لا تتوقف دولة الاحتلال عن استهداف قناة السويس، أهم ممرّ ملاحي في العالم، والتحرش بها، في محاولة خبيثة للتأثير سلباً على حركة المرور في القناة وإيراداتها من النقد الأجنبي ومشروعات التطوير التي تقوم بها من وقت لآخر.
ولا تتوقف عن إطلاق مزاعم من وقت لآخر حول مشروعات تقول إنها باتت بديلاً للقناة المصرية، فمرة تتحدث عن تسيير خط بري لنقل السلع والبضائع من منطقة الخليج للموانئ الإسرائيلية مباشرة عبر السعودية.
ومرة ثانية عن البدء في تنفيذ مشروع سكك حديدية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط بموازاة قناة السويس، وثالثة عن مد أنبوب ضخم لنقل النفط الخليجي لأوروبا عبر موانئ الاحتلال على البحر المتوسط ويعد بديلاً للقناة وخط سوميد.
ومرة رابعة تروج حكومة الاحتلال وعلى نطاق واسع لخطة استئناف العمل في قناة بن غوريون، والتي سيتم من خلالها ربط ميناء إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر المتوسط، وهو المشروع الذي من المتوقع أن يكون منافساً لقناة السويس وفق الإعلام العبري.
ويتحدث المسؤولون داخل دولة الاحتلال عن مشروع رد ميد (Red Med) والذي يربط ميناء إيلات بميناء أشدود عبر القطار و63 جسراً ونفقاً بتكلفة تتراوح من 6.5 إلى 13 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام عبرية، ويعد جزءاً من مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وتتحدث دولة الاحتلال عن جسر بري يبدأ من موانئ دبي وحتى ميناء حيفا على البحر المتوسط ويكون مخصصاً لتصدير البضائع ويخدم أغراض السياحة والسفر من الشرق إلى أوروبا عبر إسرائيل.
وتقول إنه يعمل على تعزيز التواصل بين إسرائيل ودول المنطقة في مجالات النقل والبنية التحتية والمعلومات، زاعمة أن المشروع سيمهد الطريق لإنجاز مشروع بنية تحتية عابرة للحدود سيبدأ في الإمارات ويمر عبر السعودية وينتهي في موانئ إسرائيل البحرية، كما سيمتد في وقت لاحق إلى البحرين وسلطنة عمان.
كما احتفت دولة الاحتلال بمشروع ممر الهند التجاري (IMEC) الضخم الذي تم الاتفاق عليه في قمة العشرين التي عقدت في نيودلهي قبل أسابيع ويقضي بإنشاء ممرّ أو خط نقل بحري وبري يربط بين أسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وميناء حيفا وصولاً إلى ميناء بيرايوس في اليونان والذي تديره حالياً الصين، وهو المشروع الذي عُرف إعلامياً بالممر الأخضر، أو ممر القارات، وأثار جدلاً واسعاً في مصر بشأن تأثيره على قناة السويس.
وفي يوليو/ تموز الماضي زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حكومة تل أبيب تبحث تنفيذ خطة سرية إسرائيلية أميركية لإنشاء جسر بري دائم يربط بين الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، لربط الخليج مباشرة بموانئ إسرائيلية على البحر المتوسط.
سبق المزاعم الأخيرة صدور تقارير إسرائيلية تتحدث عن "خسائر ضخمة" ستتعرض لها قناة السويس بسبب الحرب في غزة، وتغيير مسار شركات إسرائيلية تستخدم القناة.
أما جديد المزاعم الإسرائيلية فهو ما ذكره موقع "والا" العبري يوم السبت ويتعلق بإنشاء جسر بري من ميناء دبي في الإمارات بالسعودية عبر الأردن لنقل البضائع إلى ميناء حيفا في إسرائيل، وأن الحكومة الإسرائيلية وافقت على هذا الجسر.
بل وأكد الموقع أن المشروع بدأ بالفعل، وأن التشغيل التجريبي لخط نقل بري جديد بالشاحنات عبر موانئ دبي، مروراً بالسعودية والأردن، توج بالنجاح خلال الأسابيع الأخيرة.
سبق المزاعم الأخيرة صدور تقارير إسرائيلية تتحدث عن "خسائر ضخمة" ستتعرض لها قناة السويس بسبب الحرب في غزة، وتغيير مسار شركات إسرائيلية تستخدم القناة.
بل ونشرت إسرائيل على نطاق واسع أن شركات الشحن العالمية الكبرى بدأت بالفعل في تغيير مسارات سفنها خوفاً من هجمات الحوثيين، رغم أن الجماعة اليمنية أعلنت وبشكل مباشر وعدة مرات أن هجماتهم تقتصر فقط على السفن التي ترف العلم الإسرائيلي أو السفن التي تورد سلعاً لإسرائيل.
لا تتوقف دولة الاحتلال عن إطلاق مزاعم من وقت لآخر حول التهديدات التي تواجه قناة السويس، وعن البدائل الجديدة للقناة التي يمر عبرها 12% من تجارة العالم وتعد واحدة من أبزر مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري.
ولا تتوقف عن إعطاء انطباعات للعالم بأن دولاً كبرى كالولايات المتحدة تدعم المشروعات الكبرى التي تستهدف الإضرار بقناة السويس.
والهدف في النهاية هو دعم خططها الرامية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للتجارة الدولية، والترويج لمشروعاتها التي تستهدف ضرب سمعة القناة المصرية.
علماً بأن تلك المشروعات ربما لن ترى النور في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة وحرب غزة، رغم حصول إسرائيل على دعم مالي وسياسي ولوجستي قوي من الولايات المتحدة وحلفاء دوليين وإقليميين، وكذلك من بعض الدول الخليجية الثرية.