بأن الدقيق سرقته روسيا من أراضيها عقب الغزو، مضيفا أن الشركة قدمت وثائق للجمارك اللبنانية توضح أن مصدر الشحنة مشروع. ورفضت الشركة تقديم الوثائق لرويترز.
وقال مسؤول من الجمارك ومصدر ملاحي لرويترز، يوم الخميس، إن ميناء طرابلس لم يفرغ حمولة السفينة للاشتباه في أنها كانت تنقل بضائع مسروقة.