ارتفاع أسعار الحمير في غزة... البديل الأهم للتنقل

01 نوفمبر 2024
وسيلة التنقل الأولى في جباليا، 2 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي للسيارات وقطع الوقود، عاد الفلسطينيون في غزة لاستخدام وسائل النقل البدائية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحمير ونفوق العديد منها بسبب ضغط العمل ونقص الموارد.
- سالم أبو ريالة اضطر لتغيير نشاطه إلى نقل الركاب بسبب نقص سيارات الأجرة، لكنه واجه صعوبات بسبب الأعطال ونفوق حماره، بينما لجأ حامد أبو مصطفى إلى جر العربة يدوياً بعد نفوق حصانه.
- الغلاء وشح الدواب أوقف العديد من العربات عن العمل، مما دفع بعض الملاك لتأجيرها كمقطورات، في ظل الغلاء الشديد ونقص البضائع.

عجز الفلسطيني، سالم أبو ريالة، عن شراء بديل لحماره الذي يعتمد عليه في جر عربة الكارو لنقل الركاب بسبب الشح والحاجة المتزايدة لها، بعد أنّ أصبحت في السنوات الماضية قليلة الظهور والحضور في قطاع غزة. لكن الحمير عادت إلى العمل في غزة مع تدمير الاحتلال الإسرائيلي نحو 90% من السيارات وقطع الوقود بشكل شبه كامل عن القطاع ما أجبر الفلسطينيين على العودة لاستخدام وسائل النقل البدائية والبديلة.

وأدت الندرة والحاجة إلى ارتفاع أسعار الحمير التي باتت ما بين أربعة إلى خمسة آلاف دولار للحمار الواحد، فيما كانت الأسعار تتراوح قبل الحرب بحدود ألف دولار فقط. وإلى جانب إغلاق المعابر التجارية ومنع توريد أي بضائع أو مساعدات إنسانية أو صحية، فقد تسبب الاعتماد شبه الكامل على العربات التي تجرها الدواب في نقل المواطنين والبضائع والمياه المخصصة للشرب والاستخدام اليومي في نفوق أعداد منها بسبب ضغط العمل المتواصل عليها وتقليص فترات الراحة بالتزامن مع النقص الشديد في الأعلاف والأدوية المخصصة للعلاجات البيطرية.

يوضح سالم أبو ريالة أنه نزح مع عائلته من مدينة غزة على عربة الكارو الخاصة بعمله في نقل الخضروات إلى السوق، إلا أن النقص الكبير في سيارات الأجرة بفعل منع توريد مشتقات البترول، إلى جانب فقدانه لمصدر دخله الوحيد دفعه إلى تغيير مهمة عربته وتخصيصها لنقل الركاب من سوق دير البلح وسط القطاع نحو المناطق الغربية للمدينة وبالعكس.

يشير أبو ريالة لـ "العربي الجديد" إلى أن الثقل على العربة التي تجرها الحمير تسبب في العديد من الأعطال التي كان يصلحها بمبالغ كبيرة حفاظاً على مصدر دخله الوحيد، إلى أن تسبب الإرهاق المتواصل بنفوق حماره دون القدرة على علاجه، كما لم يتمكن من شراء آخر بسبب قلة العرض وزيادة الطلب الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. واضطر الفلسطيني حامد أبو مصطفى لجر العربة يدوياً برفقة اثنين من إخوته لنقل براميل المياه من منطقة التحلية وبيعها في مخيمات النزوح القريبة، بعد فشله في شراء بديل عن الحصان الذي نفق جراء إصابته بجرح غائر دون القدرة على علاجه والارتفاع الجنوني في أسعار الأحصنة والحمير.

الحمير بأسعار خيالية

يبين أبو مصطفى لـ"العربي الجديد" أن العمل وفق الطريقة الحالية مرهق للغاية، بسبب الثقل الشديد المتزامن مع تكسير الشوارع وسيول المياه العادمة الناتجة عن طفح شبكات الصرف، إلا أنه الوسيلة الوحيدة لتوفير مصدر دخل لعائلته النازحة، والتي تعيش ظروفاً معيشية صعبة، وسط تردي أوضاعها الاقتصادية.

يوضح كذلك أنه حاول مراراً البحث عن حمار أو حصان لمساعدته في كسب الوقت وإنجاز العمل بطريقة أكثر سهولة وراحة، إلا أنه صادف أسعارا خيالية تقارب أسعار السيارات في الوقت الذي لم يتمكن فيه من الاستدانة بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تخيم على جميع المحيطين به.

وتسبب الغلاء وشح الدواب التي يمنع الاحتلال إدخالها كذلك في توقف العديد من العربات عن العمل، فيما اضطر بعض أصحاب تلك العربات إلى تأجيرها لجرها مقطورة خلف سيارات الأجرة كما حدث مع الفلسطيني شاكر النعيزي الذي قام بتأجير عربته في محاولة لتوفير قوت أسرته.

يشير النعيزي في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنه يحصل على ايجار متواضع لا يمكنه من توفير متطلبات عائلته، خاصة في ظل حالة الغلاء الشديد التي طاولت مختلف البضائع الأساسية، مبينا أنه فقد الأمل في الحصول على حمار بسعر مناسب يمكنه من معاودة العمل بشكل طبيعي في نقل البضائع والخضروات إلى السوق والمواطنين.

ويستخدم الفلسطينيون العربات التي تجرها الدواب بشكل أساسي في نقل البضائع وإيصال الركاب والنازحين من منطقة إلى أخرى بسبب تدمير أو توقف نسبة كبيرة من وسائل النقل الصغيرة والكبيرة عن العمل بفعل منع دخول الوقود والارتفاع الشديد في أسعار المتوفر منه على الرغم من خلطه بزيت القلي في الكثير من الأحيان، الأمر الذي أنهك تلك الحيوانات وتسبب بنفوقها أو مرضها وتوقفها عن العمل.

وتسبب الإغلاق التام في المعابر بنقص في مختلف البضائع منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، ما أدى إلى تضاعف أسعارها إلى أكثر من 20 ضعفا، في الوقت الذي يعاني فيه ما يزيد عن مليوني فلسطيني من الأوضاع المعيشية الكارثية جراء النزوح القسري من بيوتهم ومناطقهم السكنية، وسط استمرار الاعتداءات على الأحياء السكنية في غزة.