بعيداً عن صخب الشرق الأوسط، وتبعات عملية "طوفان الأقصى"، واصلت الأسهم الأميركية يوم الأربعاء ارتفاعها لليوم الرابع على التوالي، مدفوعة باستمرار تراجع عوائد السندات، مع تلاشي احتمالات رفع الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ومع انتهاء تعاملات الأربعاء، وقبل يوم واحد من الإعلان عن بيانات تضخم أسعار المستهلكين بأميركا في شهر سبتمبر/أيلول، أضاف مؤشر داو جونز الصناعي نسبة 0.19% لقيمته، وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.43%، بينما كان الارتفاع في مؤشر ناسداك بنسبة 0.71%. وأكملت المؤشرات الثلاثة يومها الرابع على التوالي من الارتفاعات.
ويصدر غداً الخميس تقرير مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر سبتمبر المنتهي، ويتوقع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع داو جونز زيادة بنسبة 0.3% عن الشهر السابق و3.6% على أساس سنوي. وسيراقب المستثمرون البيانات عن كثب، أملاً في الوصول إلى صورة أوضح بشأن تحركات البنك الفيدرالي، خلال الفترة المتبقية من العام، في ما يخص السياسة النقدية في الاقتصاد الأكبر في العالم.
ويوم الأربعاء، أظهرت بيانات حكومية ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.5% لشهر سبتمبر، متجاوزًا تقديرات المحللين التي توقعت توقفه عند نسبة 0.3%. ولكن الرقم ما زال يمثل تباطؤا من ارتفاع بنسبة 0.7%، الذي تم تسجيله الشهر السابق.
وأشار غالبية مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي في اجتماعهم في سبتمبر إلى أنه من المحتمل حدوث زيادة أخرى في أسعار الفائدة، حسبما أظهر محضر الاجتماع، الذي صدر يوم الأربعاء. لكن محللين لأسواق الأسهم والسندات اعتبروا ذلك أمراً غير مؤكد، حيث "جرى كثير من المياه تحت الجسر" بعد هذا الاجتماع.
وفي أوروبا، أنهت مؤشرات الأسهم تعاملات الأربعاء على ارتفاع، بفضل قفزة في سهم شركة "نوفو نورديسك" للأدوية، بعد تطوير إيجابي لعقار أوزمبيك لداء السكري، إلا أن تراجع سهمي شركة "فريسينيوس ميديكال" وشركة "إل.في.إم.إتش" للسلع الفاخرة حد من المكاسب.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.2%، ليقترب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع. وتباين أداء معظم الأسواق الإقليمية، وسجل المؤشر الفرنسي أكبر تراجع، بنسبة 0.4%.
وهوى سهم شركة "إل.في.إم.إتش" 6.5% ليلامس أدنى مستوى في عشرة أشهر، بعد أن أعلنت شركة السلع الفاخرة ارتفاعا نسبته 9% في عائدات الربع الثالث، بما يشير إلى تباطؤ النمو مع تراجع موجة إنفاق قوية أعقبت جائحة كوفيد-19.
وتراجعت أسهم شركات فرنسية كبرى أخرى للسلع الفاخرة مثل "هيرميس" و"كيرينج"، وخسر سهم كل منهما نحو 1.5%، بينما انخفض مؤشر لأسهم أكبر عشر شركات سلع فاخرة أوروبية 2.7%، ليسجل أدنى مستوى له في أسبوع.
وبقي المستثمرون حذرين أيضا إزاء الصراع الدائر في الشرق الأوسط والذي يزيد احتمالات ارتفاع أسعار النفط مجددا.
لكن سهم شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية للأدوية قفز 4.9%، ليسهم في مواصلة مكاسب الأسواق، بعد أن أعلنت الشركة تطويرا إيجابيا لعقار "أوزمبيك" لعلاج الفشل الكلوي لدى مرضى السكري قبل الموعد المخطط له" حيث اتضح من تحليل مؤقت تزايد احتمالات نجاح العقار.
وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% اليوم الأربعاء، مع انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الصراع في الشرق الأوسط بعد يوم من تعهد السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بالمساعدة في استقرار السوق.
وانخفض خام برنت في العقود الآجلة 1.83 دولار، تمثل 2.1%، ليبلغ 85.82 دولارا للبرميل عند التسوية. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.48 دولار، أي 2.9%، ليبلع 83.49 دولارا عند التسوية.
وارتفع الخامان القياسيان بأكثر من 3.50 دولارات للبرميل يوم الاثنين، بسبب مخاوف من أن تتصاعد الاشتباكات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى صراع أوسع، قد يعطل إمدادات النفط العالمية.
واستقرت الأسعار على انخفاض طفيف أمس الثلاثاء، بعد أن قالت السعودية إنها تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين لمنع التصعيد، وأكدت من جديد جهودها لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط.
واجتمعت روسيا والسعودية في موسكو اليوم الأربعاء، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التنسيق بين دول أوبك+ سيستمر "من أجل تعزيز القدرة على التنبؤ بسوق النفط". وأوبك+ هي شراكة بين أوبك وحلفائها الذين من بينهم روسيا.
ويوم الأربعاء، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنها ما زالت تتوقع هبوطا سلسا للاقتصاد الأميركي، على الرغم من "المخاوف الإضافية" الناجمة عن الوضع في إسرائيل.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير أن تنخفض مخزونات النفط العالمية 200 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من عام 2023، نتيجة خفض السعودية الطوعي للإنتاج، وانخفاض أهداف الإنتاج في دول أوبك+ الأخرى.