أفادت شبكة "آي آر دي" الإخبارية، اليوم الجمعة، بأن النفط الروسي لا يزال يصل إلى الأسواق الألمانية رغم الحظر النفطي الغربي المفروض على وارداتها النفطية والسقف السعري الذي حددته دول مجموعة السبع لمشترياتها منه.
ونقلت الشبكة عن خبراء قولهم إن النفط وزيت التدفئة والبنزين والديزل والكيروسين الروسية غالباً ما ينتهي بها المطاف في أوروبا، وعبر طرق التفافية، بينها من دول مثل الهند، التي يصلها حوالي 2.2 مليون برميل من النفط الخام الروسي يومياً، أي ما يعادل 10 آلاف صهريج. وتسببت تلك الشحنات في رفع حجم التجارة السنوية بين البلدين إلى 40 مليار دولار، بعدما كانت قبل الحرب الروسية في أوكرانيا ما بين 12 إلى 14 مليار دولار فقط.
وجاء ذلك بعد أن أُجبرت روسيا على إيجاد عملاء جدد، وعرض نفطها في السوق العالمية بأسعار أرخص بكثير من منافسيها في دول مثل السعودية والعراق، بسبب العقوبات الغربية الموقعة عليها.
وفي هذا الصدد، بينت الشبكة أنه رغم العقوبات، فإن العمل يسير على ما يرام، وأن ناقلة نفط من كل ثلاث ناقلات تغادر الموانىء الروسية مالكها أوروبي، ولا يزال يسمح لناقلات النفط التابعة لشركة شحن في هامبورغ بأن تقوم بعمليات النقل على الممر البحري. وبينت الشبكة أيضاً أن هناك صعوبة في تحديد من يملك السفينتين الأخريين من أصل السفن الثلاث.
وضمن ما يطلق عليه "الأسطول المظلم" للناقلات التي تغادر الموانىء الروسية إلى الهند أو الصين أو تركيا، تُبذل الجهود لكي لا يتم كشف الجهة النهائية لتلك السفن، من خلال التلاعب ببيانات موقعها، أو إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال، أو إعادة تحميل مشتقات النفط المنقول، بعد أن يتم خلطها بزيت آخر، حتى لا يستطيع أحد تحديد مصدره الأصلي، وبأي سعر تم تداوله.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن "الأسطول المظلم" يقدر بنحو 600 ناقلة من النفط الخام في جميع أنحاء العالم، ومن المحتمل أن تكون معظم هذه السفن تابعة لشركات روسية، أو إلى رجال أعمال مقربين من الكرملين، على سبيل المثال، من سنغافورة أو دبي أو هونغ كونغ، وفقاً لـ"آي آر دي".
وفي هذا الإطار، قال خبير تجارة النفط في ماكس كونسالتينغ لإدارة الطاقة برافين مارتيس للشبكة إن حصة واردات الهند من النفط تزايدت بشكل كبير، وباتت تحتفظ بأرقام قياسية ومتجاوزة أرقام منطقة الشرق الأوسط، وباتت تشكل حصتها 40% من أسواق روسيا، بزيادة 20% عما كانت عليه في العام الماضي.
وباعت الهند بما قيمته مليار دولار من النفط إلى الاتحاد الأوروبي في شهر إبريل/نيسان وحده، أي أربعة أضعاف مستوى ما قبل الحرب على أوكرانيا.
وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى النفط، تشتري الهند الحبوب والأسمدة الروسية، فيما تشتري الطائرات الحربية من فرنسا، والغواصات من ألمانيا، في تأكيد على التوجه الهندي نحو سياسة أكثر استقلالية، تشمل ضمن نقاط أخرى تنويع العلاقات التجارية.