قفزت أسعار القمح والذرة عالمياً، أمس الأربعاء، بعدما ألحقت مسيّرات روسية أضراراً بالبنى التحتية لميناء أوكراني مطل على نهر الدانوب وسط استهداف منشآت حيوية بالنسبة لشحنات الحبوب من أوكرانيا، بعد انهيار اتفاق التصدير الشهر الماضي.
وصعدت عقود القمح الآجلة في شيكاغو بنسبة 4.9% إلى 6.84 دولارات للبوشل (وحدة قياس للقمح تعادل 27 كيلوغراماً)، كما ارتفعت أسعار الذرة 3.2%. وقالت أوكرانيا إن هجوماً بطائرة مسيرة روسية ألحق أضراراً بمنشأة تابعة لميناء في منطقة أوديسا، ليضاف ذلك إلى سلسلة الهجمات التي تستهدف شل الصادرات من البحر الأسود ونهر الدانوب. وأحدث الهجوم أضراراً أو دماراً في مصعد مستخدم للحبوب وصوامع حبوب ومستودعات، وفق كييف.
كما ذكرت وسائل إعلام رومانية أن الهجوم وقع في إزمائيل، أحد أكبر الموانئ النهرية للحبوب في أوكرانيا ويقع على نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا. ومع إغلاق البحر الأسود فعليا، بات ميناء إزمائيل الآن طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر رومانيا المجاورة.
وسبق أن هاجمت روسيا موانئ في منطقة أوديسا وعلى نهر الدانوب في محاولة لتعطيل صادرات أوكرانيا. إذ هاجمت، الأسبوع الماضي، ميناء ريني على نهر الدانوب، وقفزت أسعار القمح لتصل إلى الحد الأقصى المسموح به في ذلك اليوم.
وتواصل أوكرانيا استكشاف طرق بديلة لتصدير الحبوب بعد انسحاب موسكو من اتفاقية تسمح بشحن الحبوب عبر البحر الأسود في 17 يوليو/ تموز الماضي. وتخطط رومانيا لتمديد أحد الطرق الرئيسية لعبور الحبوب من أوكرانيا، بينما درست كييف أيضاً استخدام الموانئ الكرواتية لمرور الشحنات.
وبعدما كانا غير معروفين في السابق، بات ميناءا "إزمائيل" و"ريني" أساسيين بالنسبة لشحنات الأغذية العالمية فيما يواجهان صعوبات في التعامل مع كميات الحبوب الكبيرة، ما يتسبب باختناقات واسعة، بينما تعرّضا أيضا لضربات روسية.
وسمح اتفاق تصدير الحبوب بمغادرة نحو 33 مليون طن من الموانئ الأوكرانية، ما خفف من حدة المخاوف حيال نقص المواد الغذائية في الدول الأكثر عرضة للخطر. في المقابل، اعتبر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس، في تصريحات للصحافيين، أن موسكو مستعدة للعودة على الفور للعمل بموجب اتفاق الحبوب.
جاءت تصريحات بيسكوف عقب يوم من تصريح السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بوجود "مؤشرات" تدل على أن روسيا لا تزال تولي اهتماماً للعودة إلى المناقشات حول الاتفاق. ووفق المتحدث الروسي، فإن موسكو انسحبت من الاتفاق بعدما اشتكت من تقاعس المجتمع الدولي عن أن يكفل لروسيا حرية تصدير حبوبها وأسمدتها أيضا في إطار هذا الاتفاق.
وأضاف "فرض الغرب عقوبات على روسيا دون الأخذ في الاعتبار احتياجات المجتمع الدولي من المواد الغذائية، والأمانة العامة للأمم المتحدة على دراية بذلك". ولا تطبق العقوبات الغربية على صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، لكن موسكو تقول إن القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجيستية والتأمين تشكل عائقا أمام عمليات الشحن.