استمع إلى الملخص
- ميناء أشدود لا يمكن أن يكون بديلاً لميناء حيفا بسبب محدودية قدرته، والهجمات الصاروخية الأخيرة أدت إلى توقف شركات النقل البحري الإيطالية عن التوجه إلى حيفا.
- تخشى إسرائيل من رفض طواقم سفن الشحن الأجنبية التوجه إلى موانئها، مما يؤثر على حركة النقل ويزيد من تكاليف نقل البضائع.
تتصاعد المخاوف في إسرائيل من أن تطاول صواريخ حزب الله اللبناني ميناء حيفا، الذي يمثل البوابة البحرية الرئيسة التي تربط التجارة الإسرائيلية بالعالم، ما يهدد إمدادات السلع الأساسية للكيان المحتل، ما دعا حكومة الاحتلال إلى وضع خطة بديلة تقوم على استخدام موانئ دولة مجاورة لم يُكشف عنها في حال توقفت 70% من سفن الشحن البحري من التوجه إلى دولة الاحتلال.
وحذرت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية، في تقرير لها، من تداعيات فقدان دولة الاحتلال القدرة على استيراد الأغلبية الساحقة من السلع الحيوية في حال قرر حزب الله استهداف ميناء حيفا على البحر المتوسط، مشيرة إلى أن ميناء أشدود، ثاني أكبر ميناء (على البحر المتوسط)، لا يمكن أن يشكل بديلا عن ميناء حيفا بسبب محدودية قدرته على استيعاب الحاويات، ما يفضي إلى تأخير كبير في استيعابها ويؤدي إلى نقص في المواد الأساسية، لا سيما المواد الغذائية.
وتطرق التقرير إلى ما وصفه بـ"سيناريو الرعب" الذي تخشاه إسرائيل والمتمثل في أن تتوقف السفن في التوجه إلى ميناء حيفا في حال سقط صاروخ من جانب حزب الله على سفينة شحن أثناء رسوها في الميناء. وأشارت إلى أن الهجمات الصاروخية التي شنها الحزب على حيفا في الأيام الماضية دللت على خطورة الواقع وحساسيته.
وعلى الرغم من أن ميناء حيفا ومرافقه جرى تأمينها بمنظومات حماية في مواجهة الهجمات الصاروخية، إلا أن المتحدثين باسم جيش الاحتلال يؤكدون أنه لا يمكن ضمان أن تكون فاعلية هذه المنظومات محكمة ومطلقة، كما نقلت الصحيفة مشيرة إلى أن هناك اجماعاً بين المحافل الاقتصادية ذات العلاقة على أنه يكفي أن يسقط صاروخ واحد على ميناء حيفا حتى تتوقف حركة السفن إليه بشكل مطلق، ما يضطرها إلى التوجه إلى ميناء أشدود وميناء الجنوب الذي يتاخمه.
ومما يشي ببدء تحقق مخاوف الاحتلال، أكدت "كالكاليست" أن شركات النقل البحري الإيطالية توقفت عن التوجه إلى ميناء حيفا بناء على تعليمات خفر السواحل الإيطالي. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن صاروخاً أطلقه حزب الله في حرب لبنان الثانية 2006، أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص يعملون في ورشة قريبة من ميناء حيفا، أدى إلى إغلاق الميناء على الفور وانتقال حركة السفن إلى ميناء أشدود.
ولفتت إلى أن بحثاً أعدته "كلية الأمن القومي" بالتعاون مع جامعة حيفا في 2009 توصل إلى استنتاج قاطع بأن ميناء أشدود لا يمكنه أن يكون بديلاً عن ميناء حيفا في حال توقف عن العمل بفعل الاستهداف بالصواريخ، إذ إن ميناء شدود وميناء الجنوب المتاخم له لم يصمما ليكونا قادرين على استيعاب البضائع التي يجرى استيرادها.
ولفتت إلى أن الأعباء على مينائي حيفا وأشدود تعاظمت في أعقاب شل ميناء إيلات على البحر الأحمر (جنوبي فلسطين المحتلة) بسبب الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي في اليمن من خلال استهداف السفن المتجهة إليه، حيث تربط الجماعة وقف هجماتها بإنهاء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأفادت الصحيفة بأن دولة الاحتلال تتخوف من أن ترفض طواقم العمل في سفن الشحن البحري الأجنبية التوجه إلى موانئ إسرائيل حتى لو قررت الشركات التي تملك هذه السفن مواصلة نقل البضائع إلى موانئها. وأضافت أن حكومة إسرائيل ألزمت وزارة المواصلات بإصدار إرشادات لهذه الطواقم حول وسائل التأمين والحماية في الموانئ، في إطار سعيها لطمأنتهم، مشيرة إلى أن ممثلين عن الوزارة يستقبلون السفن في عرض البحر ويطلعون طواقمها على هذه الإرشادات.
ومما يشير إلى تأثير الأوضاع الأمنية على حركة السفن باتجاه إسرائيل، كشفت الصحيفة أن السفن الأجنبية المتخصصة في نقل الركاب توقفت بالفعل عن الوصول إلى موانئ دولة الاحتلال، حيث توقعت ألا تستأنف هذه السفن رحلاتها في عام 2025. وأشارت إلى أن شركة نقل الركاب الإسرائيلية "منو" أوقفت رحلاتها من حيفا وانتقلت إلى العمل من ميناء أشدود.
ونقلت الصحيفة عن تسدوك ردكر، المسؤول عن الموانئ في وزارة المواصلات، قوله إن وزارته أعدت خطة لاستخدام موانئ دولة مجاورة في حال توقفت 70% من سفن الشحن البحري من التوجه إلى إسرائيل.
وحسب ردكر، فقد أصدرت وزارة المواصلات تعليمات لإدارات السفن بتقليص المساحة المخصصة لتخزين السيارات فيها من أجل تأمين مساحات لاسيتعاب السلع الحيوية.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية أن كلفة نقل البضائع عبر الجو في إسرائيل زادت بنسبة 30% بفعل توقف معظم شركات النقل الجوي عن التوجه إلى إسرائيل بفعل الأوضاع الأمنية. وحسب الصحيفة، فإن شركات الاستيراد باتت تستعين بخدمات شركات طيران إسرائيلية لنقل البضائع.