استمع إلى الملخص
- الاتجاه الأساسي للتضخم يتحسن ببطء، مما دفع المحللين لتعديل توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة، مع توقع أول خفض في يناير 2025.
- يلعب رفع الحد الأدنى للأجور دوراً مهماً في تحديد التضخم المستقبلي، بجانب العوامل الخارجية مثل نتائج الانتخابات الأميركية وتخفيضات الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي.
رفع محافظ البنك المركزي فاتح كاراهان، اليوم الجمعة، توقعاته للتضخم لهذا العام والعام المقبل، بعدما تباطأت زيادات أسعار المستهلك بأقل من المتوقع في الأشهر الأخيرة، رغم ارتفاع أسعار الفائدة، حيث أصبح البنك يتوقع الآن أن يصل التضخم إلى 44% في نهاية عام 2024، صعوداً من تقدير سابق في أغسطس/ آب الماضي، بنسبة 38%. كما من المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك بنسبة 21% بحلول نهاية عام 2025، مقارنة مع 14% في آخر توقعات. وقال كاراهان، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، إنّ "الاتجاه الأساسي للتضخم يتحسن، ولكن بشكل أبطأ من المتوقع".
ويبدو أنّ جموح التضخم يختبر عزم المحافظ كاراهان الذي قدّم توقعات التضخم لعام 2025، اليوم الجمعة، والتي تُعد مهمة للمتداولين الباحثين عن أدلة على اتجاهات الفائدة، وذلك بعد بيانات تشير إلى أنّ ارتفاع الأسعار بنحو 50% سنوياً لا يتباطأ بالسرعة التي تمناها المسؤولون.
وكان المحللون سريعين في تغيير توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة، حيث يشكك الكثيرون الآن في إمكانية بدء ذلك هذا العام، وفقاً لشبكة بلومبيرغ الأميركية التي أشارت إلى أن البنك المركزي التركي أكثر تفاؤلاً. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال إن أرقام التضخم السنوية لا تظهر بدقة التقدم المحرز، وأن الأسعار المعدلة موسمياً تقدم "صورة أكثر وضوحاً". وانخفض معدل التضخم على أساس سنوي أقل من المتوقع في أكتوبر/ تشرين الأول إلى 48.6% من 49.4% في الشهر السابق. ومع ذلك، عند تعديله وفقاً للتأثيرات الموسمية، تباطأ كل من التضخم الشهري والتضخم الأساسي الشهري الذي يستبعد العناصر المتقلبة مثل الطاقة والغذاء.
وألقى المحافظ كاراهان مزيداً من الضوء على توقعات البنك المركزي عندما قدم تقرير التضخم ربع السنوي في أنقرة. وقبيل المؤتمر الصحافي، توقعت "بلومبيرغ" أن يحدد "نهجاً حذراً" لخفض أسعار الفائدة، وفقاً لخبيرة الاقتصاد في "مورغان ستانلي" هاندي كوجوك، التي قالت في مذكرة للعملاء: "ظلت الاتجاهات المعدلة موسمياً أعلى من إرشادات البنك المركزي"، مضيفة أن أول خفض لأسعار الفائدة من المرجح أن يحصل في يناير/ كانون الثاني 2025.
ومنذ مارس/ آذار الماضي، أبقى البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيسي عند 50% وهو أحد أعلى المستويات في العالم. وقد ساعد ذلك في إبطاء التضخم من أكثر من 75% في مايو/ أيار، لكنه أضعف الاقتصاد أيضاً. ومن المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية اجتماعاتها المقبلة في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري و26 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وتوقع مسؤولو البنك المركزي أن يتباطأ التضخم إلى 38% بحلول نهاية العام، مع النطاق العلوي من هذا التوقع عند 42%. ويشير المسار الحالي إلى أن الأسعار ستكون أعلى قليلاً من هذا المستوى الأعلى.
كما يولي المستثمرون والمحللون اهتماماً لتوقعات كاراهان للتضخم في نهاية العام المقبل، والتي تبلغ حالياً 14%، لقياس مسار السياسة النقدية. وتتوقع مؤسسات مثل "مورغان ستانلي" و"دويتشه بنك إيه جي" أن يكون نمو الأسعار أعلى بنحو عشر نقاط مئوية من ذلك.
في غضون ذلك، سيكون رفع الحد الأدنى للأجور في تركيا لعام 2025 عاملاً رئيسياً في تحديد التضخم. وفي الخارج، سيؤثر على تركيا فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وتخفيضات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وحتى الآن، سعى المسؤولون الحكوميون الأتراك إلى زيادة الحد الأدنى للأجور بما يتماشى مع توقعات البنك المركزي، ما يعني زيادة بنسبة 30% أو أقل. ومع ذلك، سيخضع الرقم لموافقة الرئيس رجب طيب أردوغان. ومن المتوقع الإعلان عنه في ديسمبر المقبل. ولعام 2024، رفعت حكومة أردوغان الحد الأدنى للأجور بنسبة 49%.
ونقلت "بلومبيرغ" عن المحللين في "دويتشه بنك" ييجيت أوناي وكريستيان فيتوسكا قولهما "إن المفاجآت الصعودية المتتالية في التضخم خلال الشهرين الماضيين، تقلل من احتمال خفض الفائدة في عام 2024". وأضافا أنهما سيراقبان من كثب التحديثات من كاراهان "حول وظيفة ردة فعل البنك المركزي في ضوء التضخم المستمر وتباطؤ الاقتصاد".