وسط صراع بين حكومتين في ليبيا لإدارة شؤون البلاد، قفزت أسعار العديد من السلع الاستهلاكية، فيما اختفت سلعة الدقيق في ظل مخاوف من نقص إمدادات القمح والحبوب خاصة من أوكرانيا وروسيا.
وتخوف تجار ومستهلكون من تنامي النقص في الدقيق، وزيادة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانيّة على معيشة المواطن وسط تحذيرات من أزمة انعدام الأمن الغذائيّ لاسيّما وأن ليبيا رفعت الدّعم عن الخبز والسلع الأساسية.
من جانبه، وعد وزير الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنيّة محمد الحويج، بالبحث عن بدائل لتوريد القمح بدلاً من السوق الأوكرانية لتغطية متطلبات السوق المحلية من القمح الطري.
وأوضح خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أنّ هناك احتياطات من القمح لدى القطاع الخاصّ في الحدود الآمنة تقدر بنحو 400 ألف طن مع وجود تعاقدات جديدة لشرائه من الأسواق العالميّة، لافتاً إلى وجود 12 دولة بديلة يمكن الاستيراد منها. وقال الوزير الليبي إنّ ليبيا سوف تدعم سلعة الدقيق ولو جزئياً للمحافظة على استقرار الأسعار.
وكشف مصدران من إدارة الاعتمادات المستنديّة بمصرف ليبيا المركزيّ لـ"العربي الجديد" أنّ قيمة الاعتمادات المستنديّة لتوريد سلعة القمح خلال شهر فبراير/ شباط الماضي قدرت بنحو 17 مليون دولار من قبل الشركات الخاصة لتغطية الاحتياج المحلي من السلعة.
في المقابل، بدأت بعض المخابز في تغيير سعر الخبز من أربعة أرغفة بدينار، إلى نصف دينار للرغيف الواحد، أي مضاعفة السعر.
وقال صاحب مخبز بمنطقة "سيّدي المصري" في طرابلس، عز الدين للقماطي لـ"العربي الجديد" إن أسعار الدّقيق شهدت ارتفاعا في السوق، ولا توجد خيارات أمامنا سوى رفع السعر مع تقليل الحجم.
من جانبه، أكد نقيب الخبّازين الخريص أبولقاسم، في تصريحات لـ"العربي الجديد" أنّ أسعار الدّقيق ارتفعت في السّوق المحلي إلى 300 دينار للقنطار (الدولار = 4.48 دنانير)، من 195 دينار قبل اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال إنّ هناك شركات مطاحن أقفلت أبوابها، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق بشأن غلاء الدقيق وهو العامل الرئيسي لرفع سعر رغيف الخبز.
وفي سوق المهاري وسط طرابلس، تقول المواطنة سليمة أبولقاسم لـ"العربي الجديد" إنها تقوم بشراء السّلع الغذائيّة الضرورية لغرض التخزين رغم ارتفاع الأسعار خوفا من نقص المعروض في الفترة المقبلة.
قال صاحب مخبز بمنطقة "سيّدي المصري" في طرابلس، عز الدين للقماطي لـ"العربي الجديد" إن أسعار الدّقيق شهدت ارتفاعا في السوق، ولا توجد خيارات أمامنا سوى رفع السعر مع تقليل الحجم
وعلق المحلّل الاقتصادي أبو بكر الهادي على الأزمة الحالية قائلاً لـ"العربي الجديد" إنّ هناك موجة غلاء على مستوى العالم، والأمن الغذائي في ليبيا اقترب من الخطوط الحمراء.
وأوضح أنّ الحكومة لا تملك مخزوناً من القمح يكفي لمواجهة أيّ ارتفاع للسلعة، ما يتيح لها التّدخل لخفض الأسعار في الوقت المناسب وسط استمرار المضاربات وعمليات احتكار واسعة.
وقال مورد قمح للسوق المحلي، الهاملي محمد الهاملي، إنّ هناك نقصاً في سلعة الدقيق في السوق لعدة أسباب من بينها شراء السلعة وتخزينها من قبل المواطنين، ممّا تسبب في نقص العرض وزيادة الطلب على السلعة.
وأضاف أنّ هناك توريدات جديدة للسلعة، لكنّ هناك ارتفاعاً في السعر من المصدر نتيجة النّقص العالميّ مع ارتفاع سعر الشحن.
وحسب بيانات رسميّة، يتوزّع 4160 مخبزاً على مختلف أنحاء ليبيا، إضافة إلى 57 مطحنة دقيق توزّع الدقيق على الأفران بأسعار شبه مدعومة، فيما تستهلك ليبيا نحو 1.26 مليون طن حبوب سنوياً، وتستورد 95% من القمح الليّن، فيما تغطّي باقي حاجياتها من الإنتاج المحلي.