انسحبت إيطاليا رسمياً من مبادرة الحزام والطريق الصينية الضخمة للبنى التحتية، بعد أكثر من أربع سنوات على انضمام الدولة الوحيدة في مجموعة السبع إلى المشروع، حسبما أفاد مصدر حكومي الأربعاء.
وذكرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية أن القرار الذي كان منتظراً منذ مدة، أُبلغ إلى بكين قبل ثلاثة أيام، دون أن يصدر أي بيان رسمي عن أي من الجانبين.
وأكد مصدر في الحكومة الإيطالية لوكالة فرانس برس أن روما انسحبت، دون تقديم مزيد من التفاصيل مكتفياً بالقول إن ذلك تم بطريقة "لإبقاء قنوات الحوار السياسي مفتوحة".
وقبل توليها السلطة العام الماضي، قالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن القرار الذي اتخذته حكومة سابقة بالانضمام للمشروع في 2019 كان "خطأ فادحاً".
وندد المنتقدون بالخطة الاستثمارية البالغة قيمتها تريليون دولار معتبرين أنها تسعى لشراء النفوذ السياسي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في أيلول/ سبتمبر إن الانضمام للمشروع "لم يؤد إلى النتائج التي كنا نأملها".
وكان من المقرر تجديد الاتفاق تلقائياً في آذار/ مارس 2024 ما لم تنسحب إيطاليا بحلول نهاية هذا العام.
لكن روما كانت حذرة من استفزاز بكين والمخاطرة بالانتقام من الشركات الإيطالية.
وقالت ميلوني للصحافيين في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في أيلول/سبتمبر إنه إذا انسحبت روما من المشروع، فإنها "لن تعرض علاقاتها مع الصين للخطر".
ويشرح موقع "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي CFR أن الاستثمارات الصينية في البلدان غير الأعضاء في مبادرة الحزام والطريق في أوروبا تجاوزت استثماراتها في إيطاليا بكثير، حيث انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني في إيطاليا من 650 مليون دولار في عام 2019 إلى 33 مليون دولار فقط في عام 2021.
وتشير قاعدة بيانات أخرى إلى أن الصين استثمرت 24 مليار دولار في إيطاليا منذ عام 2005، ولكن وتم جمع 1.83 مليار دولار فقط من هذا المبلغ بعد قرار إيطاليا بالانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق.
وتُظهِر تجربة إيطاليا أن الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق لا يمنح بالضرورة وضعاً خاصاً لأي دولة مع الصين أو يضمن لها قدراً أكبر من التجارة والاستثمار مع الصين مقارنة بما قد يحدث في غياب مبادرة الحزام والطريق.
ولفت الموقع إلى أنه عندما أصبح من الواضح أن مبادرة الحزام والطريق لن تكون علاجا اقتصاديا، بدأت الحكومة الإيطالية في إعادة تقييم ما إذا كان ينبغي لها أن تستمر في عضويتها.
وفي العام الماضي، أشارت ميلوني إلى قلة الفوائد التي عادت على إيطاليا بعد انضمامها إلى مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن “إيطاليا هي العضو الوحيد في مجموعة السبع الذي وقع على مذكرة الانضمام إلى طريق الحرير، لكنها ليست الدولة الأوروبية أو الغربية التي تتمتع بأقوى العلاقات الاقتصادية والتدفقات التجارية مع الصين." ومؤخرا، وصف وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو قرار إيطاليا بالانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق بأنه "عمل مرتجل وفظيع".
وتنظر الدول الأوروبية على نحو متزايد إلى الصين باعتبارها منافسا، في حين قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مؤخرا إن "الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني هو تغيير منهجي للنظام الدولي مع وجود الصين في مركزه، وأن مبادرة الحزام والطريق دليل".
(العربي الجديد، فرانس برس)