أعيد فتح بورصة موسكو، اليوم الخميس، بعد انخفاضها بنسبة 14% تقريباً، بعد ساعات من العملية العسكرية التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا. وفقدت البورصة الروسية نحو 150 مليار دولار من قيمتها مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعمقت الأسهم الروسية من خسائرها خلال تعاملات الخميس لتهبط بأكبر وتيرة على الإطلاق، لتمحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، وذلك بعد استئناف التداولات في بورصة موسكو، التي أعلنت في وقت سابق تعليق كل التعاملات على أسهمها في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
وانخفض مؤشر Moex الذي يهيمن عليه الروبل بنسبة 13.97%، وفقاً لموقع البورصة على الإنترنت، في حين انخفض مؤشر RTS الذي يهيمن عليه الدولار بنسبة 20.16%. وأعلنت البورصة عن تعليق مؤقت للتداول في وقت سابق اليوم.
في غضون ذلك، انخفض الروبل بنسبة 9% إلى 90 مقابل الدولار، مسجلاً أدنى مستوى له على الإطلاق قبل أن يرتد قليلاً.
وقال البنك المركزي الروسي، الخميس، إنه سيتخذ إجراءات لضمان استقرار الروبل والأسواق. وأوضح، في بيان "من أجل ضمان استقرار الوضع في السوق المالية قرر بنك روسيا التدخل في سوق العملات الأجنبية"، مشيراً إلى أنه وغيره من المؤسسات المالية "لديها خطط عمل واضحة لكل السيناريوهات".
النفط يقفز لأكثر من مائة دولار
في غضون ذلك، قفز سعر برميل خام برنت إلى أكثر من 100 دولار، وذلك بعد سماع دوي انفجارات في أوكرانيا عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية شرقي أوكرانيا.
كما قفز خام برنت الذي يعتبر المعيار العالمي لأسعار النفط لفترة وجيزة فوق حاجز الـ106 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، وقفز الخام الأميركي بنسبة 3.3% إلى 95.15 دولاراً للبرميل.
وتراجعت الأسهم العالمية وعائدات السندات الأميركية اليوم الخميس بمستويات حادة، بينما ارتفعت أسعار الدولار والذهب بشدة مع إطلاق القوات الروسية صواريخ على عدة مدن أوكرانية وإنزال قوات على ساحلها الجنوبي.
وبعد وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أنه سمح بما أسماه عملية عسكرية خاصة، سمع دوي انفجارات في هدوء قبل الفجر في العاصمة الأوكرانية كييف واتهمت الحكومة الأوكرانية موسكو بشن غزو واسع النطاق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيفرضون "عقوبات صارمة" على روسيا بعد الهجمات.
ويبدو أن انهيار الأسهم سيستمر في أوروبا والولايات المتحدة، مع قفزة حادة في أسعار السلع، مما زاد من المخاوف بشأن التضخم والنمو الاقتصادي.
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر Euro Stoxx 50 وDAX الألماني بأكثر من 3.5% في الصفقات المبكرة، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر FTSE بنسبة 2%.
تراجعت أسهم S&P 500 e-minis بنسبة 2.3%، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 2.8%، مما يضع المؤشر الأميركي على المسار نحو تأكيد أنه في سوق هابطة.
في آسيا، انخفض مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بأكثر من 3.2% إلى أدنى مستوى له، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. تراجعت الأسهم الأسترالية أكثر من 3% وخسرت الأسهم القيادية الصينية 2%. وانخفض مؤشر نيكي في طوكيو بنسبة 2.1%.
وقال كريس ويستون، رئيس مركز الأبحاث في "بيبرستون" للاستشارات إنه: "كان السوق يحاول دائمًا الحكم على ما إذا كانت روسيا ستتوقف عند دونباس، ويبدو واضحاً الآن أنها أصبحت في كييف، وهو أحد أسوأ السيناريوهات، لأن أمامنا الآن ليلة طويلة نحاول فيها فهم مدى سوء ذلك على الأسواق، كذا هناك جولة جديدة من العقوبات الآن ضد بوتين والحكومة الروسية".
وتابع: "هذا هو المكان الأسوأ، لا يوجد مشترين في الأسواق للمخاطرة، وهناك الكثير من البائعين، لذلك يتعرض السوق لضربة شديدة".
