اتهام مستشار ترامب ستيف ويتكوف بالتعاون مع "منصة تشفير مشبوهة"

12 ديسمبر 2024
ستيف ويتكوف في محكمة مانهاتن الجنائية في نيويورك، 29 مايو 2024 (جابين بوتسفورد/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتُهم ستيف ويتكوف بالاحتيال بسبب شراكة شركته مع منصة التشفير "ترون"، مما أثار مخاوف بشأن الأخلاقيات المهنية وتضارب المصالح، خاصة مع استثمار "ترون" 30 مليون دولار في الشركة.
- جمدت السلطات الإسرائيلية 186 محفظة مرتبطة بـ"ترون"، زاعمة ارتباط بعضها بحماس وحزب الله، بينما أكدت "ترون" تعاونها مع السلطات لتجميد الأموال غير المشروعة.
- أثار تعيين ويتكوف كمبعوث خاص مخاوف بشأن تضارب المصالح، مع دعوات لمنعه من التحدث مع مسؤولين أجانب حول العملات المشفرة أثناء مهامه الرسمية.

اتهمت هيئة مالية أميركية الملياردير ستيف ويتكوف، وهو مؤسس شركة مرتبطة بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، بالاحتيال، على خلفية تعاونها مع منصة تشفير "استخدمها مسلحون في الشرق الأوسط"، علماً أن ويتكوف ينضم إلى مشروع ترامب بصفة مستشار. وقد دخلت شركة للعملات المشفرة كشف عنها مؤخراً الرئيس ترامب ومبعوثه الجديد إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف شراكة مع منصة تشفير تقول السلطات وخبراء ماليون إن جهات بينها "حزب الله" وحركة "حماس" استخدمتها. وقال ستة متخصصين في القواعد الأخلاقية بالحكومة الأميركية إن شركة ورلد ليبرتي فاينانشال، التي أسستها عائلة ويتكوف قبل شهرين من الانتخابات الأميركية، وضمت ترامب مستفيداً مالياً فيها، تثير مخاوف بشأن "الأخلاقيات المهنية وتضارب المصالح".

ومن أكبر مخاوف المتخصصين الشريك الجديد لورلد ليبرتي، وهي منصة التشفير "ترون". وقد نقلت رويترز في عام 2023 عن سبعة خبراء في الجرائم المالية ومتخصصين في تحقيقات العملات المشفرة قولهم إن شبكة ترون، وهي أسرع وأرخص من بيتكوين، تفوقت على منافستها باعتبارها وسيلة لتحويل العملات المشفرة المرتبطة بجماعات محددة. وأعلنت ترون الشهر الماضي أنها تستثمر 30 مليون دولار في شركة ورلد ليبرتي. وقالت ورلد ليبرتي ومؤسس ترون، رجل الأعمال الصيني المولد جاستن صن، على منصة إكس، إن صن سينضم إلى مشروع ترامب وويتكوف بصفته مستشاراً. وذكر صن أن شركة ترون المسجلة في جزر فيرجن البريطانية أصبحت الآن أكبر مستثمر في شركة ورلد ليبرتي.

وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن مصادرة عملات مشفرة منذ عام 2021. وجمّدت إسرائيل 186 محفظة على ترون منذ يوليو/ تموز 2021. وزعم الاحتلال الإسرائيلي علاقة 84 من تلك المحافظ بحماس أو حركة الجهاد الإسلامي، و39 محفظة بحزب الله، و63 محفظة بجماعات لم تحددها، أو بتجار عملة. وأُعلن عن أحدث عملية مصادرة متعلقة بترون في 28 مارس/آذار. ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من تحديد ما إذا كانت ادعاءات إسرائيل صحيحة، ولم يقدم "المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي" في إسرائيل أدلة أو يرد على طلبات للإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وقالت ترون، التي تستفيد من رسوم المعاملات على شبكتها، لرويترز إن التكنولوجيا الخاصة بها "جذبت مستخدمين يعملون بشكل قانوني، بالإضافة إلى من لديهم دوافع غير مشروعة"، لكنها لم ترد على اتهامات بشأن استخدامها من حركات بعينها. وردا على سؤال عن هذه الرواية، قال المتحدث باسم ترون إن المنصة "اتخذت تدابير استباقية لمعالجة خطر الأنشطة غير المشروعة".

