التوترات تربك حركة النقل الجوي في المنطقة: حظر سفر وتغيير مسارات

13 ابريل 2024
يترقب العالم رد إيران على هجوم إسرائيلي استهدف القسم القنصلي لسفارتها في دمشق (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة ودمشق، أثرت بشكل ملحوظ على حركة النقل الجوي، مع تغيير مسارات الرحلات أو تعليقها لتجنب المجال الجوي لإيران ودول أخرى.
- دول مثل كندا وإيطاليا رفعت مستوى التحذيرات لرعاياها، مشددة على تجنب السفر غير الضروري إلى المنطقة والتخطيط للمغادرة في حال الوجود هناك، بسبب الوضع الأمني المتقلب.
- شركات طيران عالمية مثل لوفتهانزا وأوستريان إيرلاينز اتخذت إجراءات استثنائية بتعليق أو تغيير مسارات الرحلات كإجراء احترازي لضمان سلامة الركاب والطاقم في ظل التوقعات بتصاعد الأوضاع.

أدى تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتهديد الإيراني بالرد على الاعتداء الإسرائيلي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق إلى ارتباك حركة النقل الجوي العالمية في المنطقة، حيث نصحت دول رعاياها بتجنب السفر لدول في المنطقة، كما قامت شركات طيران بتغيير مسارات رحلاتها لتجنب إيران ودول أخرى، بينما قامت شركات أخرى بتعليق رحلاتها. 

واليوم السبت، حذّرت وزارة خارجية كندا رعاياها من السفر إلى إسرائيل والضفة الغربية، وفقاً للوضع الأمني المتقلب في المنطقة. وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، إنه "مع تزايد خطر وقوع هجمات على الأراضي الإسرائيلية، يظل الوضع الأمني الإقليمي متقلباً للغاية، ويمكن أن يتصاعد دون سابق إنذار". وأضافت جولي لقد "قمنا برفع مستوى المخاطر لدينا لتجنب مواطنينا السفر بالكامل إلى إسرائيل والضفة الغربية". واختتمت بالقول إنه "يجب على الكنديين الموجودين في إسرائيل والضفة الغربية التخطيط للمغادرة".

ودعت وزارة الخارجية الإيطالية مواطنيها إلى تجنب السفر غير الضروري إلى منطقة الشرق الأوسط. وذكرت قناة Rainnews24 الإيطالية أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أنطونيو تاجاني عقد مساء الجمعة سلسلة اجتماعات عبر الفيديو مع سفراء إيطاليا في تل أبيب، وبيروت، وطهران، والقنصلية الإيطالية في القدس، لتقييم خطط الطوارئ بشأن الوضع المتوتر في المنطقة.

وأشارت إلى أنه نتيجة لهذه الاجتماعات، دعت وزارة الخارجية المواطنين الإيطاليين إلى تجنب السفر غير الضروري إلى منطقة الشرق الأوسط، ونصحت المقيمين فيها بتحديث مواقعهم.

من جانبها، أوصت الحكومة الهولندية رعاياها، الجمعة، بتأجيل رحلاتهم العاجلة إلى إسرائيل بسبب تصاعد التوتر مع إيران. وقالت وزارة الخارجية الهولندية، في بيان، إن الوضع الأمني ​​في إسرائيل لا يمكن التنبؤ به بسبب التوتر مع إيران. وأشارت إلى وقوع هجمات بالصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف هاون في قطاع غزة ومحيطه، والمنطقة الحدودية الواقعة بين إسرائيل ولبنان. كما دعت فرنسا، الجمعة، مواطنيها إلى تجنب السفر إلى إيران ولبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الوزير ستيفان سيجورني أعطى تعليماته للبدء بعودة الدبلوماسيين وعائلاتهم في طهران، ووقف مهامهم الرسمية في إيران.

وقالت وزارة الخارجية البولندية إنها نصحت في تحديث لتوجيهات السفر أمس الجمعة بعدم السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان، مؤكدة، في بيان، أنه "لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد مفاجئ للعمليات العسكرية، وهو ما قد يسبب صعوبات كبيرة في مغادرة هذه الدول الثلاث". وأضافت "أي تصعيد قد يؤدي إلى قيود كبيرة على حركة الطيران وعدم القدرة على اجتياز المعابر الحدودية البرية".

