تراجع معدل البطالة في المغرب خلال الربع الثاني من العام الجاري، إلا أن ذلك لم يخف اتساع دائرتها وسط الشباب، لتتجاوز 30 في المائة، بسبب فقدان فرص عمل في الأرياف جراء الجفاف.
وتجلى من بيانات المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، التي تنتج البيانات الاقتصادية، أن الاقتصاد الوطني أحدث في الربع الثاني من العام الحالي 133 ألف فرصة عمل.
غير أن المندوبية تشير إلى أن إحداث فرص العمل تلك، ناجم عن توفير 285 ألف فرصة عمل في المدن، وفقدان 152 ألف فرصة عمل في الأرياف، التي كانت أحدثت فيها 405 آلاف في الفترة نفسها من العام الماضي.
يؤكد الاقتصادي المغربي، علي بوطيبا، لـ"العربي الجديد" أن مناصب الشغل المحدثة، خاصة في الخدمات المتمثلة أساسا في السياحة، له علاقة بعودة النشاط في ذلك القطاع، بعد تخفيف التدابير الاحترازية منذ فبراير الماضي.
ويرى أن فرص العمل المحدثة من قبل الاقتصاد الوطني لا تخفي مستوى البطالة وسط الشباب، في ظل هشاشة النمو الاقتصادي المستند على الزراعة.
ومن جانبه، يعتبر الخبير في القطاع الزراعي، محمد الهاكش، أن انخفاض معدل البطالة في الربع الثاني من العام الجاري، يجب أن يستحضر مستوى الشغل الناقص والشغل غير المؤدى عنه (ليس به تأمين)، خاصة في الأرياف التي عانت، بشكل مباشر، من الجفاف.
ويتصور الهاكش في حديثه لـ"العربي الجديد" أن اتساع البطالة سيتجلى أكثر في فترة الجني في الثلث الأخير من العام الجاري، خاصة مع تأثر الزراعة بالجفاف، الذي انعكس على الأشجار المثمرة.
وتفيد تفاصل بيانات المندوبية التي نشرت، أول من أمس، أن الخدمات ساهمت، بشكل كبير، في توفير فرص العمل، حيث وصلت إلى 237 ألف فرصة عمل، بينما أتاح قطاع الصناعة 76 ألف فرصة عمل، وقطاع البناء 30 ألف فرصة عمل.
وفقد قطاع الفلاحة والغابة والصيد 210 آلاف فرصة عمل في الربع الأول من العام، خاصة بعد تأثر الفلاحة بالجفاف.
وفي الربع الأول من العام الجاري، انخفض معدل البطالة من 12.8 في المائة إلى 11.2 في المائة على المستوى الوطني، حيث انتقلت من 1.6 مليون شخص إلى 1.38 مليون شخص غير أن هذا التراجع لا يخفي التباين بين المدن والأرياف ومستوى البطالة وسط الشباب.
وتفيد المندوبية أن معدل البطالة انتقل في المدن من 18.2 في المائة إلى 15.5 في المائة، وانخفض في الأرياف من 4.8 في المائة إلى 4.2 في المائة.
غير أن معدل البطالة يبقى مرتفعا وسط الشباب المتراوحة أعمارهم بين 14 و24 عاما، حيث يصل إلى نحو الثلث من إجمالي الشباب في هذا العمر بنسبة 30.2 في المائة، بينما يبلغ بين حاملي الشهادات 18 في المائة والنساء 15.1 في المائة.
وفي الربع الثاني من العام الجاري، انخفض الشغل الناقص الناجم عن عدم مطابقة العمل للمؤهلات الفنية للشخص والعمل عدد ساعات أقل، من 990 ألفا إلى 939 ألفا.
وكان معدل البطالة وصل في العام الماضي إلى 12.5 في المائة، وهو معدل ينتظر أن يصل إلى 12.2 في المائة في العام المقبل، بعدما كان في حدود 10 في المائة قبل الجائحة.
وتستحضر الأسر في المغرب الظرفية الحالية المتسمة بالجفاف وتداعيات الحرب في أوكرانيا، حيث تترقب في بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أن 86 في المائة من الأسر المستطلعة آراؤها تترقب ارتفاع معدل البطالة في الاثني عشر شهرا المقبلة.