استعادت الأسهم الأميركية بعضاً من عافيتها في تعاملات يوم الثلاثاء، إلا أنها سجلت شهرها الثالث على التوالي من الخسائر للمرة الأولى منذ مارس/آذار 2020، حيث وقعت الأسهم خلال الشهر المنتهي تحت سيطرة ارتفاع عوائد السندات، وهو ما تسبب في خسارة مؤشر ناسداك نسبة 2.8% فيه.
وبنهاية تعاملات آخر أيام الشهر، ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.65%، وأضاف مؤشر ناسداك نسبة 0.48%، بينما كان الارتفاع اليومي لمؤشر داو جونز في حدود 0.38%.
وتفوق أداء القطاع العقاري والقطاع المالي على الأداء الأشمل لمؤشر إس أند بي 500، حيث ارتفع القطاعان بنسبة 2% و1.1% على التوالي. ومع ذلك، فقد تراجعت بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، ومنها "ألفابيت"، و"ميتا"، و"إنفيديا"، التي تراجع سهمها بما يقرب من 1%، بعد صدور تقرير يفيد بأن عملاق رقائق الذكاء الاصطناعي قد يضطر إلى إلغاء طلبيات رقائق متطورة للصين بقيمة خمسة مليارات دولار امتثالاً لقيود أميركية جديدة. ووصلت خسارة السهم في بعض أوقات الجلسة لأكثر من 5%.
ونقل تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إن "إنفيديا" أُخطرت الأسبوع الماضي بأن طلبات شرائح الذكاء الاصطناعي التي كان مقرراً تسليمها العام المقبل إلى شركات تكنولوجيا صينية عملاقة، مثل "علي بابا" و"بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك" وشركة "بايدو" تخضع لأحدث قيود التصدير التي أعلنتها وزارة التجارة الأميركية.
واستمرت الشركات الأميركية يوم الثلاثاء في الإعلان عن نتائج الأعمال عن الربع الثالث من العام، حيث انخفض سهم شركة "كاتربيلار" أكثر من 6%، بعد أن قالت شركة تصنيع معدات البناء إن إيرادات الربع الرابع ستكون أعلى "قليلاً" فقط من الفترة نفسها من العام الماضي.
أيضاً انخفضت أسهم شركة الطيران "جيت بلو" بأكثر من 10%، بعد أن جاءت نتائج الربع الثالث لشركة الطيران دون التوقعات، سواء فيما يخص المبيعات أو الأرباح الصافية.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم اليوم الثلاثاء مع تفاؤل المستثمرين بتحسن أرباح الشركات، غير أن أداء المؤشر القياسي تراجع بشدة خلال أكتوبر/تشرين الأول بفعل مخاوف مرتبطة بالنمو الاقتصادي، وأيضاً من التحذيرات من بقاء أسعار الفائدة عند مستويات أعلى لفترات أطول.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 مرتفعاً 0.6%، لكنه سجل أسوأ أداء شهري له منذ سبتمبر/أيلول 2022.
وتراجع المؤشر القياسي بذلك للشهر الثالث على التوالي منخفضاً بنحو 3.7% خلال هذه الفترة.
وأظهر تقدير أولي أن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو كان أضعف من المتوقع في الربع الثالث، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي قليلاً على أساس فصلي، وتباطؤ حاد في معدل النمو على أساس سنوي.
وانخفضت مبيعات التجزئة الألمانية في سبتمبر/أيلول بسبب استمرار ارتفاع التضخم.
ويترقب المستثمرون حالياً قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي المنتظر غداً الأربعاء، وهو ما قد يحد بشكل كبير توقعات المستثمرين لتحركات أسعار الفائدة، ومن ثم الأسهم حول العالم، خلال الفترة المتبقية من العام. وترجح التوقعات بصورة واضحة تثبيت معدلات الفائدة الأميركية عند مستواها الحالي.
ولم تشهد أسعار النفط تحركات كبيرة، حيث انخفض خام برنت 4 سنتات، أو 0.05%، ليبلغ سعره 87.41 دولاراً للبرميل، بينما تراجع سعر خام غرب تكساس الأميركي 1.29 دولار، أو 1.57%، ليبلغ عند التسوية سعر 81.02 دولاراً للبرميل.
وتوقعت شركة "كبلير" العالمية للتحليل زيادة روسيا لصادراتها من النفط بصورة حادة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على خلفية ارتفاع الأسعار.
وتشير توقعات صادرة عن الشركة، وأوردتها صحيفة "كوميرسانت" الروسية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إلى أن كميات النفط الروسي المنقول بحراً قد تزداد بمقدار 200 ألف برميل يومياً، قياساً مع أكتوبر/ تشرين الأول المنتهي، لتبلغ أرقاماً قياسية هي الأعلى منذ مايو/ أيار الماضي.