أظهرت أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، اليوم الجمعة، تراجع معدلات التضخم في أوروبا مجدداً في يونيو/ حزيران، ولكن تراجعها جاء ببطء شديد لم يُشعِر المتسوقين الذين يتذمرون من الأسعار بالراحة، أو يوقف ارتفاع أسعار الفائدة التي سترفع بدورها تكاليف الاقتراض في كل قطاعات الاقتصاد.
ونقلت "أسوشييتد برس" عن المكتب قوله، في بيان، إنّ معدل التضخم السنوي انخفض من 6.1% في مايو/ أيار ليسجل 5.5% في الدول التي تستخدم العملة الأوروبية الموحدة (اليورو).
ورغم أنّ هذا يمثل تراجعاً كبيراً مقارنة بذروة بلغت 10.6% في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، فإنّ استمرار ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة، دفع عدداً من محافظي البنوك المركزية حول العالم، إلى التأكيد أنهم سيواصلون رفع المعدلات لحين تراجع معدل التضخم إلى 2% الذي يعد الأفضل للاقتصاد.
Euro area #inflation at 5.5% in June 2023, down from 6.1% in May. Components: food, alcohol & tobacco +11.7%, other goods +5.5%, services +5.4%, energy -5.6% - flash estimate https://t.co/te10Odpafe pic.twitter.com/QLqvJsD3XT
— EU_Eurostat (@EU_Eurostat) June 30, 2023
وشهد المستهلكون تراجعاً في أسعار الطاقة، التي انخفضت بنسبة 5.6% بعد أزمة العام الماضي، فيما زاد معدل تضخم أسعار المواد الغذائية بنسبة 11.7%، لكنه تراجع عن معدل 12.5% الذي سجله في مايو/ أيار الماضي.
وارتفع معدل التضخم الأساسي، الذي لا يشمل أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، ويقدم صورة أوضح لضغوط الأسعار على المدى الطويل، بشكل طفيف إلى 5.4% مقارنة مع 5.3% الشهر الماضي.
وانحسرت أسعار الطاقة والقمح إلى مستويات ما قبل الحرب، وخفت وطأة مشكلات سلسلة التوريد، غير أنّ التضخم واصل تسلله عبر قطاعات أخرى من الاقتصاد.
ورُفعت أسعار الشركات التي تبيع خدمات بدلاً من السلع، وهو قطاع كبير في الاقتصاد يشمل كل شيء من تنظيف المكاتب إلى قص الشعر والرعاية الطبية.
كما تفرض الفنادق وشركات الطيران رسوماً أكبر على المسافرين خلال الصيف، ويضغط العمال من أجل زيادة الأجور لتعويض قوتهم الشرائية المفقودة.
وكان البنك المركزي الأوروبي (ونظراؤه في جميع أنحاء العالم) قد عمد إلى رفع أسعار الفائدة بسرعة، إذ يمثل ذلك العلاج الرئيسي المقاوم للتضخم.
والزيادات في سعر الفائدة المعياري للبنك المركزي الأوروبي من شأنها أن تزيد كلفة اقتراض المواطنين لشراء المنازل والسيارات، وعلى الشركات للحصول على مبانٍ إدارية جديدة ومعدات مصانع، لتقليل الطلب، وخفض مستويات الأسعار.
ارتفاع بطالة ألمانيا أكثر من المتوقع في يونيو
وفي المؤشرات الأوروبية أيضاً، وتحديداً في ألمانيا، أظهرت بيانات مكتب العمل الاتحادي، اليوم الجمعة، أنّ معدل البطالة في البلاد ارتفع أكثر من المتوقع في يونيو/ حزيران.
وأوضح المكتب أنّ عدد العاطلين عن العمل زاد 28 ألف شخص في ضوء التعديلات الموسمية ليبلغ 2.61 مليون شخص، بعدما كان محللون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا أن تكون الزيادة بواقع 13 ألف شخص. كذلك، ارتفع معدل البطالة في ضوء التعديلات الموسمية إلى 5.7%.
(أسوشييتد برس، رويترز)