تحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار والعملات الأجنبية، بأكثر من 17% خلال شهر، لتسجل العملة المحلية، اليوم الاثنين، 3300 ليرة مقابل الدولار ارتفاعاً من 4 آلاف ليرة خلال شهر مارس/آذار الماضي.
وانعكس تحسن سعر العملة السورية على الذهب، إذ تراجع سعر غرام المعدن الأصفر اليوم بنحو 7 آلاف ليرة عن سعر إغلاق نهاية الأسبوع الماضي، ليسجل 155 ألف ليرة ويهبط سعر الأونصة الذهبية السورية إلى 5.688 ملايين ليرة، وهو الأدنى منذ بداية العام 2021.
ويرى أستاذ المالية فراس شعبو أن هذا التذبذب سببه العرض والطلب، "فهذه الفترة، قبل شهر رمضان، زادت تحويلات السوريين من الخارج لذويهم بالداخل، بعدما أكل التضخم أجورهم ولم تعد تكفي لبضعة أيام، إذ إن متوسط الأجور لا يزيد عن 60 ألف ليرة، والمصاريف الشهرية للأسرة نافت على مليون ليرة".
وبالمقابل، يضيف شعبو لـ"العربي الجديد" أن حكومة بشار الأسد ضغطت مصاريفها إلى أقصى حد، "ففضلاً عن سحب الدعم عن السلع والمنتجات، أوقفت الدوام بمعظم الدوائر الحكومية ووضعت ضوابط على المستوردات، بعد أن منعت كل ما اعتبرته كماليات".
ويستدرك الأكاديمي السوري بأن تحسن سعر صرف الليرة لم ينعكس على الأسعار بالأسواق، ما يدلل على أنه جاء نتيجة حلول قمعية وفورية ومصطنعة نتيجة التحويلات، ما يعني أنه ، بعد أن ترتاح الأسواق وتتوقف "الأيدي الخفية"، ستعاود الليرة الهبوط، لأنها فاقدة لكل حوامل قوتها، من تجارة خارجية وإنتاج واحتياطي أجنبي.
وترى مصادر من العاصمة السورية دمشق، طلبت عدم ذكر اسمها، أن من الأسباب المهمة لتحسن سعر الليرة السورية، تدخل المصرف المركزي "منذ خمسة أيام وبدء بيع دولار للتجار بسعر 3300 ليرة، كما أن النظام أوعز لبعض شركات الصرافة التابعة له، (الفاضل والمتحدة)، ببيع التجار والصناعيين 3 شرائح سعرية للدولار، بحيث تمتد الشريحة الأولى من 1 إلى 10 رمضان وبسعر 3,250 ليرة سورية لمبيع الدولار، والشريحة الثانية تمتد من 10 إلى 20 رمضان بسعر 3,100 ليرة للدولار، والشريحة الثالثة من 20 إلى 30 رمضان بسعر 2,900 ليرة للدولار".
وهذا ما أشارت إليه "غرفة تجارة دمشق" عبر صفحتها على "فيسبوك"، بعد أن كشف عضو الغرفة محمد الحلاق الأسبوع الماضي عن عودة دعم بعض الصادرات الضرورية.
لكن قرار بيع الدولار للتجار والصناعيين مشروط بأن يقوم التاجر أو الصناعي بالتثبيت وتسديد كامل المبلغ (كاش) بالليرات السورية للشرائح الثلاث، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 رمضان إلى 5 رمضان، وهو ما اعتبرته المصادر "حيلة النظام" لسحب فائض السيولة من العملة السورية، الذي جاء تالياً لمنع سحب أكثر من مليوني ليرة يومياً من المصارف، لأن قرار بيع شركات الصرافة الدولار، ينص على تسليم الدولار بعد 10 أيام من استلام قيمته بالعملة السورية.
وتؤكد المصادر من دمشق أن تحسن سعر صرف الليرة لم ينعكس على الأسعار وتحسين معيشة السوريين، "بل إن بعض الأسعار ارتفعت" خاصة مستلزمات شهر رمضان، من لحوم وأرز وعدس وتمور، ما يعني، وفق المصادر، أن المواطن السوري خسر من قيمة تحويل ذويه من الخارج وزادت عليه الأسعار بالداخل.
وخسرت العملة السورية نحو 500 ليرة مقابل الدولار الواحد خلال العام الجاري، بعد أن تراجع سعرها أمام الدولار من 2800 ليرة مطلع كانون الثاني/يناير الماضي إلى 3300 ليرة اليوم، بعدما فقدت 211% من قيمتها عام 2020، وقت هوت من 900 ليرة مقابل الدولار مطلع العام وسجلت 2800 ليرة آخر يوم بالعام الماضي.
وكانت العملة السورية، التي بلغ سعر صرفها 50 ليرة مقابل الدولار مطلع الثورة عام 2011، قد تراجعت خلال الربع الأول من عام 2020 من 900 ليرة مقابل الدولار إلى 1230 ليرة للدولار في الربع الثاني، واستمرت بالتراجع لتسجل أدنى سعر في نوفمبر/تشرين الثاني عند 3000 أمام الدولار، قبل أن تتحسن قليلا لتنهي عام 2020 عند 2800 ليرة مقابل الدولار الواحد.