البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: التصعيد يفاقم أزمة لبنان الاقتصادية

26 سبتمبر 2024
عائلة في صيدا جنوب لبنان، 25 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، مع قصف إسرائيل في لبنان، تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر، مما يزيد من تكاليف الاقتراض.
- منذ بدء المواجهات مع "حزب الله"، يشن الجيش الإسرائيلي عدواناً عنيفاً على لبنان، مما أدى إلى مقتل 492 شخصاً وإصابة 1645، مع خسائر اقتصادية تقدر بـ10 مليارات دولار.
- البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية خفض توقعات النمو الاقتصادي للمنطقة إلى 2.8% لعام 2023 و3.5% لعام 2025، مشيراً إلى تأثير الصراعات وتكاليف الطاقة المرتفعة.

قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، اليوم الخميس، إن الأزمة الآخذة في التصاعد في الشرق الأوسط تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر. وصرحت بياتا يافورشيك كبيرة الخبراء الاقتصاديين في البنك لـ"رويترز" بأن الأزمة المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مع قصف إسرائيل في لبنان، من شأنها أن تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر. وأضافت "من المرجح جدا أن تشهد البلدان القريبة من الصراع في الشرق الأوسط زيادة في ارتفاع المخاطر، وبالتالي فإن تكاليف الاقتراض بها ستكون أعلى".

ومنذ صباح الاثنين، يشنّ الجيش الإسرائيلي عدواناً هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافةً" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام. وأدت الغارات الجوية إلى مقتل 492 شخصاً وإصابة 1645، بينهم أطفال ونساء، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية، فجر الثلاثاء.

أزمة لبنان تتفاقم

وفي الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمة اقتصادية منذ عام 2019، وقعت انتكاسة جديدة في الجنوب مع بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي إبريل/نيسان الماضي، قال وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، إن خسائر بلاده الاقتصادية جراء الحرب الجارية في غزة وجنوب لبنان وصلت إلى 10 مليارات دولار.

وفي أغسطس/آب الماضي، عجزت الحكومة اللبنانية عن توفير فاتورة توريد الوقود المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية، قبل أن تسارع الجزائر إلى مدّ البلاد بشحنة لتوفير الطاقة. إلا أن ما جرى من عدم قدرة الحكومة على شراء الوقود يقدم صورة أوضح لجاهزية الدولة في ما يتعلق بحالات الطوارئ، خصوصاً في حال فرضية اتساع نطاق الصراع مع إسرائيل ليشمل كل أنحاء البلاد.

وذكر البنك في تقرير نصف سنوي أن التعديل الهبوطي لنمو الناتج المحلي الإجمالي بالمنطقة التي يغطيها البنك طفيف إلا أنه ثاني تعديل بالخفض في تلك المنطقة التي تشمل اقتصادات ناشئة في أوروبا ووسط آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا. وعدل البنك توقعات النمو إلى 2.8% هذا العام و3.5 % لعام 2025 بانخفاض 0.2 و0.1 نقطة مئوية على الترتيب.

فيما قالت يافورشيك "عندما أسافر عبر مدن أوروبية أرى أن الحالة العامة في تراجع واضح. هناك شعور بأن أوروبا في أزمة من نوع ما" مضيفة أن أوروبا تعاني من صراعات متزايدة وتكاليف طاقة مرتفعة. وأضاف تقرير البنك أن ركود إنتاج قطاع التعدين في قازاخستان وأوزبكستان والصراع في قطاع غزة ولبنان والجفاف الشديد في المغرب وتونس، كلها عوامل تضغط أيضا صوب تقليص النمو. واعتبرت يافورشيك أن إجراءات التحفيز الصينية قد تعزز صادرات الدول أعضاء البنك المصدرة للسلع الأساسية، وإن الحواجز التجارية دفعت بكين إلى ضخ مليارات الدولارات في المجر وصربيا والمغرب، وهي استثمارات أجنبية مباشرة قد تزيد أكثر إذا منعت سياسة التجارة العالمية المزيد من الواردات من الصين.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون