ارتفاع إنتاج تركيا من القمح لمواجهة نقص الإمدادات من روسيا وأوكرانيا

يقدر العامل في القطاع الزراعي، جيزمي أوراك، زيادة محصول القمح في تركيا هذا العام، بأكثر من 30% عن العام الماضي، معتبراً خلال تصريح لـ"العربي الجديد" أن لزيادة هطول الأمطار والثلوج وامتلاء السدود، الدور الأهم في زيادة الإنتاج.
ويشير أورال لـ"العربي الجديد" إلى أن الدعم الحكومي، بأسعار البذور والأسمدة، زاد من المساحات المزروعة لهذا الموسم، كما جاءت القروض من دون فوائد، الشهر الماضي، كعوامل إضافية على الآمال بموسم وفير هذا العام.
من جهته، توقع رئيس جمعية مصدري الحبوب في وسط الأناضول، نهاد أويصالي زيادة إنتاج الحبوب هذا العام، خاصة القمح والشعير "أنها تلبي احتياجات تركيا بشكل مريح".

وأضاف في تصريحات إعلامية خلال تقييم التطورات الأخيرة في أسواق الحبوب والبقول أمس، أننا "نتوقع محصولًا مرتفعًا للغاية"، مقدراً زيادة الإنتاج بين 3.5 و4 ملايين طن من القمح، ليصل إنتاج بلاده إلى نحو 20 مليون طن.
وفي حين لا ينكر رئيس جمعية مصدري القمح التركي، آثار الحرب الروسية الأوكرانية، يشير إلى أن مخزون بلاده يكفي لتجنب أي مشاكل، إذ لم يتبق سوى 50 يومًا على افتتاح موسم الحبوب، قائلا: "لا نعتقد أنه ستكون هناك أي مشاكل على المدى القصير والمتوسط.".

وأشار إلى أن مجلس الحبوب التركي (TMO) يوفر دقيقًا بأسعار معقولة للصناعيين، وأن الزيادة على السعر لا تزال أقل بكثير من أسعار السوق العالمية، مؤكدا أن " الأسعار لن ترتفع خلال شهر رمضان".
وتنتج تركيا، بحسب مدير الدراسات الاستراتيجية بإسطنبول، محمد كامل ديميريل، أكثر من حاجتها للاستهلاك المحلي، لكن بلاده تستورد القمح، من روسيا خاصة، لأنها تعيد التصنيع وتصدرها، حيث إن صادرات تركيا من الدقيق تصل إلى نحو 150 دولة حول العالم.

أسواق

التحديثات الحية

معدل التضخم في تركيا يتجاوز 60% في مارس

ويضيف ديميريل خلال تصريح سابق لـ"العربي الجديد" أن بلاده، وبعد الحرب خاصة، اعتمدت خطة على مستويين، الأول دعم الإنتاج الزراعي والفلاحين، عبر قروض من دون فوائد، وتأمين المواد اللازمة للزراعة (بذور وأسمدة) بأسعار مدعومة، ليأتي المستوى الثاني من خلال استيراد القمح من كندا "وربما غيرها"، والأهم برأيه، تفعيل الاستثمارات الزراعية التركية في السودان، فبلاده "تستثمر أراضي خصبة يمكن لإنتاجها أن يسد النقص، في حال وجد".
ويذكر أن رئيس مجلس إدارة مجلس الحبوب التركي أوزكان طاش بينار، قد أكد سابقاً، أن وقف تصدير روسيا القمح لن يكون له الأثر الكبير على بلاده، مضيفاً  أن "تركيا دولة تتمتع باكتفاء ذاتي من القمح، فالمعدل الوسطي لحاجة السوق المحلية من القمح يبلغ 20 مليون طن، وهذه الكمية يتم إنتاجها محليا".
ويضيف طاش بينار، خلال تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، أن تركيا استوردت خلال العام الماضي 9 ملايين طن من القمح، لافتا إلى أن 65% من الكمية تم شراؤها من روسيا، و15% من أوكرانيا، لكن الحرب "لا تتسبب في أي مشاكل في توريد القمح للسوق المحلية في تركيا".