الأمم المتحدة: غزة تعرّضت لوابل غير مسبوق من الدمار

19 أكتوبر 2024
وحشية الدمار في غزة لم تظهر في سورية وأوكرانيا، خانيونس 18 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت غزة لدمار غير مسبوق منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، مع تدمير كبير للمنازل وتلوث المياه الجوفية والتربة، مما يتطلب إزالة الأنقاض وتوفير التمويل لإعادة الإعمار، بينما تعيق القيود الإسرائيلية هذه الجهود.
- تقرير الأمم المتحدة الإنمائي يشير إلى وجود 39 مليون طن من الحطام في غزة، مما يعقد إعادة الإعمار التي قد تستغرق 80 عاماً، مع قيود إسرائيلية على مواد البناء.
- الحرب تسببت في دمار اقتصادي وارتفاع البطالة إلى 51.1% في غزة، مع مقتل وإصابة أكثر من 142 ألف فلسطيني، وسط تجاهل إسرائيل لقرارات دولية.

قال محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بالحق في السكن الملائم، بالاكريشنان راجاجوبال إنّ غزة تعرّضت لـ "وابل غير مسبوق من الدمار" منذ أن شنت إسرائيل حربها على القطاع المحاصر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

وأضاف راجاجوبال، للصحافيين، أمس الجمعة، أنّ "وحشية" الدمار في غزة لم تظهر في الصراعات في سورية وأوكرانيا. وتابع راجاجوبال أنه بحلول يناير/ كانون الثاني 2024، كان قد تم تدمير ما يراوح بين 60% و70% من جميع المنازل في غزة، وفي شمال غزة كانت النسبة 82% من المنازل. وأضاف أنّ "الأمر أسوأ بكثير الآن"، خاصة في الشمال الذي تقترب فيه نسبة التدمير من مستوى 100%. ولم تعلّق بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة على تصريحات مقرر المنظمة الأممية.

وقال راجاجوبال إنّ تقريراً صدر في الآونة الأخيرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدّر أنه، في شهر مايو/ أيار، كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة، وقال إنّ الركام مختلط بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى. وأضاف أنّ "تلوث المياه الجوفية وتلوث التربة وصل إلى وضع كارثي للغاية لدرجة أننا لا نعرف ما إذا كان من الممكن علاجهما في الوقت المناسب حتى يتمكن الناس من العودة على الأقل خلال هذا الجيل".

إعادة إعمار غزة ستستغرق 80 عاماً إذا استمر الاحتلال

ورداً على سؤال عن الوقت الذي ستستغرقه عملية إعادة بناء غزة، قال راجاجوبال إنه يجب أولاً إزالة الأنقاض، وثانياً يجب أن يكون هناك تمويل، ثم "هناك مشكلة كبيرة أخرى، حيث لا يمكن إعادة الإعمار إلا إذا انتهى الاحتلال". وأكد أن هذا الوضع يرجع إلى أن إسرائيل تفرض قيوداً على مواد ومعدات البناء والتي تدعي أن لها استخدامات مزدوجة. وقال راجاجوبال إنه بعد حرب عام 2014 في غزة، كان يتم بناء أقل من ألف منزل في كل عام. وأضاف أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه تم تدمير 80 ألف منزل في الحرب الحالية، لذلك ستستغرق عملية إعادة الإعمار 80 عاماً إذا استمر الاحتلال. 

وقالت منظمة العمل الدولية، على موقعها الإلكتروني، أول من أمس الخميس، إنّ عاماً من الحرب في غزة سبّب دماراً غير مسبوق وواسع النطاق لسوق العمل وللاقتصاد عامة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة. وأشارت إلى أنّ معدل البطالة ارتفع في غزة والضفة الغربية، إلى ما معدله 51.1% خلال الأشهر الـ12 الماضية، وفقاً لتقرير "عام من الحرب في غزّة: التأثيرات على فرص العمل وسبل العيش في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وهي النشرة الخامسة في سلسلة من النشرات الصادرة عن منظمة العمل الدولية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وقد سجل معدل البطالة في الضفة الغربية 34.9% في الفترة الممتدة بين أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2024، فيما وصل في غزة إلى نسبة مذهلة بلغت 79.7%.

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون