ارتفاع الأسعار في الساحل يُزعج الأسر الجزائرية

19 اغسطس 2023
تزايد الإقبال على الشواطىء (Getty)
+ الخط -

غير بعيد عن محطة القطار بمدينة جيجل الساحلية (شرق الجزائر)، يعترض سائقو سيارات الأجرة الطريق لعرض خدماتهم على المسافرين الذين لم يجدوا سبيلا آخر إلا سيارات الأجرة للوصول إلى الشواطئ والمنتجعات السياحية، وتنطلق مفاوضات ومساومات طويلة، مع أصحاب السيارات حول سعر الرحلة، الذي يرتفع في أيام عطلة الصيف بحوالى الثلث.

مشاهد لم تكن جيجل وحدها مسرحا لها، بل جل المدن الساحلية الجزائرية كبجاية وسكيكدة بالإضافة إلى القالة شرقا، وعين تيموشنت ومستغانم غربا، تعيش نفس المظاهر مع ارتفاع الإقبال عليها في هذه الأيام، وقد زاد مع هذا الإقبال الطلب على الفنادق والإقامات الشاطئية من قبل الأسر الجزائرية القادمة من الجزائر العميقة.

يلاحظ عبد الرحيم عيسات القادم من مدينة باتنة (منطقة الأوراس الجبلية) إلى مدينة جيجل رفقة زوجته وأبنائه الأربعة للعام الرابع على التوالي، أن الأسعار مرتفعة مقارنة مع السنوات الماضية. ولم يفهم عبد الرحيم في حديث مع "العربي الجديد" سبب ارتفاع الأسعار بالرغم من أن المركب السياحي الذي اعتاد المكوث فيه لم يغير شيئاً في الغرف والخدمات.

يقول صالح تادميت مواطن التقت به "العربي الجديد" في إحدى مركبات مدينة بومرادس السياحية (80 كلم شرق العاصمة الجزائرية) أن "سعر الإيجار ارتفع بألفي دينار (18 دولاراً) لليلة الواحدة مقارنة مع السنة الماضية حين كان سعر الليلة 5 ألاف (37 دولاراً) مع العلم أن الإيجار لا يشمل الأكل والشرب " كما يلاحظ صالح أن "أسعار الوجبات قد ارتفع سعرها أيضا مقارنة بالسنة الماضية ومقارنة أيضا مع باقي أيام السنة" ويضيف نفس المتحدث أنه "حتى قارورة المياه المعدنية ارتفع سعرها بـ 10 دنانير بالرغم من أن هذا السعر مقنن من طرف وزارة التجارة".

وحسب الياس سنوسي، القيادي في النقابة الجزائرية للوكالات السياحية فإن "توجه الجزائريين إلى تونس بالدرجة الأولى وتركيا لقضاء العطل الصيفية بالرغم من توفر البلاد على شريط ساحلي مبهر، يعتبر أمرا منطقيا حيث إن قضاء عطلة لأسبوعين في مدينة بجاية مثلا، يكلف عائلة من 4 إلى 5 أشخاص حوالي 2500 دولار إلى 3 آلاف دولار وهذا دون احتساب مصاريف جانبية كاللباس والوقود والتنقل، وبنصف المبلغ يمكنك قضاء نفس الفترة في فنادق 4 نجوم في تونس".

وأضاف نفس المتحدث أن "المشكل المطروح في الجزائر هو ثنائية ارتفاع الأسعار ورداءة الخدمات، حيث إن كل شيء يرتفع سعره في فصل الصيف في المدن الساحلية من أكل ونقل وإيجار في الفنادق والشقق".

المساهمون