وذكر المتحدث أن التعاون مع أجهزة إنفاذ القانون، الذي بدأ في سبتمبر/ أيلول، أسفر عن "تجميد أموال غير مشروعة بقيمة 70 مليون دولار". ولم يرد صن مؤسس المنصة على طلب للتعليق. وقال إريك، الابن الثاني لترامب، لرويترز على هامش مؤتمر عن العملات المشفرة في أبوظبي، إن "استخدام جماعات إجرامية للتشفير هو الشغل الشاغل للجميع"، لكنه ذكر أن المؤسسات المالية التقليدية تُستخدم أيضا في تحويل "الأموال السيئة". كما صادرت وزارة الخزانة الأميركية محافظ على ترون، تشمل حساباً ادعت أنه مرتبط بجماعة قالت إنها جمعت أموالاً لحماس عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفرضت الوزارة، في مارس/ آذار، عقوبات على شركة صرافة في لبنان قالت إنها زوّدت مسؤولي حزب الله بحسابات مشفرة تشمل محفظة على ترون لتلقي أموال من إيران. وأثار استثمار ترون في ورلد ليبرتي مخاوف خبراء الأخلاقيات المهنية. وقالت كاثلين كلارك الأستاذة بجامعة واشنطن في سانت لويس والمتخصصة في أخلاقيات الحكومة: "هناك إشارات حمراء بشأن كل ذلك". ومن ضمن مخاوفها، الحجم الكبير لاستثمارات ترون في ورلد ليبرتي، وما إذا كان ترامب يمكن أن يستفيد مالياً منها ومزاعم استخدام جماعات لترون.

كما سلطت الضوء على تحقيق أجرته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مع صن مؤسس ترون. واتهمته الهيئة في عام 2023 بالاحتيال وبتضخيم حجم التداول بشكل مصطنع وإخفاء مدفوعات لمشاهير للترويج لشركاته. وقال صن، وهو مواطن من غرينادا ويقيم في سويسرا، إن اتهامات الهيئة "لا أساس لها". ولا تزال القضية مستمرة.

وتساءلت كاثلين عما إذا كانت العلاقة الوثيقة بين ورلد ليبرتي وصن ستشكل تضارباً في المصالح بالنسبة لترامب بمجرد تولي إدارته الهيئة في يناير/ كانون الثاني. ولم يرد المتحدثون باسم ترامب وفريقه الانتقالي بشكل مباشر على أسئلة عن علاقات الرئيس المنتخب المالية مع شركة ورلد ليبرتي والاستثمار في ترون والصراعات المحتملة. وقالت المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي كارولين ليفات: "لم يدخل الرئيس ترامب في السياسة من أجل التربح... إنه يقاتل لأنه يحب شعب هذا البلد ويريد أن يجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". 

ستيف ويتكوف المستشار.. مبعوث خاص ولوائح قليلة

لم يحدد القانون المسمى الوظيفي لويتكوف في منصب المبعوث الخاص الجديد، وقد لا يتطلب تأكيداً من مجلس الشيوخ الأميركي. وقال سكوت غريتاك، المحامي في مكتب منظمة الشفافية الدولية في واشنطن، إن الإدارة القادمة قد تسميه "موظفاً حكومياً خاصاً"، وهو تصنيف مخصص للأدوار المؤقتة. وأضاف غريتاك أنه في هذه الحالة "على عكس موظفي الحكومة العاديين، يمكنه الاستمرار في تلقي الدخل الخارجي دون قيود... ومع ذلك، يجب عليه تقديم إفصاح مالي، ولا يمكنه اتخاذ أي إجراءات رسمية من شأنها أن تعود بالنفع عليه مالياً".

وقالت ميريديث ماكجي، وهي خبيرة أخلاقيات مستقلة ومديرة سابقة لقسم السياسة في منظمة "كامبين ليغل سنتر" غير الربحية، إن ستيف ويتكوف ينبغي أيضاً أن يوقع اتفاقاً مع وزارة الخارجية مفاده أنه لن يتحدث مع مسؤولين في حكومات أجنبية بشأن العملات المشفرة في أثناء أداء مهام رسمية. وخلصت رويترز من خلال مراجعة بشأن المبعوثين إلى أن المبعوثين الخاصين خلال عهد بايدن وفي عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما والولاية الأولى لترامب كانوا عادة من خارج قطاع الأعمال. ولم يؤسس أي منهم شركة كبرى مرتبطة بمرشح رئاسي قبل أسابيع من الانتخابات.

ومع ذلك، كان لدى بعض هؤلاء المبعوثين استثمارات واسعة النطاق في القطاع الخاص. وتخلص المليونير جون كيري من أصول حددها مسؤولو الأخلاقيات الحكوميون على أنها قد تتعارض مع دوره كمبعوث خاص للمناخ لبايدن، وفقاً لشهادة تخارج صادرة عام 2021 عن مكتب الأخلاقيات الحكومي بالولايات المتحدة. وعيّن ترامب شريكاً تجارياً مقرباً من قبل. ففي عام 2016، اختار كبير المسؤولين القانونيين في مؤسسة ترامب، جيسون غرينبلات، ممثلاً خاصاً في المفاوضات الدولية ليضطلع بدور رئيسي في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. وقال غرينبلات لرويترز إنه ترك شركة ترامب قبل توليه المنصب في البيت الأبيض. ولم يتذكر ما إذا كان قد باع استثماراته قبل العمل كمبعوث خاص، لكنه قال إنه بالضرورة اتبع اللوائح المعمول بها.

(رويترز)

المساهمون