استئناف الرحلات الجوية التجارية المنتظمة بين سورية والسعودية لأول مرة منذ 2012

10 يوليو 2024
الخطوط السورية ستزيد رحلاتها إلى وجهات أخرى في السعودية / دمشق 1 أكتوبر 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **عودة الطيران بين دمشق والرياض**: استؤنفت الرحلات الجوية بين دمشق والسعودية، مع وصول أول رحلة للخطوط الجوية السورية إلى مطار الملك خالد في الرياض، بحضور السفير السوري أيمن سوسان. ستتم الرحلات بواقع رحلتين أسبوعياً بدءاً من 10 يوليو.

- **تحديات قطاع الطيران والسياحة في سوريا**: يواجه القطاع تحديات كبيرة مثل البنية التحتية الهشة، انقطاع الكهرباء، ونقص الطائرات الصالحة، مما دفع المؤسسة السورية للطيران للاندماج مع شركة خاصة. كما يتعطل مطار دمشق بشكل متكرر بسبب الضربات الإسرائيلية.

- **جهود لتعزيز التعاون العربي في الطيران**: انتُخب النظام السوري عضواً في لجنة السلامة الجوية التابعة لمنظمة الطيران المدني العربية، مما يعزز التعاون مع الدول العربية. تم الإعلان عن خطط لتسيير رحلات مع دول عربية أخرى مثل البحرين والعراق والإمارات ولبنان ومصر والأردن والسودان.

وصلت إلى مطار الملك خالد في الرياض صباح اليوم الأربعاء الرحلة الأولى للخطوط الجوية السورية، إيذاناً بعودة الطيران المنتظم من مطار دمشق إلى السعودية. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أنه بهذه المناسبة أقامت شركة مطارات الرياض احتفالاً في مطار الملك خالد بحضور أيمن سوسان سفير النظام لدى السعودية.

وقال سوسان في كلمة له إن هذا "الحدث يمثل خبراً ساراً للسوريين والسعوديين على حد سواء، لأنه يسهل التواصل بين البلدين ويجنب المواطنين معاناة السفر غير المباشر". واعتبر سوسان أن عودة الطيران المنتظم بين الجانبين تمثل "خطوة إضافية في مسيرة التطور المطرد الذي تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين".

وقالت شركة مطارات الرياض التي تتولى إدارة مطار الملك خالد الدولي في الرياض إنه "إسهاماً في تعزيز المستهدفات الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطيران، استأنف مطار الملك خالد الدولي المسار الذي يربط العاصمة الرياض بالعاصمة السورية دمشق بالتعاون مع الخطوط الجوية السورية، وذلك بواقع رحلتين أسبوعياً اعتباراً من اليوم 10 يوليو الجاري".

من جانبه، ذكر الصحافي الاقتصادي محمد عيد أن سلطات النظام السوري تراهن كثيرا على تدفق السياح العرب إلى سورية مجددا، كمدخل بديل عن العراقيل القائمة في وجه التطبيع السياسي الرسمي مع الدول العربية. وأضاف عيد في حديث إلى "العربي الجديد" أن ثمة عوائق عدة أيضا تحول دون انفتاح واسع في هذا القطاع، تتعلق بالبنى التحتية الهشة في سورية في كل المجالات بما في ذلك القطاع السياحي، وخاصة مسألة انقطاع الكهرباء معظم الوقت، وعدم التعافي الأمني بعيدا عن مناطق محددة في العاصمة دمشق، فضلا عن عدم وجود عدد كاف من الفنادق من فئات النجوم العالية، ومشكلات تتعلق بتحويل العملة وانقطاع المؤسسات المصرفية في سورية عن النظام المالي العالمي.

وأضاف عيد أن هناك عائقاً آخر وهو التعطل المستمر لمطار دمشق نتيجة الضربات الإسرائيلية، وشبه الانهيار الحاصل في المؤسسة السورية للطيران، والتي لم يكن بحوزتها في الآونة الأخيرة أيّ طائرة صالحة، قبل اندماجها في شركة خاصة ستتولى هي تأمين الطائرات، مقابل تولي شركة الطيران السورية الرسمية صيانة المطار والخدمات اللوجستية فيه.