ونصحت وزارة الخارجية الهندية الجمعة رعاياها بعدم السفر إلى إيران وإسرائيل حتى إشعار آخر، نظراً "للموقف السائد في المنطقة". كذلك أصدرت دول، منها الولايات المتحدة وروسيا، نصائح مماثلة بعدم السفر إلى المنطقة، فقد حذرت السفارة الأميركية في القدس المحتلة، الخميس، موظفيها وعائلاتهم، من السفر خارج المدن الكبرى في إسرائيل، وذلك على خلفية الوضع السياسي القائم في المنطقة. كما أصدرت روسيا الخميس إرشادات تنصح بعدم السفر إلى الشرق الأوسط.

ونصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، خاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، وقالت في بيان: "نوصي بشدة المواطنين الروس بالامتناع عن السفر إلى المنطقة، وخاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا في حالات الضرورة القصوى". وقالت الوزارة "الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط لا يزال مستمراً". كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بـ"عدم السفر إلى كل أجزاء إسرائيل".

من جانبها، أعلنت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا وفرعها النمساوي "أوستريان إيرلاينز" الجمعة، أنهما ستعلقان رحلاتهما من طهران وإليها حتى الخميس 18 إبريل/ نيسان، وأنهما لن تستخدما المجال الجوي الإيراني، بسبب التوترات في الشرق الأوسط.

وقال متحدث باسم لوفتهانزا "بسبب الوضع الحالي، تعلق لوفتهانزا رحلاتها من طهران وإليها حتى الخميس 18 إبريل ضمناً، وذلك بعد تقييم دقيق" للوضع. وأضاف أن "شركة الطيران لم تعد تستخدم المجال الجوي الإيراني".

واتخذت "أوستريان إيرلاينز" خطوة مماثلة الجمعة، وقالت شركة الطيران في بيان وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إن "سلامة ركابنا وطاقمنا هي أولويتنا القصوى"، مضيفة أنها "تقيّم باستمرار الوضع في الشرق الأوسط".

ولوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات دولية إلى طهران، وهي خدمات تقدمها في الأغلب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.

في السياق، قالت شركة طيران كانتاس الأسترالية اليوم السبت، إنها غيرت مسار رحلاتها مؤقتاً بين بيرث ولندن بسبب مخاوف متعلقة بالشرق الأوسط، مع تزايد التوقعات بشن هجوم إيراني على إسرائيل. وقال متحدث باسم كانتاس، إننا "نعدل مؤقتاً مسار رحلاتنا بين بيرث ولندن بسبب الوضع في بعض أنحاء الشرق الأوسط.. سنتواصل مع العملاء مباشرة إذا حدثت أي تغييرات في الحجوزات".

وأضافت كانتاس وفقاً لوكالة "رويترز" أنه لم يتم تأجيل أو إلغاء أي رحلات جوية بين بيرث، عاصمة ولاية أستراليا الغربية، ولندن، لكن تم تعديل مسار الرحلات لتمر عبر سنغافورة. وظلت الرحلات الأخرى التي تسيرها شركة الطيران، التي مقرها سيدني، من وإلى لندن دون تغيير لأنها تسلك مسارات طيران مختلفة. والمجال الجوي الإيراني طريق رئيسي لمرور رحلات لشركات طيران عالمية.

ونقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) اليوم عن متحدث باسم شركة الطيران الهولندية "كيه.إل.إم" قوله إن "الشركة قررت وقف تحليق طائراتها في المجالين الجويين لإسرائيل وإيران". وأضافت الشركة، وهي الذراع الهولندية لشركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس-كيه.إل.إم"، أنها "اتخذت قرارها في خطوة احترازية، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل". لكن "كيه.إل.إم أشارت إلى أنها ستواصل رحلاتها إلى تل أبيب المطلة على ساحل البحر المتوسط".

ودخلت إسرائيل، أمس الجمعة، في حالة تأهب تحسباً لهجوم من إيران أو حلفائها مع تزايد التحذيرات من رد طهران على مقتل أحد كبار العسكريين في القنصلية الإيرانية بدمشق الأسبوع الماضي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يتوقع "عاجلاً وليس آجلاً" وقوع هجوم، لكنه حذر طهران من المضي قدماً في ذلك.

ويترقب العالم رد إيران المحتمل على هجوم إسرائيلي استهدف القسم القنصلي لسفارتها بالعاصمة السورية دمشق، وسط تقارير دولية تفيد بأن الرد "وشيك". ومطلع إبريل الجاري، تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي. ولم تعترف إسرائيل رسمياً باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضاً. كما تواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون