على الرغم من اعتياد الأميركيين وغيرهم حول العالم، خلال عام الجائحة، على التطبيقات التي تسمح بعقد الاجتماعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وتحقيق الشركات المالكة لتلك التطبيقات أرباحا طائلة خلال الشهور الماضية، بالإضافة إلى تأكيد الكثير من المحللين على استمرار الشركات في عقد هذه النوعية من الاجتماعات، تلقّى الأميركيون إشارات جديدة بعودة اقتصادهم للانتعاش، لا سيما القطاعات المرتبطة بالسفر والعمل.
ونقلت "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء الماضي، عن أليسون تايلور، مسؤول خدمة العملاء في شركة أميركان أيرلاينز، قولها إنه مع عودة الاقتصاد للفتح الكامل، أعلنت 47 شركة من أكبر 50 من الشركات المتعاملة مع أميركان أيرلاينز نيتها السماح لموظفيها بالسفر في مهام عمل خلال العام الحالي.
وفي الوقت الذي لم تتجاوز فيه حجوزات الشركات لموظفيها نسبة 30% مما كانت عليه قبل ظهور الفيروس وانتشاره في الأراضي الأميركية، بدأت مؤخراً الكثير من المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات المالية وتحديداً بنوك الاستثمار وشركات إدارة الثروات، في التجهيز لعودة موظفيها للقاء عملائهم وجهاً لوجه، وإقامة المؤتمرات الحقيقية بعيداً عن تقنية الفيديو كونفرانس التي أصابت الكثيرين بالملل.
تراجع أسعار سهم شركة زووم المتخصصة في عقد الاجتماعات الافتراضية بشدة، بعد إعلان نية مصرف أميركي إلغاء كل اجتماعاته المقرر عقدها عبر تطبيق الشركة
وقبل أسابيع قليلة، تسبب جيمي دايمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس"، أكبر البنوك الأميركية، في تراجع أسعار سهم شركة زووم المتخصصة في عقد الاجتماعات الافتراضية بشدة، بعد إعلان نيته إلغاء كافة اجتماعاته المقرر عقدها عبر تطبيق الشركة.
ودعا دايمون، رئيس البنك الوحيد الباقي في منصبه بعد الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق العالم في 2008 ـ 2009، موظفيه إلى التحلي بالشجاعة "ليخرجوا ويسافروا لمقابلة عملائهم".
ويوم الثلاثاء، بدأ توافد المستثمرين ورجال الأعمال، كما مديري الثروات والمستشارين الماليين، على مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، لحضور مؤتمر سنوي تدور أعماله على مدار يومين حول العملة المشفرة الأشهر "بيتكوين".
وفي الوقت الذي أطلق فيه على مؤتمر العام الحالي اسم "أكبر حدث خاص ببيتكوين في التاريخ"، يُتوقع أن يشارك في أعماله المئات من كبار المستثمرين ومستشاريهم الذين يتوافدون من كافة الأنحاء للاستماع لنصائح مجموعة من أكبر المتخصصين في العملات الرقمية.
وعلى مدار الأيام الأربعة التالية لهذا المؤتمر، ستكون هناك اجتماعات أخرى، تتعلق هذه المرة بالعملات المشفرة ككل، وسيتم كل ذلك برعاية أكثر من عشرين منصة يتم تداول تلك العملات عليها.
وفي أول عطلة يحتفل بها الأميركيون بعد تخفيف القيود الخاصة بإلزامهم بارتداء أقنعة الوجه، وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي التي كانت طويلة بسبب حلول يوم الذكرى Memorial Day، أشارت التقديرات إلى سفر ما يقرب من 37 مليون مسافر من المطارات الأميركية، في واحد من أكثر أيام العام الأخير ازدحاماً، بعد أن شعر الأميركيون باطمئنان للمرة الأولى منذ ظهور الوباء القاتل في أراضيهم.
وتزامن كل ذلك مع تسجيل أسعار النفط أعلى مستوياتها في عامين، في إشارة على تنامي الطلب على الوقود مع بدء عودة الانتعاش الاقتصادي في البلاد.
وتسبب ارتفاع حركة السفر خلال الأسابيع الأخيرة في ارتفاع الطلب على الوقود، وارتفاع أسعار النفط عالمياً. وفي أول أيام آخر شهور النصف الأول من العام، ارتفع سعر البرميل من خام برنت المعياري بنسبة 1.3% ليسجل أكثر من 70 دولاراً للمرة الأولى منذ شهر مايو/أيار من عام 2019، كما ارتفع سعر البرميل من خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 2.1% ليتجاوز 67.72 دولاراً، مقترباً من أعلى مستوياته فيما يقرب من ثلاثة أعوام.
ومع اعتبار معدلات الإصابة بالفيروس تحت السيطرة في العديد من البلدان الآسيوية والصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتزايد أعداد الحاصلين على جرعتي اللقاح في بلدان أوروبا والولايات المتحدة، رأى تحالف "أوبك+"، الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وبعض مصدريه من خارجها مثل روسيا، أن أسواق العالم ربما تكون مستعدة في الوقت الحالي لاستيعاب المزيد من الكميات المعروضة، من دون تعرّض الأسعار للانهيار على النحو الذي حدث منتصف العام الماضي.