ارتفعت أسعار استئجار ناقلات النفط، في ظل العقوبات الغربية الواسعة على روسيا، إذ يعزف الكثير من التجار عن الأسطول الروسي الضخم ما يجعل السوق في مواجهة عدد أقل من الناقلات بينما يتزايد الطلب العالمي على الخام.
وفي هذا الإطار، قال محلل قطاع الشحن في شركة فرنلي سيكيورتيز للوساطة ومقرها أوسلو، بيدر نيكولاي غارلسبي، إن شركة "سوفكومفلوت"، وهي شركة تسيطر عليها الدولة الروسية ولديها أكبر أسطول من فئة "أفراماكس" في العالم، قد تم تجنبها من قبل تجار النفط العالميين، والنتيجة هي عدد أقل من ناقلات النفط المتاحة لنقل النفط الخام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الناقلات.
وعلى الرغم من أنّ "أفراماكس" واحدة من أصغر ناقلات النفط، فإنّ عزوف التجار عنها، تسبب في الإقبال على الناقلات الضخمة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار استئجار الناقلات وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن غارلسبي. وقد يكون هناك المزيد من محفزات صعود أسعار ناقلات النفط، إذ يتوقع أن تفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا.
فرض حظر محتمل على النفط والغاز الروسي الذي يشكل 45% من الاحتياجات الأوروبية، هو موضوع مناقشات مريرة بين الدول الأعضاء
وفرض حظر محتمل على النفط الروسي الذي يمثل 25% من إجمالي واردات النفط الأوروبية والغاز الروسي الذي يشكل 45% من الاحتياجات الأوروبية، هو موضوع مناقشات مريرة بين الدول الأعضاء، وقد أعربت برلين علناً عن تردّدها، بينما من المقرر أن يناقش هذا الموضوع، اليوم الاثنين، في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين.
وقال المحلل في "فرنلي سيكيورتيز" إنّه "إذا قامت أوروبا بتصعيد عقوباتها إلى حظر رسمي على النفط الروسي، فمن المحتمل أن تبحر المزيد من الصادرات الروسية إلى آسيا، مما سيزيد من شح السفن" لافتاً إلى أنّه مع استمرار الحرب في أوكرانيا ، يمكن للعقوبات الغربية أن تجعل توافر الناقلات يتراجع أكثر، مما سيزيد من الضغوط التضخمية.
وحتى الآن، نجا قطاع الطاقة المحوري في روسيا إلى حد كبير من العقوبات، إذ لا تزال صادرات النفط والغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي من دون تغيير بدرجة عالية، منذ أعلنت دول البلطيق فقط (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) حظراً بنسبة 100% على واردات الطاقة الروسية، وفق موقع أويل برايس الأميركي المتخصص في قطاع الطاقة.
وقد لا يكون فرض حظر على النفط والغاز الروسي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضاراً بروسيا كما يأمل الغرب، إذ ثبت أنّ الكميات الكبيرة من خام الأورال الروسي بأسعار مخفضة للغاية أمر لا يقاوم بالنسبة لبعض الزبائن.
لم تكن الهند من قبل مشترياً كبيراً للخام الروسي على الرغم من حاجتها لاستيراد 80% من احتياجاتها
ولم تكن الهند من قبل مشترياً كبيراً للخام الروسي على الرغم من حاجتها لاستيراد 80% من احتياجاتها. ففي السابق كانت تستورد ما بين 2% و5% فقط من نفطها الخام من روسيا، إذ استوردت الهند 12 مليون برميل فقط من النفط الروسي خلال العام الماضي 2021، بينما جاءت معظم وارداتها من العراق والسعودية والإمارات ونيجيريا.
لكنّ تقارير حول تتبع شحنات النفط تظهر "زيادة كبيرة" في الإمدادات الروسية للهند أخيراً.
وقال مات سميث، محلل النفط في شركة كبلر في تصريحات لشبكة سي إن بي سي، إنّه منذ بداية مارس/آذار الماضي، تم تحميل خمس شحنات من النفط الروسي، أو حوالي 6 ملايين برميل متجهة إلى الهند، أي أنّ الهند استوردت من روسيا في شهر واحد، نصف ما استوردته العام الماضي بأكمله.