بدأت أسراب الجراد الصحراوي بمهاجمة المحاصيل الزراعية في السهل التهامي، شمال غربي اليمن، متسببة بخسائر اقتصادية فادحة، وسط مخاوف من وصول الوضع إلى مرحلة الوباء.
وجاء الهجوم الجديد بعد أسابيع من تحذيرات أطلقها خبراء من انتقال أسراب الجراد من مناطق التكاثر الصيفي، شمال وشرق اليمن، إلى مناطق التكاثر الشتوي في السهل التهامي الممتد بين محافظتي حجة والحديدة، شمال غربي وغرب اليمن.
وقال تقرير حكومي، الإثنين، إن أسراب جراد قادمة من مناطق حضرموت وشبوة ومأرب والجوف، هاجمت الزراعة في السهل التهامي، التي تصنف بأنها من أكثر مناطق التكاثر الشتوية.
وطالب التقرير الصادر عن مركز مكافحة الجراد بصنعاء، بجهود ميدانية كبيرة للسيطرة على الآفة والحد من الخسائر الاقتصادية جراء انتشار الجراد على الزروع والنباتات، وخصوصا أن الظروف البيئية ملائمة جدا للثكاثر جراء الأمطار الغزيرة والرطوبة والغطاء النباتي الأخضر.
وتمتد مناطق سهل تهامة على محافظتي حجة والحديدة، وتحديدا من قرى مديرية عبس وصولا إلى مديريات الحديدة ووديان السهل التهامي بمديرية الزُهرة.
ووفقا لخبراء، فإن السهل التهامي بات بؤرة لوجود أصناف مختلفة الأحجام من الجراد، وعلى رأسها (الدبا، المتدرب على الطيران، الناضج)، فضلا عن الأسراب الضخمة.
وأشار التقرير إلى أن أسراب الجراد غير الناضج بدأت بالتحرك بين مناطق مدينتي عبس وشفر بمحافظة حجة، نتيجة وصول عدة أسراب قادمة من الجهتين الشمالية والغربية، حيث تشهد المنطقة هجوما لأسراب قادمة من مناطق التكاثر الصيفية التي لم تنفذ فيها أعمال المكافحة.
وتوقع التقرير، الذي نقلته وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للحوثيين، أن تتشكل أسراب أخری من الجراد ويستمر تحركها بين مناطق عبس وشفر وصولاً إلی المناطق القريبة من السلسلة الجبلية والمناطق الزراعية الصحراوية مسببة مزيداً من الخسائر في المحاصيل الزراعية.
وأشار التقرير إلى تزامن تكاثر وانتشار الجراد مع موسمين زراعيين "الصيفي والشتوي"، والأمطار الغزيرة على معظم مناطق اليمن، لافتا إلى أن تلك العوامل ساعدت على التوسع في زراعة محاصيل الذرة والدخن والبطيخ والشمام في جميع المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية والسهول والكثبان الرملية والوديان، ما أعاق أنشطة مكافحة الجراد في تلك المناطق.
وبحسب مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي باليمن، فإن خطورة الجراد تكمن في إحداث خسائر بالمحاصيل الزراعية تتفاوت من طور إلى آخر، حيث تعد الأسراب غير الناضجة من أخطر أطوار الجراد في إحداث خسائر بالمحاصيل الزراعية.
ووفقا للمركز الحكومي المدعوم من منظمة "الفاو"، تقدر الخسائر التي يُحدثها السرب الواحد من الجراد بـ67% من الإنتاج المحلي للمحاصيل مقارنة مع باقي الأطوار المتمثلة بالحوريات والجراد الطائر والتي تقدر الخسائر التي تُحدثها بـ33%.
وأشار المركز إلى أن انتشار الجراد في سهل تهامة يشكل خطراً جسيماً على الأمن الغذائي وعائدات التصدير، سواء كانت محاصيل الحبوب أو المحاصيل النقدية والسمسم والتنباك أو محاصيل الخضروات والفواكه.
وأكد مزارعون في تهامة لـ"العربي الجديد"، أن أسراب الجراد فضلا عن الفيضانات التي ضربت أودية تهامة خلال الشهرين الماضين، تسببت بضرب الموسم الزراعي، بعدما تعرض ثلثا المحاصيل للتلف التام.
وتشكل الزراعة المصدر الرئيسي للدخل وفرص العمل في المناطق الزراعية بالسهل التهامي، ووفقا لتقديرات أممية، فقد تسبب النزاع المتصاعد منذ نحو 6 سنوات، بمعاناة نحو 20 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي.
وكان البنك الدولي قد أعلن مطلع يونيو/ حزيران الماضي، عن تمويل جديد بقيمة 25 مليون دولار لمساعدة اليمن على مكافحة انتشار الجراد وتعزيز أنظمة التأهب في مواجهة مخاطر غزو الأسراب مستقبلاً، وتوفير مواد عاجلة لمساعدة الفقراء والمستضعفين من المزارعين والرعاة والأسر الريفية في التغلب على الخسائر التي تكبدتها محاصيلهم ومصادر دخلهم في واحدة من أسوأ هجمات الجراد خلال عقود.