ارتفاع حاد في واردات فرنسا من الغاز الطبيعي المسال الروسي

06 اغسطس 2024
الشركات الفرنسية استوردت 4.4 مليارات متر مكعب من روسيا، فرنسا 10 مارس 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى فرنسا لأكثر من الضعف في النصف الأول من 2024، رغم محاولات أوروبا تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
- خلص تحليل "معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي" إلى أن الاتحاد الأوروبي استورد 7% أكثر من الغاز الطبيعي المسال الروسي مقارنة بالعام الماضي، مما يعرقل التحول إلى الطاقة المستدامة.
- تواجه أوروبا تحديات في حظر واردات الغاز الروسي بالكامل بسبب ارتفاع فواتير الطاقة والتدفئة، مع استمرار فرنسا وإسبانيا في استيراد كميات كبيرة.

ارتفعت واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى فرنسا بشكل حاد لأكثر من الضعف في النصف الأول من العام الحالي 2024. جاء ذلك في تحليلات جديدة لبيانات صادرة عن مؤسسات اقتصادية رائدة بالتزامن مع محاولة أوروبا التراجع عن مشتريات الطاقة التي تساعد في تمويل غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا.

فرضت أوروبا قيوداً على واردات النفط الروسية، مع استثناء الغاز الطبيعي من ذلك. وبينما تستورد الشركات الفرنسية معظم شحنات الغاز الروسي، خلص أحد التحليلات إلى أن دول الاتحاد الأوروبي استوردت إجمالاً 7% أكثر من الغاز الطبيعي المسال الروسي -وهو الذي خضع لعملية تبريد وتسييل من أجل تسهيل نقله بحرياً- في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

في السياق، قال أوليه سافيتسكي، الخبير البيئي ومؤسس منظمة "رازوم وي ستاند" غير الربحية -التي تسعى لفرض عقوبات أكثر صرامة على الوقود الأحفوري الروسي- إن "هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل بالتخلص التدريجي من جميع الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027 بات بعيد المنال بشكل يثير الفزع".

وأضاف أن "الدول التي تشتري الغاز الطبيعي المسال الروسي تفسد عملية التحول إلى الطاقة المستدامة في القارة، وتساهم بمليارات الدولارات في المجهود الحربي الروسي". وقالت حكومات أوروبية إن حظر واردات الغاز الروسي بالكامل من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع فواتير الطاقة والتدفئة بشكل كبير، ويشكل معاناة للصناعات المرتبطة بالغاز.

صدر التحليل الجديد عن "معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تهدف إلى تسريع وتيرة انتقال العالم إلى طاقة أكثر استدامة. وحلل المعهد بيانات صادرة عن شركة كيبلر التي تتتبع عمليات الشحن، وشركة آي سي آي إس المزودة لبيانات السلع الأساسية، وكلتاهما قدمت تحليلها الخاص. 

وقال المعهد إن الشركات الفرنسية استوردت ما يقرب من 4.4 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الروسي في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بأكثر من مليارَي متر مكعب استوردتها في الفترة نفسها من العام الماضي. وأضاف أن أكبر المستوردين بعد فرنسا، إسبانيا وبلجيكا. وقالت شركة توتال إنرجيز، عملاق الطاقة الفرنسي الذي استحوذ على أكبر حصة من الواردات في قائمة الشحنات الروسية بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران الماضيين -التي اطلعت عليها وكالة أسوشييتد برس- إنها ملزمة بعقود وقعت قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

وأفادت وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية للوكالة ذاتها بأن هجمات الحوثيين على السفن التي تمر عبر قناة السويس " أجبرتها على إعادة تشكيل واردات الغاز الطبيعي المسال". وأضافت: "لم يعد الغاز القادم من الشرق الأوسط قادراً على الوصول بسهولة إلى أوروبا، فيما لم يتأثر طريق روسيا القادم من القطب الشمالي". وأشارت الوزارة إلى أن باريس واحدة من نقاط الدخول الرئيسية التي يمر عبرها الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. وتمتلك فرنسا وإسبانيا أكبر عدد من محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، ولدى كل منهما 7 محطات. 

(أسوشييتد برس)

المساهمون