عاود مؤشر إس أند بي 500 تسجيل مستوياته القياسية، الأربعاء، مقترباً من مستوى الـ5000 نقطة المحوري، ومدفوعاً بنتائج أعمال إيجابية من الشركات الأميركية، بينما بقيت الأعين والآذان معلقة بتصريحات مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي، على أمل معرفة توجهات السياسة النقدية، خلال الفترة القادمة.
وأضاف المؤشر الأشمل لقطاعات الاقتصاد الأميركي، الذي اخترق لأول مرة مستوى 4000 نقطة في إبريل/ نيسان 2021 نسبة 0.82% إلى قيمته عند بداية اليوم، ليغلق عند 4995.06 نقطة. وعند أعلى مستوياته خلال الجلسة، سجل مؤشر إس أند بي 500 مستوى 4999.89.
وخلال تعاملات الأربعاء أيضاً قفز مؤشر ناسداك، الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة، بنسبة 0.95%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة لم تتجاوز 0.40%، إلا أنها كانت كفيلة بتسجيله مستوى إغلاق قياسياً جديداً.
وقال كيم فورست، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "بوكيه كابيتال"، لشبكة "سي أن بي سي" الاقتصادية، إن "تحركات أسعار الأسهم يوم الأربعاء كانت مدفوعة بالأرباح التي أعلنت عنها الشركات، وأيضاً بارتفاع المعنويات فيما يخص توقعات الأرباح للشركات التي لم تعلن بعد عن نتائج أعمالها".
وأضاف: "بعض ما نشهده هذا العام هو أن المستثمرين لا يريدون أن يتخلفوا عن الركب كما حدث في العام الماضي".
وسجلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وفي مقدمتها "إنفيديا" و"مايكروسوفت"، مستويات قياسية جديدة، بعد ارتفاعها بأكثر من 2%، وواصل سهم "ميتا" انتعاشته، مرتفعاً بنسبة 3.3%، بينما أضاف سهما "أمازون" و"ألفابيت"، الشركة الأم لمحرك البحث الشهير "غوغل"، نحو 1% لقيمتهما.
وكان موسم الإعلان عن نتائج الأعمال الأفضل من المتوقع، إلى جانب التوقعات المتفائلة للربع الحالي، مصدر قوة للسوق في الأسابيع الأخيرة، ما اعتبر إشارة على استمرار دعم الإنفاق الاستهلاكي للاقتصاد الأميركي، ليحتفظ بمرونته في مواجهة أعلى أسعار فائدة في أكثر من عقدين.
وقالت نانسي كيرتن، كبيرة مسؤولي الاستثمار في AlTi Tiedemann Global للاستثمار، في مذكرة: "لقد جاءت الأخبار الجيدة، وواصل الاقتصاد الأميركي إظهار قوة لا تصدق، وفي الوقت نفسه، ما زلنا نرى علامات على تراجع التضخم، والنمو الثابت، وتمثل كل تلك العوامل خلفية جيدة لبنك الاحتياط الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في مرحلة ما هذا العام".
وتأتي هذه التطورات على الرغم من التراجع الأخير في توقعات أسعار الفائدة لعام 2024، بعد التعليقات الحذرة من البنك المركزي الأكبر في العالم.
وأشار رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إلى أنه سيتعين على المستثمرين الانتظار لفترة أطول مما كان يعتقد سابقًا من أجل التحول إلى خفض معدلات الفائدة، في حين قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري الأربعاء إنه يتوقع تخفيضين أو ثلاثة فقط لأسعار الفائدة هذا العام.
وقال كريس هوسي، العضو المنتدب في بنك غولدمان ساكس، في مذكرة للعملاء، إن حركة الأسعار يوم الأربعاء قد تكون علامة على أن المستثمرين "أصبحوا أكثر ارتياحًا" لفكرة تخفيض أسعار الفائدة في وقت لاحق.
ولم تقلل التطورات الإيجابية من المخاوف في القطاع المصرفي، حيث أنهت أسهم بنك "نيويورك كوميونيتي بنكورب" تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 6.7% بعد جلسة أخرى متقلبة، في أعقاب تخفيض وكالة موديز تصنيفها الائتماني إلى "غير مرغوب فيه". وخسرت أسهم الشركة نحو ثلث قيمتها في فبراير/شباط وحده، بعد أن أعلن البنك عن تسجيل خسارة مفاجئة في الربع الرابع، وقلص توزيعات أرباحه، وسط ارتفاع خسائر العقارات التجارية، التي تتركز أعماله معها.