الذهب يقفز لأعلى مستوياته في أكثر من عام
قفز سعر الذهب الفوري أكثر من 1.7% ليسجل أعلى مستوى منذ أوائل يناير/ كانون الثاني 2021. ووصل سعر الألمنيوم إلى مستوى قياسي الخميس، مرتفعاً إلى 3382,50 دولاراً للطن متجاوزاً المستوى القياسي السابق البالغ 3380,15 دولارا والذي سجّله في يوليو/تموز 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.
وبحسب تجار فقد قفز سعر الذهب خلال تعاملات الخميس إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام، مع صعود الطلب على الملاذات الآمنة بعدما أمرت روسيا بدخول قوات إلى أوكرانيا.
وارتفعت العقود الآجلة للمعدن النفيس تسليم شهر أبريل بنسبة 1.5% أو بقيمة 29.30 دولار إلى 1939.7 دولار للأوقية، كما صعد سعر التسليم الفوري 1.75% عند 1942.33 دولار، بعدما ارتفعت في وقت سابق اليوم إلى 1949.03 دولار للأوقية وهو المستوى الأعلى منذ شهر يناير 2021.
وصعدت العقود الآجلة للفضة تسليم مايو 1.67% أو 41 سنتًا عند 25.01 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 1.01% إلى 1105.98 دولار للأوقية، والبلاديوم 1.72% عند 2524.66 دولار.
الألومنيوم يقفز إلى مستوى قياسي
ارتفع سعر الألومنيوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مع تزايد المخاوف بشأن الإمدادات في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية والغزو الروسي، ويعزز ذلك الارتفاع الضغوط التضخمية على الدول التي تشتري المعدن وتستخدمه في الكثير من المجالات.
في تعاملات بورصة لندن للمعادن، ارتفع سعر الألومنيوم 2.9% إلى 3388 دولارًا للطن، متجاوزًا مستواه القياسي السابق المسجل في 2008.
ووفق توقعات وكالة "بلومبيرغ"، توقع بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي وصول الأسعار إلى 4 آلاف دولار للطن خلال 12 شهرًا في ظل تشديد المعروض غير المسبوق.
وبعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات بمهاجمة أوكرانيا، وحذر نظيره الأميركي جو بايدن من أن روسيا قد تواجه عقوبات شديدة، أثار ذلك مخاوف من احتمالية تأثيره على الإمدادات الروسية من الألومنيوم وغيره من السلع الأساسية.
وتعرضت الأسهم الأميركية لضربة بالفعل يوم الأربعاء، مع انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.38%.
كما يصارع المستثمرون مع احتمال تشديد السياسة الوشيك من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بهدف مكافحة ارتفاع التضخم، والذي يقول المحللون إنه قد يتفاقم بسبب صدمة إمدادات السلع.
وعزز الهروب العالمي إلى الأمان، الدولار، الذي قفز بأكثر من نصف في المائة أمام سلة عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين الآخرين إلى 96.715. وانخفض اليورو بنسبة 0.8% خلال اليوم عند 1.1220 دولار.
وتحول الروبل الروسي للانخفاض بعنف بعد أن سجل مكاسب صغيرة في وقت مبكر من الجلسة. وكان آخر انخفاض له يصل إلى 5.77%.
واتسع البيع في أسواق العملات المشفرة، مما دفع عملة "بيتكوين" إلى أقل من 35000 دولار لأول مرة في شهر.
تراجع الأسهم الصينية مع موجة بيعية في الأسواق
هبطت الأسهم الصينية في نهاية تعاملات اليوم الخميس مع تراجع الأسواق العالمية بفعل حالة عدم اليقين الجيوسياسي إذ شنت روسيا عملية عسكرية على أوكرانيا صباح اليوم.
وكررت الصين مطالبتها لجميع الأطراف المعنية بالوضع في أوكرانيا بممارسة ضبط النفس ورفضت وصف صحفي أجنبي لأفعال روسيا بأنها غزوًا.
في نهاية الجلسة، تراجع مؤشر "شنغهاي المركب" بنحو 1.7% عند 3429 نقطة، فيما هبط "شنتشن" بنسبة 2.63% عند 2282 نقطة، بينما تراجع مؤشر "سي إس أي 300" بنحو 2.03% مسجلاً 4529 نقطة. وارتفع الدولار أمام العملة الصينية بنحو 0.1% عند 6.3211 يوان.
(وكالات، العربي الجديد)