استمع إلى الملخص
- يعتبر قطاع الفوسفات حيويًا للاقتصاد التونسي، حيث يساهم بنحو 10% من إيرادات الصادرات ويوفر 30 ألف فرصة عمل، وتسعى السلطات لرفع الإنتاج إلى 8.5 ملايين طن سنويًا بحلول 2028.
- تواجه الشركة تحديات لوجستية واجتماعية، وتسعى لتحسين وضعها المالي وزيادة الإنتاج عبر استثمارات وتجديد معدات النقل وتعيين 850 موظفًا جديدًا.
توقف الإنتاج اليوم الأربعاء، بكامل وحدات شركة فوسفات قفصة الحكومية والإدارات المركزية للمؤسسة استجابة للإضراب العام الذي دعت إليه الجامعة العامة للمناجم احتجاجا على تعثر المفاوضات بين النقابة والإدارة العامة للمؤسسة بشأن مطالب مهنية ومادية للعمال بقطاع الفوسفات في تونس.
وأعلنت الجامعة العامة للمناجم في بيان لها "أن كامل موظفي وعمال الشركة سينفذون إضرابات عاما شاملا بكافة مواقع العمل بداية من اليوم الأربعاء، ولمدة يومين بعد فشل المفاوضات بشأن المطالب العمالية منها صرف منحة إنتاجية 2023 وتطبيق محاضر الجلسات المركزية السابقة، إضافة إلى رصد حصص القروض الاجتماعية". وشهدت كامل وحدات العمل والانتاج التابعة لشركة فوسفات قفصة بما في ذلك الإدارات المركزية بالعاصمة والجهوية بقفصة وقابس، صباح اليوم الأربعاء شللا تاما بسبب إضراب عام عن العمل ينفذه أعوان وإطارات الشركة.
وأكّد يحيى الأكحل كاتب (أمين) عام الفرع الجامعي للمناجم بقفصة تنفيذ كافة الوحدات لإضراب منذ حصة العمل الأولى وتوقف آلة الإنتاج في المغاسل ومصانع التحويل والورشات والإدارات المركزية. وقال الأكحل في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "نسبة الاستجابة للمشاركة في الإضراب وصلت إلى 100%"، مشيرا إلى أن "تنفيذ الإضراب ووقف العمل كان آخر الحلول بالنسبة النقابة التي استنفدت كل شروط التفاوض مع إدارة المؤسسة بشأن مكتسبات الموظفين".
وأفاد المسؤول النقابي أن " الإدارة العامة لشركة فوسفات قفصة لم تبد جدية كبيرة في التفاوض مع اللوائح التي قدمتها النقابة كما تراجعت هذه الأخيرة عن تنفيذ اتفاقات تمنح الموظفين والعمال منافع مادية ومهنية دأبت الشركة على منحها للعمال منذ سنوات على غرار لباس الشغل ومنحة الإنتاجية والقروض الاجتماعية". وأشار في سياق متصل إلى أن " النقابة لم تدع إلى أي إضراب عام منذ نحو 9 سنوات" مؤكدا استعدادها لـ"العودة إلى المفاوضات الجدية ووقف الإضراب".
من جانبها قالت شركة فوسفات قفصة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أمس الثلاثاء، إنها "على استعداد لاستئناف التفاوض من أجل إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة حفاظا على السلم الاجتماعي بالشركة" حسب نص البيان.
أهمية قطاع الفوسفات في تونس
ويعتبر قطاع الفوسفات في تونس واحداً من القطاعات المهمة الداعمة لاقتصاد البلاد، إذ تمثّل عائداته نحو 10% من إجمالي إيرادات تونس من الصادرات، إلى جانب توفيره نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. كما شكّل الفوسفات مصدراً أساسياً للنقد الاجنبي إلى جانب تحويلات المغتربين وعائدات السياحة، قبل أن يتراجع دوره بشكل لافت خلال السنوات العشر الماضية.
وتنوي السلطات ضح استثمارات تزيد عن نصف مليار دينار (165 مليون دولار)، بقطاع الفوسفات في تونس لرفع إنتاج البلاد منه إلى 8.5 ملايين طن سنويا بحلول عام 2028. ووفق تقديرات الخطة متوسطة المدى، سيزيد معدل الإنتاج السنوي للفوسفات خلال الفترة الممتدة ما بين 2025 و2028 بمعدل 1.5 مليون طن سنويا، مدفوعا بتجديد آليات الاستخراج والنقل نحو مصانع التحويل والشروع في استغلال منجم جديد في منطقة "أم الخشب" بمحافظة قفصة.
وقال المدير العام لشركة فوسفات قفصة عبد القادر العميدي في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن نحو 525 مليون دينار من الاستثمارات سيتم ضخها في القطاع من أجل تحسين الطاقة الإنتاجية لقطاع الفوسفات في تونس، مقسمة ما بين 238 مليون دينار لشراء آلات إنتاج جديدة و242 مليون دينار لبناء مغاسل منجم "أم الخشب".
وأكد العميدي أن "الشركة تتوقع إنتاجا سنويا لمنجم أم الخشب لا يقل عن 2.4 مليون طن، ما يساعد على العودة إلى المستويات السابقة قبل 2011 لإنتاج الفوسفات التي لا تقل عن 8.5 ملايين طن". ورجّح أن يساعد ضخ استثمارات مهمة في تأهيل وتجديد معدات النقل على تحقيق خطة زيادة الإنتاج.
وقال إن "إنتاج الفوسفات في تونس سيتطور تباعا من 4.5 ملايين طن عام 2025 إلى ستة ملايين طن سنة 2026، ثم 7 ملايين طن سنة 2027، على أن تكون العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت تحققها الشركة ما قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011 بحلول عام 2028". ومن المتوقع أن تساعد زيادة الإنتاج على تحسين التوظيف في شركة فوسفات قفصة والتي تنوي فتح باب التعيينات لنحو 850 موظفا جديدا، من بينهم 270 بين مهندسين ومتصرفين - إداريين".
وهذا العام راهنت تونس على رفع الإنتاج إلى 4.5 ملايين طن، غير أن صعوبات لوجستية وأخرى اجتماعية حالت دون تحقيق الأهداف، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الفوسفات لكامل سنة 2024 نحو 3.1 ملايين طن بزيادة تقدر بـ600 ألف طن مقارنة بالعام الماضي. وكانت التوقعات تشير في بداية العام إلى قدرة شركة فوسفات قفصة على إنتاج ما لا يقل عن 4.1 ملايين طن قبل أن تحبط الأوضاع الاجتماعية المتأزمة في منطقة الحوض المنجمي خطة الشركة الحكومية لتحسين وضعيتها المالية.
(الدولار= 3.18 دينار تونسي)