إيران تتطلع لحل قضية حقل الدرة مع الكويت وحذف الدولار في بريكس

12 يونيو 2024
وزراء خارجية "بريكس+"، روسيا 11 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في مؤتمر وزراء خارجية بريكس بروسيا، أكد الوزير الإيراني باقري متابعة قضية حقل الدرة الغازي، موضحًا الخلاف الطويل بين الكويت، السعودية، وإيران حول ملكيته منذ اكتشافه في 1967.
- باقري ناقش جهود بريكس لإزالة الدولار من التبادلات المالية، مشيرًا إلى خطط لعملة مشتركة تعزز التعاون الاقتصادي بين الأعضاء وتقلل الاعتماد على الدولار، مما يعكس استراتيجية الكتلة.
- انضمام إيران لبريكس يعد خطوة استراتيجية لتعزيز موقفها الاقتصادي ومواجهة العقوبات الأمريكية، معتمدة على التكتل لدعم تعاونها الاقتصادي وتأسيس نظام مالي بديل لتقليل هيمنة الدولار.

قال وزير خارجية إيران بالإنابة، علي باقري، اليوم الأربعاء، على هامش مؤتمر وزراء خارجية مجموعة بريكس في روسيا، إن قضية حقل الدرة الغازي، أو "آرش" حسب التسمية الإيرانية، قيد المتابعة، مؤكداً أنها "ليست قضية إعلامية".

خلاف طويل حول حقل الدرة

ويبقى حقل الدرة الذي جرى اكتشافه في مياه الخليج عام 1967 موضع خلاف بين الكويت وإيران منذ مدة طويلة، حيث تقول الأخيرة إنها تشترك في جزء من حقل الدرة مع الكويت، التي قامت بالاتفاق مع السعودية على تطويره والاستفادة منه العام الماضي، معتبرة أنه "كويتي سعودي خالص". 

وسبق أن أعلنت السعودية والكويت أنهما المالكان الوحيدان لحقل غاز متنازع عليه مع إيران، في إطار خلاف يشهد تصعيداً بعدما هددت طهران بمواصلة عمليات التنقيب. وقد أجرت إيران والكويت محادثات على مدى سنوات بشأن المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها الغنية بالغاز الطبيعي، إلا أنها لم تفض إلى أي نتائج تذكر. 

وقال باقري في كلمته في المؤتمر إن أعضاء بريكس يعملون حالياً "في إطار برنامج مدون، على إتمام حذف الدولار من التبادلات المالية والتجارية" بين الأعضاء، مضيفاً أن إنشاء عملة مشتركة وحذف الدولار في التعاملات بين الدول الأعضاء "استراتيجية موضوعة على جدول أعمال المجموعة بشكل جاد". وأضاف أن انضمام إيران إلى بريكس "يعكس العقلانية الاستراتيجية في السياسة الخارجية" الإيرانية، مشيراً إلى أن عضوية إيران في هذه المجموعة "تساعدها في التصدي للعقوبات الأميركية بشكل أكثر تأثيراً".

يشار إلى أن إيران كانت واحدة من ست دول، تشمل بجانبها السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا، وافقت الدول الأعضاء على انضمامها إلى التكتل، خلال القمة الـ15 لبريكس التي استضافتها جنوب أفريقيا في الفترة بين 22 و24 أغسطس/ آب الماضي. 

وكانت إيران أكثر ترحيباً من غيرها بقبول عضويتها، حيث استقبلت الإعلان بحفاوة بالغة، معولة على التكتل وأعضائه كاقتصاديات ناشئة في التصدي للسياسات الأميركية الأحادية، والتأسيس لنظام عالمي مالي بديل، ينهي هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد الدولي. 

وفي السياق، يقول الخبير المالي الإيراني، إيرج يوسفي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن انخراط إيران في بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون "مهم اقتصادياً"، مستبعداً إمكانية إنشاء نظام مالي بديل عن الدولار في بريكس في تعاملاتها التجارية خلال الفترة المقبلة. ويضيف يوسفي أن العالم لم يسبق أن خاض تجربة تجارة مشتركة بعيدة عن الدولار، مؤكداً أن ما حصل حتى اليوم هو استخدام العملات في التجارة الثنائية بين بعض الدول، مثلما حدث بين تركيا والهند أو الصين والهند. 

ويرى يوسفي أن تجربة بريكس ستكون جيدة خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أنها لا تبدو مؤثرة اليوم في ظل وجود قوانين دولية قائمة على استخدام الدولار في التجارة، ومقايضة العملات بالدولار، و"هذا ما سيشكل تحدياً أمام التكتل"، وفقاً لقوله. 

ويأتي هذا التركيز والتعويل الإيراني

ان انطلاقاً من صراع طهران الطويل مع الغرب والولايات المتحدة، وكذلك لأن إيران تعيش اليوم نتيجة لهذا الصراع أزمات اقتصادية متتالية، نتجت عن تعرضها لعقوبات أميركية مشددة وقاسية منذ عام 2018، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. وتنظر طهران إلى انضمامها للمجموعات الدولية كمتنفس ومخرج لمواجهة الضغوط الاقتصادية والعقوبات الأميركية في إطار استراتيجية إفشال مفاعيل هذه العقوبات على وقع تعثر المفاوضات النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات منذ سبتمبر/ أيلول 2022. 

المساهمون