إندونيسيا تحظر تصدير زيت النخيل وسط تصاعد أسعار الأغذية عالمياً

23 ابريل 2022
تنتج إندونيسيا أكثر من نصف إمدادات زيت النخيل العالمية (الأناضول)
+ الخط -

قالت وزيرة المالية الإندونيسية، سري مولياني إندراواتي، إن حظر تصدير زيت النخيل سيضرّ بالدول الأخرى، لكنه ضروري لمحاولة خفض سعر زيت الطهو المحلي المرتفع بسبب حرب أوكرانيا.

وأعلنت إندونيسيا، أكبر دولة منتجة لزيت النخيل في العالم، أمس الجمعة، خططاً لحظر صادرات أكثر زيت نباتي استعمالاً، وذلك في خطوة صادمة يمكن أن تزيد اشتعال تضخم أسعار الأغذية المتصاعد على المستوى العالمي.

وأضافت الوزيرة لوكالة "رويترز"، أنه مع تجاوز الطلب للمعروض، يُعَدّ الحظر المعلن اليوم "من بين أشد الإجراءات" التي يمكن أن تتخذها الحكومة بعد أن فشلت الإجراءات السابقة في تهدئة الأسعار المحلية.

وأكدت في مقابلة على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي: "نحن نعلم أن هذه لن تكون أفضل نتيجة" بالنسبة إلى الإمدادات العالمية. وأضافت: "إذا لم نصدر، فهذا سيضر بالتأكيد البلدان الأخرى".

لكن إندراواتي، المديرة العامة السابقة في البنك الدولي، قالت إنه كقائد سياسي وصانع سياسات "لا يمكنك مواجهة شعبك عندما تكون لديك السلعة التي يحتاجها وتترك (الإمدادات) تخرج" من البلاد.

ويمكن أن يسبب وقف شحنات زيت الطعام ومادته الخام، الذي يُستعمل على نطاق واسع في منتجات تراوح بين الكعك ومستحضرات التجميل، زيادة تكاليف منتجي الأغذية المعبّأة على المستوى العالمي، وإرغام الحكومات على الاختيار بين استخدام الزيوت النباتية في الأغذية أو الوقود الحيوي.

وتنتج إندونيسيا أكثر من نصف إمدادات زيت النخيل العالمية.

وفي كلمة مصورة، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، إنه أراد ضمان توافر منتجات الأغذية في الداخل بعد تصاعد التضخم في أسعار الأغذية على المستوى العالمي إلى ارتفاع قياسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إحدى الدول الرئيسية في إنتاج المحاصيل.

وأضاف: "سأتابع وأقيم تطبيق هذه السياسة حتى يصبح زيت الطعام متوافراً في السوق المحلية وفي المتناول".

وقال أتول تشاتورفيدي، رئيس الهيئة التجارية الهندية لرابطة مستخلصي المذيبات إن هذ الإعلان سيضر المستهلكين، سواء في الهند، وهي دولة مشترية كبيرة، أو على المستوى العالمي، مؤكداً أن "هذه الخطوة مؤسفة، بالأحرى وغير متوقعة تماماً".

وارتفعت أسعار الزيوت النباتية الأخرى بسبب الإجراء الإندونيسي الذي سيسري يوم 28 إبريل/نيسان. وزاد سعر زيت فول الصويا، وهو ثاني أكثر الزيوت النباتية استخداماً، بنسبة 4.5 في المئة إلى مستوى قياسي بلغ 23.81 سنتاً للرطل في مجلس شيكاغو للتجارة.

وقفزت الأسعار العالمية لخام زيت النخيل، الذي تستخدمه إندونيسيا في الطهو، إلى ارتفاعات قياسية هذا العام، وسط طلب متزايد وإنتاج ضعيف من الدولتين المنتجتين الكبيرتين، إندونيسيا وماليزيا، بالإضافة إلى خطوة إندونيسية لتقييد صادرات زيت النخيل في يناير/كانون الثاني، انتهى العمل بها في مارس/ آذار.

وفرضت دول أخرى قيوداً للحيلولة دون ارتفاع الأسعار المحلية. ففي منتصف مارس/آذار أوقفت الأرجنتين، أكبر الدول المصدرة للصويا المعالجة في العالم، المبيعات الخارجية الجديدة من زيت الصويا لفترة وجيزة، قبل أن ترفع ضريبة التصدير عليه إلى 33 في المئة من 31 في المئة.

ودعت وزارة الزراعة الأميركية إلى التعاون الدولي خلال حرب أوكرانيا بدلاً من حظر التصدير.

 

(رويترز)

المساهمون