البيتكوين مقابل الذهب... العالم يندفع نحو الأصول الخطرة

12 نوفمبر 2024
الدولار يحصد مزيد من المكاسب عقب فوز ترامب/getty
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد فوز ترامب بولاية ثانية، اتجه المستثمرون نحو الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية وأسهم التكنولوجيا لتعويض الخسائر السابقة، مدفوعين بأمثلة مثل مكاسب إيلون ماسك.
- شهدت الأسواق المالية تحولاً ملحوظاً نحو الأصول الخطرة، مع تراجع الاستثمارات في الذهب والمعادن النفيسة، مما يعكس توقعات بارتفاع قيمة الأصول مثل البيتكوين.
- من المتوقع استمرار التذبذب في الأسواق حتى تولي ترامب منصبه، مع ترقب خططه السياسية والاقتصادية، مما يعزز الميل نحو الأصول الخطرة ويضعف موقف الذهب.

البيتكوين مقابل الذهب، هذه هي القاعدة الأحدث في عالم المال والاستثمار في مرحلة ما بعد فوز ترامب بولاية ثانية. ومعها أصبح العالم أكثر ميلاً نحو المغامرات المالية والمقامرات الاستثمارية والإقبال الشديد على حيازة الأصول الخطرة، بل وعالية المخاطر، لتحقيق أرباح سريعة ربما تعوضهم عن الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها خلال أزمات التضخم والتشدد النقدي وقفزة سعر الفائدة وزيادة كلف الإنتاج وجائحة كورونا.

رجال أعمال ومليارديرات يربحون مليارات الدولارات في يوم واحد بالمراهنات على أحداث سياسية ومناسبات انتخابية وأحياناً بسبب ضربات الحظ، وهو ما زرع حلم الثراء السريع لدى شريحة كبيرة من المستثمرين والمضاربين والحيتان وصائدي الصفقات وتجار الأزمات حول العالم.

ما دعم هذا الحلم، أن الملياردير الأميركي وأكبر ممول لحملة دونالد ترامب، إيلون ماسك، حقق مكاسب ضخمة عقب فوز ترامب بلغت نحو 30 مليار دولار في يوم واحد، ليتصدر أثرياء العالم بثروة تقدر بنحو 300 مليار دولار. وزادت قيمة سهم شركته، تيسلا، بنسبة 15%.

لم يكن ماسك وحده الذي جنى أرباحًا مليارية من فوز ترامب، فقد قفزت الثروات الشخصية لعدد من مليارديرات أميركا والعالم. ثروة بيل غيتس، زادت بقيمة ملياري دولار، لتبلغ 160 مليار دولار، رغم دعمه للمرشحة كامالا هاريس. كذلك ربح مضاربون ملايين الدولارات بسبب الرهان على الدولار الذي ارتفع لأعلى مستوياته في أربعة أشهر اليوم الثلاثاء. وحقق زيادة يومية هي الأعلى منذ مارس/آذار 2020.

هناك اندفاع من شريحة من المستثمرين نحو حيازة الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية وأسهم شركات الذكاء الاصطناعي

ومنذ فوز ترامب بولاية ثانية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وهناك تغييرات ملحوظة في أسواق المال العالمية وخريطة أدوات وفرص الاستثمار المتاحة. هناك مثلاً اندفاع من شريحة من المستثمرين نحو حيازة الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية وأسهم شركات الذكاء الاصطناعي والنفط والتكنولوجيا وإنتاج السلاح والسيارات الكهربائية وإدارة السجون، وكذا الاستثمار في العملات، وفي مقدمتها الدولار، وهناك مضاربات شديدة على أدوات الاستثمار الخطرة.

وفي المقابل، هناك تراجع للاستثمارات وعمليات ضخ الأموال في الأدوات الآمنة أو شبه المضمونة مثل الذهب والمعادن النفيسة وأدوات الدين الحكومية، ومنها السندات وأذون الخزانة.

على سبيل المثال، رصدنا تدفق مليارات الدولارات على سوق العملات الرقمية، وهو ما دفع بسعر بيتكوين، العملة الافتراضية الأبرز، إلى حاجز 90 ألف دولار اليوم، بنسبة زيادة 32% منذ فوز ترامب، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. وزادت قيمتها 11% في يوم واحد وسط توقعات ببلوغها 100 ألف دولار خلال أيام بسبب المضاربة المحمومة والجنونية عليها.

وفي المقابل، شهد سوق الذهب هروباً للأموال، رغم أنه يصنف على أنه الاستثمار الآمن وشبه المضمون، وهو ما أدى إلى تراجع أسعار المعدن النفيس، لتتداول اليوم عند أدنى مستوى في قرابة شهرين. ودعم تراجع سعر الذهب ارتفاع قيمة الدولار بعد فوز ترامب، ومخاوف من عرقلة الرئيس المنتخب جهود البنك الفيدرالي المتعلقة بالتيسير النقدي والحد من شبح التضخم. كذلك دعمت تراجع سعر الذهب، توقعات بتراجع منسوب المخاطر الجيوسياسية حول العالم، سواء في أوكرانيا أو منطقة الشرق الأوسط مع وعد ترامب بوضع نهاية سريعة للحروب القائمة، وهو ما يدعم استقرار الأسواق ويحد من الاضطرابات فيها.

من المتوقع أن تشهد أسواق العالم حالة تذبذب ملحوظة وميلاً نحو حيازة الأصول الخطرة إلى حين تولي ترامب منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، والكشف عن خططه السياسية والاقتصادية المقبلة.

المساهمون