وكان النظام السوري قد انتُخب قبل أيام عضواً في لجنة السلامة الجوية (سلامة الطيران)، وذلك في ختام اجتماعات منظمة الطيران المدني العربية في العاصمة المغربية الرباط. وذكرت وزارة النقل السورية في 6 الشهر الجاري عبر صفحتها في "فيسبوك"، أن لجنة السلامة الجوية تُعتبر من أهم لجان منظمة الطيران المدني العربية. وجاءت هذه الخطوة عقب استعادة النظام السوري مقعده في اجتماعات الدورة الـ28 للجمعية العمومية للمنظمة العربية للطيران المدني بعد 12 عامًا من تعليق مشاركته.

وأكد مدير عام الطيران المدني السوري، باسم منصور، أهمية المشاركة بعد سنوات طويلة من الانقطاع نتيجة "الأزمة والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية، وفق قوله. وأضاف أن عودة سورية سوف تسهم في دفع الدول العربية لتنشيط الرحلات باتجاه دمشق، وتشجع الكثير من شركات الطيران على عبور الأجواء السورية. ولفت منصور إلى أنه ستكون هناك رحلات مع العديد من الدول العربية، إضافة إلى السعودية مثل البحرين والعراق والإمارات ولبنان ومصر والأردن والسودان. وأوضح أنه تم تسيير رحلات الطيران المدني بين دمشق والعاصمة اليونانية أثينا، إضافة إلى وصول بعض الرحلات الجوية من سورية إلى مدينة كوانزو الصينية، وروسيا وإيران.

ويضم الأسطول الجوي المدني السوري أربع طائرات لشركة "أجنحة الشام"، وخمس طائرات للسورية للطيران، فيما تم منح شركة طيران خاصة الترخيص وبانتظار مباشرتها العمل خلال الأسابيع المقبلة، وفق وسائل إعلام النظام.

وكان مصدر في المؤسسة السورية للطيران، ذكر لتلفزيون "الخبر" المحلي قبل أيام أنه سيتم قريبا تفعيل عقد التشاركية مع شركة خاصة (شركة أيلوما) في قطاع الطيران، والذي ينصّ على استثمار وتشغيل وإدارة السورية للطيران. وأوضح المصدر أن "التغييرات ستكون بداية الأمر على مرافق مطار دمشق الدولي، والذي تعرّض لعدد من الاعتداءات، ومن ثم إضافة بعض تجهيزات المعدات الأرضية، وستشمل أيضاً رواتب وأجور العاملين من طيارين وفنيين".

وأوضح أن الملكية في هذه الشراكة "ستبقى لمصلحة السورية للطيران، أما الإدارة فسوف تكون للشركة المستثمرة، والتي ستتحمّل مسؤولية تنفيذ الأعمال والخدمات جميعها المتعلّقة بالنقل الجوي للركاب والبضائع وشراء وإيجار واستثمار الطائرات، إضافةً إلى تنظيم الرحلات الجوية وخدماتها والخدمات الأرضية، وأخذ الوكالات عن شركات الطيران، وفتح فروع داخل سورية وخارجها". 

وأضاف أنه سيتم رفد الأسطول الجوّي المدني بعدد من الطائرات، فضلاً عن إصلاح الطائرات المعطلة وإدخالها إلى الخدمة مجددا. كما سيتم رفع رواتب الطيارين المدنيين والفنيين، مع الحفاظ على العمالة كاملة، والاحتفاظ بحقوقهم، وتجهيز مطبخ جديد وإعادة كل هذه التجهيزات حين يتم الانتهاء من تنفيذ العقد المبرم إلى ملكية السورية للطيران.

وذكر الصحافي الاقتصادي محمد عيد أن شركة "أيلوما" تأسست بشكل غامض عام 2022 على يد شخصيات مغمورة لها علاقة بالقصر الجمهوري الخاص برئيس النظام، ويبدو أن الهدف منها هو أولا التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على "السورية للطيران"، وثانيا خصخصة قطاع الطيران، وتحويل عائداته إلى جيوب رئيس النظام وحاشيته.

وواجهت رحلات مؤسسة "السورية للطيران" خلال السنوات الماضية عدد من الأعطال الفنية، ما تسبب في معاناة وعواقب سلبية على المسافرين والخدمات، فيما انعكست الحرب السورية والعقوبات الدولية على هذا القطاع بشدة، خاصة لجهة التزود بقطع الغيار والمعدات.

المساهمون